تلك الكرات الذهبية الهشة التي تسبح في زيت غزير، يخرجها الصانع بحركة سريعة لإبهار الزبائن، ليغرقها في إناء مملوء بالعسل، هي في الحقيقة مصدر صراع بين شعوب دول حوض البحر المتوسط، اختلفوا في أصلها وتسميتها، واتفقوا في عشقها.. "الزلابية" أو "لقمة القاضي" أو "اللقيمات" أو "العوامة"، من الحلوى المفضلة لشعوب المتوسط، وهي الأكثر تفضيلًا في شهر رمضان.
 
يعود أصل "الزلابية" للشعب اليوناني الذي يطلق عليها "لوكوماديس"، وتحظى بشعبية كبيرة في اليونان ويتناولها اليونانيون مع الآيس كريم بنكهة المستكة أو مع القرفة، وهي مشهورة أيضًا في قبرص بنفس الاسم.
 
 
بعد أن كانت تقدم مع السكر المطحون، أضاف إليها الأتراك شراب العسل السميك، وأطلقوا عليها اسم "العوامة"، وتقدم هناك مع القهوة التركية، وفي المناسبات الهامة.
 
وفي مصر، ظهرت "لقمة القاضي" في البداية بمحافظة الإسكندرية، نظرًا للانتشار الكبير للجالية اليونانية فيها، وكان أشهر من يتفنن في صنعها محل يوناني صغير اسمه "تورنازاكي" في شارع البوسطة بوسط الإسكندرية، ثم انتشرت تلك الحلوى المحببة في جميع أرجاء المحروسة، وتقدم مع السكر المطحون أو الشربات أو العسل، ويطلق عليها المصريون "زلابية" أو "لقمة القاضي".
 
وسبب تسميتها بلقمة القاضي يعود للقرن الثالث عشر وبالتحديد في مدينة بغداد، حيث كانت تقدم للقضاه، ويتناولونها كلما أحسوا بالجوع، فتوفر عليهم الوقت، إذ أنها عبارة عن لقيمات صغيرة سريعة الالتهام.