قال الدكتور حازم الببلاوي الاقتصادي المعروف ورئيس لجنة الافتتاح الآمن للبورصة‏,‏ إن البداية التي افتتحت بها البورصة أعمالها وتراجع المؤشر بنسبة‏13%‏

  قبل أن يرد ليغلق علي أقل من‏9%‏ في اليوم الأول‏,مشجعة‏,‏ خاصة أنها تأتي بعد غلق للبورصة استمر‏55‏ يوما‏,‏ وتوقع الببلاوي أن تكون الأيام المقبلة خلال الأسبوع القادم أفضل حالا‏,‏ ويحدث تطور إيجابي في آداء البورصة‏.‏

وأضاف الببلاوي في تصريحات خاصة لـ الأهرام أن البداية لا بأس بها‏,‏ لان كل التوقعات كانت توحي باسوأ بكثير لولا تكاتف الجهود والتحفيز الجيد من خلال حزمة الإجراءات‏,‏ موضحا أن كافة التوقعات كانت تتفق علي أن ثمة درجة من السيولة المرتفعة ستحكم الآراء في اليوم الأول والثاني علي الأقل‏,‏ حيث إن هناك صناديق ومؤسسات استثمار أجنبية ستتجه للبيع بالضرورة‏,‏ لأنها تعمل وفق قواعد تحكم توجهاتها بالأسواق‏,‏ والأوضاع بمصر تمر بظروف استثنائية معروفة‏,‏ ولكن المؤشرات توحي بالقدرة علي تجاوز الأزمة سريعا خاصة مع بدء ترسيخ رؤية واضحة للمستقبل‏,‏ وتلاشي حالة القلق‏,‏ وتعزيز دعائم الاستقرار السياسي‏.‏

وحول الأحداث التي سبقت افتتاح البورصة خاصة تظاهرات الأمن المركزي والحريق الذي شب في مبني الداخلية وصفها الببلاوي بأنها تمثل سوء حظ أن تتزامن قبيل افتتاح البورصة‏,‏ولكنها لم تترك أثرا سلبيا كبيرا رغم ذلك‏,‏ والاتجاه العام للأوضاع يؤشر لتجاوز الأزمة‏.‏

ووصف المؤشرات الكلية للأداء الاقتصادي المصري بأنها تتعامل بإيجابية مع الاضطراب الذي حدث علي الرغم من أن هناك نظاما يختفي وآخر يولد وطبيعي أن يترك ذلك أثره علي مؤشرات الأداء الاقتصادي خاصة مصادر النقد الأجنبي في السياحة‏,‏ إلي جانب تأثر كثير من مظاهر الإنتاج‏,‏ واحتمالات خروج بعض الأموال من مصر‏...‏ لكن وفق تأكيد الببلاوي فإن الخير لا يولد ولا يأتي بدون دفع تكاليف وأعباء‏,‏ وما يحدث في مصر الآن بدون شك يحمل خيرا كثيرا وعائده سيكون كبيرا‏,‏ ولذلك فإن الظروف الراهنة استثنائية سيعبرها الاقتصاد المصري‏,‏ وسيستعيد عافيته إلي آفاق أفضل‏.‏ وحول تراجع الاحتياطات الأجنبية لدي البنك المركزي وتراجع الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية‏,‏ خاصة الدولار‏,‏ أكد أن استخدام الاحتياطي من النقد الأجنبي في مثل هذا الظرف الطارئ‏,‏ إنما دليل علي ركائز القوة للاقتصاد المصري‏,‏ لأن الاحتياطات من النقد الأجنبي يتم تكوينها للاستخدام في الظروف الطارئة‏,‏ وبالتالي لدينا من هذه الاحتياطات الآن ما يمكنا من التعامل الإيجابي مع هذه الظروف‏.‏ واعتبر الببلاوي أن هذا مؤشر إيجابي‏,‏ خاصة أن كل التوقعات تشير إلي بناء نظام جديد سياسيا سيعزز من ركائز الاقتصاد المصري ويعظم أساسياته ومكانتها‏,‏ مشيرا إلي أن بعض الدول تمر بظروف طارئة وتستخدم فيها كثير من احتياطاتها ولكن تختلف مثل الظروف الطبيعية كالزلازل‏,‏ ولكن نحن نمر في مصر ببناء نظام جديد يحمل في طياته عناصر الكفاءة في الإدارة والسياسات الرشيدة‏,‏ والمساءلة والحوكمة ما يعزز الثقة في السوق المصرية‏.‏