في هذه الزاوية، ننقل إليكم إجابات خبراء اختصاصيين عن أسئلة متنوعة تتعلق بالصحة العامة أو الرشاقة أو الريجيم أو حتى أسلوب الحياة.

رأت استشارية طب الأطفال، الدكتورة إيمان وِتْوِتْ، أنه من المفارقات المثيرة للتعجب أن مشكلة «اضطراب نقص فيتامين D» متفشية على نطاق واسع ويدعو إلى القلق بين الأطفال الذين يعيشون في الكويت، وذلك رغم أنها من الدول الغنية بـ «الثروة الشمسية» الدائمة على مدار العام، وهي الثروة التي تتمثل في أشعة الشمس التي تلعب دوراً مهما في تخليق ذلك الفيتامين ذاتياً لدى تعرض الجلد اليها باعتدال.

وإلى مزيد من التفاصيل في اللقاء التالي الذي أجراه «نبض العافية» مع الدكتورة إيمان وتوت:

س: بداية، ومن خلال خبرتك العملية، ما أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال في الكويت؟

ج: في الواقع هو ليس مرضاً بالمفهوم الطبي، بل هو «اضطراب» يؤدي إلى الاصابة بسلسلة من الأمراض. وهذا الاضطراب هو نقص فيتامين D الذي لا ينبغي أن يكون في دولة مشمسة مثل الكويت، إذ ان التعرض المباشر لأشعة الشمس باعتدال هو أحد أهم عوامل تحفيز جسم الطفل على تخليق ذلك الفيتامين. وقد لاحظت تفشي هذا الاضطراب بين الأطفال في الكويت من خلال دراسة محلية معتمدة أجريتها وشملت نحو 135 طفلا وكشفت عن أن معظهم يعانون من نقص فيتامين D. وهذه الدراسة فازت بالمركز الثاني ضمن جوائز أبحاث المجلس العربي لطب الأطفال.

س: هل هناك أعراض معينة تشير إلى نقص فيتامين D ؟

ج: تتمثل أبرز الأعراض السائدة في التأثير سلبيا على أسنان وعظام الطفل، لكن نتائج دراسات حديثة أدت الى أن ذلك النقص يؤثر أيضاً بصورة سلبية على جهاز مناعة الطفل وعلى أوعيته الدموية، بل ويسهم أحيانا في نشوء بعض أنواع السرطانات. وعلاوة على ذلك، فإن دراسات أجراها أطباء أسنان تشير إلى أن أمراض اللثة في معظمها يكون لنقص فيتامين D دور فيها.

س: هل هناك علاقة بين نقص فيتامين D عند الأم أثناء الحمل ونقصه عند الطفل؟

ج: نعم، فالجنين يستمد تغذيته من أمه، فإذا كانت الأم تعاني من نقص ما فسيتأثر به الجنين بالتأكيد.

س: وما المصادر الأخرى لفيتامين D بخلاف التعرض لأشعة الشمس؟

ج: نكتسب فيتامين D من خلال التعرض لأشعة الشمس بنسبة 95 في المئة، بينما نستمد نسبة لا تتعدى 5 في المئة من الأكل. وهذا الفيتامين موجود في صفار البيض والسمك. لذا أنصح الأمهات دائما بتغذية أطفالهن بصفار البيض ابتداء من عمر 5 أشهر، إذا لم يكن الطفل يعاني من حساسية البيض.

س: وكيف يمكن تعريض الطفل لأشعة الشمس هنا في طقس الكويت؟

ج: الإشكالية هنا في الكويت تكمن في قسوة أشعة الشمس في فصل الصيف تحديدا - حيث تقترب درجات الحرارة من 50 مئوية - وهو ما يجعل من الصعب تعريض طفل إليها خشية الأذى. لهذا فننصح بإعطاء الأطفال جرعات فيتامين D وقائية. وتتألف الجرعة اليومية من 4 قطرات فموية تحوي كل قطرة منها 100 وحدة.