«قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورميضان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام».
أهزوجة يرددها الأطفال بكل عفوية وعدم تكلف، ويطوفون بها بين البيوت و«السكيك» في ليالي 13 و14 و15 رمضان، ليطرقوا بها أبواب الجيران، ويرددونها أمام المنازل فتيانا وفتيات، ليحصلوا على الحلوى والمكسرات البسيطة مثل «السبال والبرميت والنقل».
هذه العادة التراثية، التي سميت بهذا الاسم، وتعني «القرقعة، أي إصدار الأصوات عبر ضرب الأواني»، ورّثها الآباء عن الأجداد لأبنائهم، وعلقت أخيراً بين فتاوى الدين وبذخ الأهالي.
وفيما بعثت تغريدة، أطلقها عميد كلية الشريعة السابق وعضو هيئة الأفتاء د. محمد الطبطبائي، الطمأنينة في نفوس بعض المشككين في جواز القرقيعان، مؤكداً إباحة الشرع لهذه العادة التراثية، برز تسجيل عبر اليوتيوب، تناقله مغردون عن الشيخ عثمان الخميس، أن القرقيعان من بدع الدولة الفاطمية!
المغردون الذين استأنسوا برأي الطبطبائي، الذي كان نصه «القرقيعان من اللهو المباح للأطفال، وهو ليس إحداث شيء في الدين حتى يكون بدعة، ولكن من غير إسراف، ولا أن يصاحبه فعل محرم»، أكدوا أن كلفة القرقيعان باتت ترهق جيوب الأسر.
ومع تطور الحياة فقدت عادة القرقيعان بساطتها، حيث يعمد البعض الى دعوة أقاربهم وأصدقائهم إلى قرقيعان في الفنادق، وإرسال دعوات مكتوبة، ويتم توزيع أفخر أنواع الشوكولاتة، بل والهدايا.