شيع أمس جثمان الطفل عبدالعزيز العازمي الى مثواه الأخير في مقبرة الصليبخات، وشارك في الجنازة حشد كبير يتقدمهم أقارب وأسرة وجيران الفقيد، وقال مصدر أمني ان الأدلة الجنائية انتهت إلى عدم وجود شبهة جنائية في وفاته، بمعنى انه لم يعتد عليه أحد، وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ «الأنباء»: تأكدنا ايضا ان الطفل المتوفى لم يكن متعاطيا لأي دواء او مادة غير طبيعية يكون قد أكره عليها. وفضلا عن ذلك لا يوجد حتى الآن ما يشير الى استدراج الطفل الى السكراب او اي شبهة للاعتداء عليه والأرجح حتى الآن ان الطفل ذهب الى الموقع مساء وربما تعرض لنوبة نفسية أفقدته الإدراك أو نام واستيقظ وصدم بالحرارة الشديدة ومات عطشا، وأشار الى ان الفحص شمل ملابس الطفل وكذلك تبين من خلال فحص الجسد عدم تعرضه للضرب، وكل ذلك يصب في أن الوفاة لا شبهة جنائية فيها.

ورغم ذلك قال المصدر ان عينات أخذت من الطفل لإجراء مزيد من التحاليل، وأشار المصدر الى ان أمورا متعلقة بالطفل وحالته النفسية ستكون محل التحقيق مع أسرة الطفل، بمعنى طبيعة المرض الذي كان يعاني منه وتداعياته.

وكانت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني قد أعلنت في وقت سابق امس إخضاع الجثة التي عثر عليها في حوطة سكراب للمعادن بمنطقة أمغرة جنوب الجهراء للفحص بالإدارة العامة للأدلة الجنائية بواسطة البصمة الوراثية وثبت أنها تعود للطفل المتغيب عبدالعزيز العازمي، مشيرة الى أن أجهزة البحث والتحري بالإدارة العامة للمباحث الجنائية تواصل جهودها لمعرفة ظروف وملابسات الوفاة.

«الأنباء» التقت عددا من اقارب الطفل الفقيد عبدالعزيز العازمي، حيث قال صديق المرحوم طارق الحبلاني: كنا في السابق نلعب الكرة مع عبدالعزيز ونستمتع معه فلم يكن صاحب مشاكل وكان ذا خلق ولكن منذ نحو عامين أو أقل لم يعد يخرج نهائيا من المنزل بل ولم نشاهده، حيث سمعنا انه مريض فقط.

من جانبه، قال المواطن مساعد نشمي: نعزي أنفسنا في وفاة عبدالعزيز ونعزي أسرته وهم جيران لنا لم نجد منهم إلا كل خير، حيث قمنا بعد اختفائه بعمل فرق ووصلنا قرب الموقع الذي عثر به عبدالعزيز في بداية بحثنا إلا ان مكانه نوعا ما يصعب اكتشافه، وأردف النشمي اننا كبارا وصغارا كمواطنين بجميع اطيافنا لم يكن أحد همه سوى العثور على عبدالعزيز، وأضاف النشمي ان المشاكل التي واجهتنا في الفترة التي كنا نبحث فيها انني أبلغتهم قبل العثور على الجثة بيوم ان الجثة لم تخرج من السكراب، خصوصا انني أمتلك خبرة في الأثر، ولم نجد له أثرا يدل على خروجه، ولكن التحرك لم يكن سريعا، كما اننا عانينا من كثرة الإشاعات التي يطلقها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال النشمي في آخر اللقاء انني أشكر كل شخص شارك او ساهم او بحث او فقط قام بالدعاء فهذه ليست بغريبة على أبناء هذا الوطن.

من جهة اخرى، علمت «الأنباء» ان وزارة الداخلية تدرس مقترح متابعة حالات التغيب بعد ورود البلاغ فورا من مقدمه وليس الانتظار لمدة 24 ساعة كما هو معمول به حاليا، وذلك لتكثيف التحريات بشكل عاجل لكون ذلك مرتبطا بإنقاذ الأرواح والعثور على المتغيبين.

وكشف مصدر ان هذا المقترح حدد بشروط، وهو ان يكون المتغيب من فئة الأطفال او القاصرين او النساء، وان يكون المبلغ الذي تقدم بالبلاغ الأب او قريبا من الدرجة الأولى كالأم او الاخ ان كان هو الوصي او رب الأسرة في حال عدم وجود أب.

وأضاف المصدر ان هذا المقترح قدم قبل فترة لكنه أرجئت دراسته حيث طرح مرة اخرى حاليا بعد كثرة بلاغات الفقد التي تقدم بالمخافر، مبينا ان قطاعات وزارة الداخلية لا تدخر جهدا في متابعة بلاغات التغيب والكشف عنها عبر جهود رجال المباحث والأمن العام، لافتا الى ان هذا المقترح ان طبق سيعجل التحريات الأمنية والتحرك بشكل سريع بخلاف الانتظار يوما كاملا كما هو معمول به الآن.