على بعد أمتار شمال مدينة سعد العبدالله السكنية، يحوم شبح الخوف حول سكراب حجز مركبات البلدية في منطقة أمغرة، الذي وجدت فيه جثة الطفل الذي شغل الكويت عبدالعزيز العازمي، حيث اتخذت الكلاب المشردة منه مرتعا، واللصوص اعتبروه مصدرا لقطع الغيار والحديد، كما أصبح للمخالفين والخارجين عن القانون ملاذا آمنا رغم اللافتة التي علت حدوده محذرة من أن «المكان مراقب بالكاميرات»!

ويتخفى الخارجون على القانون تحت جنح الظلام بين آلاف المركبات والزوارق والآليات الثقيلة، ولا شيء يدل على وجودهم سوى «آثار» المبيت والثياب المتسخة وعدة المشرب والمأكل.

ولان السكراب «المخيف» سوّر بزوارق قديمة بمختلف أنواعها شكلت في تصميمها العشوائي دهاليز مرعبة وخطرة، ومحاط بجحور الثعابين والثعالب والكلاب الشرسة، يبقى هاجس الخوف مؤرقا لأهالي المنطقة المقابلة له، بينما الجهات المسؤولة لا تحرك ساكنا بعد عدة مطالبات بإزالته لخطورته الشديدة وقربه من المنطقة السكنية.

وفي محاولة غير موفقة من قبل مسؤولي السكراب لدفع «الفضوليين» والمتطفلين وربما اللصوص عن سبر أغوار المكان واستباحة ما فيه، رفعوا تلك اللافتة التي كتب عليها «المكان مراقب بالكاميرات» في منافاة للواقع، وهو ما كشفه دخول الحدث عبدالعزيز العازمي الذي توفي بين أكوام الحديد، وعثر على جثته دون أن ترصده الكاميرات المزعومة، لتبدأ مطالبات شعبية جديدة قديمة بإزالة السكراب ونقلة الى مكان آخر اكتفاء بما حدث.

«الراي» توجهت الى سكراب الحجز وتجميع المعادن ورصدت المكان «المخيف» المحاط بالاسرار الغامضة بين أكوام الحديد والزوارق ومركبات محروقة واخرى «شلحها» اللصوص.

وبدا المكان المطل على منطقة سعد العبدالله السكنية خطرا، لمساحته الكبيرة ودهاليزه التي شكلتها طبيعة الصحراء، والزوارق العملاقة، ليكون بحق مثار قلق للأهالي، حيث أكد أحدهم ويدعى أبومحمد والذي يطل منزله على السكراب «بعد وفاة الطفل عبدالعزيز لسان حال السكراب يقول: هل من مزيد؟»، متسائلا «ماذا ينتظر المسؤولون؟ هذا المكان يؤرقنا فالحوادث والمشاكل مسجلة باحصائية، ولا يمر يوم إلا بمشكلة داخله».

ويشير ابو محمد إلى ان «الحرائق يشهدها السكراب يوميا، بعضها يشتعل وينطفئ دون دخل من المطافي إضافة إلى الخارجين عن القانون الذين يتخفون خصوصا ان رجال الامن يبذلون قصارى جهدهم لكن مساحة المكان الكبيرة ودهاليزه لا يمكن السيطرة عليها لانه اساسا بلا اسوار ومفتوح للجميع».

وطالب بإزالة المكان فورا «لأننا تضررنا من الحيوانات والكلاب الجائعة التي تهجم على المنطقة ليلا وتشكل خطرا على اطفالنا، إضافة الى الحرائق ورائحة الدخان الخانقة»، مضيفا أن «الخطر الاكبر هو ظاهرة هروب الطلبة المراهقين من المدارس حيث يمضون وقتهم في هذا المكان الخطر كونهم يجهلون حجم الكوارث التي قد يتعرضون لها لذلك نطالب المسؤولين واصحاب القرار بسرعة نقلة حتى لا تقع كارثة اخرى».

يذكر أن منزل الطفل المتوفى عبدالعزيز لا يبعد عن سكراب تجميع المعادن سوى عدة أمتار، كما أن السكراب محاط بعدد من الجواخير والخيام المنصوبة رغم قرار الازالة.