بحثت الحكومة أمس الانعكاسات المترتبة على خروج المملكة المتحدة من كيان الاتحاد الأوروبي إثر نتائج الاستفتاء وتأييد الشعب البريطاني للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، حيث طمأن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس خالد الصالح إلى ان الاستثمارات الكويتية في بريطانيا تعتبر أصولا ملموسة تتمثل في العقار والبنى التحتية والسندات الحكومية والأسهم، ما يعتبر استثمارات عالية الجودة وطويلة الأجل.

وفيما بين الصالح في عرض قدمه أمام مجلس الوزراء أن «ثمة آثارا مباشرة لايمكن استبعادها خلال الفترة الحالية تتمثل في سعر صرف الجنيه الإسترليني واليورو وأسعار الفائدة»، شدد على أن «بنك الكويت المركزي يتابع كافة التطورات والتداعيات المتعلقة بهذا الأمر لدراسة آثارها محليا»، مؤكدا «استعداده لاتخاذ الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار النقدي والمالي في البلاد».

وعقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي بعد ظهر أمس في قاعة مجلس الوزراء بقصر السيف برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وبعد الاجتماع صرح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبد الله بما يلي:

اطلع مجلس الوزراء في مستهل اجتماعه على الرسالة التي تلقاها صاحب السمو الأمير من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي والمتضمنة التعبير عن التقدير والامتنان على ما تقدمه الكويت من جهود مشهودة لخدمة اليمن وشعبه والتي تستهدف تعزيز تلك الجهود والتوصل إلى كل ما من شأنه حقن دماء الأشقاء في اليمن واستعادة استقراره.

كما اطلع مجلس الوزراء على الرسالة التي تلقاها سموه من رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الدكتور حيدر العبادي والتي تأتي في إطار العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين الشقيقين وأوجه تنميتها وتطويرها في كافة المجالات.

ثم أحاط النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مجلس الوزراء علما بنتائج المباحثات التي أجراها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي خلال الزيارة التي قام بها للبلاد والتي تم خلالها بحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربية.

كما أحاط المجلس بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتي منحه خلالها صاحب السمو الأمير وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الممتازة تقديرا لجهوده المبذولة والمميزة في مجال العمل السياسي والخدمات الجليلة التي قدمها سعيا لنشر السلام الدولي. وأحاط مجلس الوزراء بفحوى نتائج لقائه معه والذي تناول دور الأمم المتحدة في إحلال السلام وكذلك الجهود المبذولة لإنجاح مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت لعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن وحقن دماء شعبه الشقيق بالإضافة إلى بحث المستجدات في ملف الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم.

وضمن إطار حرص الحكومة واهتمامها بتعزيز وإعادة الروح الوطنية لفئة الشباب، استعرض المجلس الدراسة التي أعدها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في شأن تعزيز الهوية الوطنية في دولة الكويت (دراسة الواقع واستشراف المستقبل)، واستمع المجلس بهذا الصدد إلى عرض قدمه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود وأعضاء اللجنة المكلفة بإعداد الدراسة تضمن شرحا لأبرز ما جاء بالدراسة من بحث في قضية الهوية الوطنية وتحليل مقومات وجودها في الوعي العام والتعرف على أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الهوية والانتماء الوطني في الكويت وتقديم تصور يمكن الاعتماد عليه في تأصيل الهوية الوطنية ومواجهة الأخطار التي تواجهها وتعزيز مسارها في المجتمع. كما ركزت الدراسة على أهم السلبيات التي تحتاج إلى معالجة سريعة في مجالات التعليم والشباب والإعلام والأمن والتحزبات.

ودار الجزء الثاني من الدراسة حول أثر التواصل الاجتماعي في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب الكويتي للحيلولة دون تأثرهم السلبي بالفوضى المعلوماتية، في حين ركز الجزء الثالث من الدراسة على البرامج والمشاريع التنفيذية التي تسهم بتحقيق الهوية الوطنية وهي المشاريع التربوية والثقافية والإعلامية.

عبر المجلس عن شكره وتقديره للجهود المبذولة في إعداد هذه الدراسة الشاملة والتي من شأنها تعزيز الروح الوطنية لدى الشباب الكويتي بما يحقق رؤية ورسالة وأهداف تعزيز الهوية الوطنية في الكويت.

ثم بحث مجلس الوزراء شؤون مجلس الأمة واطلع بهذا الصدد على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الأمة.

كما بحث مجلس الوزراء الشؤون السياسية في ضوء التقارير المتعلقة بمجمل التطورات الراهنة في الساحة السياسية على الصعيدين العربي والدولي، وفي هذا الصدد دان العمل الإرهابي الذي وقع في مخيم الركبان بالمملكة الأردنية الهاشمية يوم الثلاثاء الماضي بالقرب من الحدود السورية والذي أسفر عن مقتل العديد من منتسبي القوات المسلحة وجرح آخرين، مؤكدا موقف الكويت الرافض لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتنافى مع كافة الأديان والقيم والأعراف الإنسانية، ومتقدماً بخالص التعازي والمواساة للملك عبدالله بن الحسين ولحكومة المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ولأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، مجددا دعوته للمجتمع الدولي لتجسيد التضامن العالمي لمحاربة الإرهاب في كافة صوره وأشكاله مؤكدا مساندة دولة الكويت لكل جهد يسهم في مواجهة آفة الإرهاب والقضاء عليه.