غائبون، مغيبون تحت تأثير فلاشات كاميرا الموبايل، ووميض الرسائل الواردة. رؤوس تميل و سيارات خارج المسارات ودون محاسبة للنيات تبدو الأعمال: حركات خطيرة والمتهم رقم واحد... الموبايل. شوارع رمضان العامرة بالسائرين يقصدها المسرعون نحو مائدة الإفطار على صوت رسائل الوالدة واتصالات «الربع»... والدعوات على الأطباق الساخنة. و قبل الغروب يصيح الشارع الرمضاني... هل يصبح درباً لمزيد من الحوادث؟
دراسة أميركية وضعت الكويت في عام 2014 في المركز الثالث من جهة الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق.
لتعلن بعد ذاك إحصائية رسمية لوزارة الداخلية عن انخفاض معدل الوفيات نتيجة الحوادث المرورية في العام 2015 مقارنة بالعام الذي سبق لكن «مواسم السرعة» تأتي لتجدد التحذيرات.
«الداخلية» جددت التنديد أخيراً باستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة لأنه «أحد أبرز أسباب الحوادث المرورية»، جاهدةً لوضع حدٍ للقضية، لكن الانتباه المسروق بفعل «الموبايل» انهك «الداخلية» لتمطر بدورها المواطن بالمزيد من «الرسائل التوعوية» تذكيراً أن: «حياتك تهمنا» و«ارجع لنا سالم».
مع دخول رمضان هذا العام عزا مسؤولون في القطاع الأمني الزحام المروري الذي شهدته الطرقات إلى «شراء المستلزمات الرمضانية». لكن مباركات رمضان كما مستلزماته استدعت «عدم الانتباه» والأحاديث الرمضانية اللذيذة غذت طريق «الحملات» لتنتهي مفاعيل «الكبسات» المرورية بكم من «المستهترين» تم ضبطهم أمنياً بعدما أزعجوا الشارع ومرتاديه بحركاتهم المريبة. والريبة كانت أسرع من القتل أحياناً في نظر رجال المرور ضاربين كتف الطريق بتسفيط «السيارات المخالفة لقواعد السلامة.
والاستهتار المرصود كان بعضه سعياً حثيثاً نحو صحن «شوربة» أو طبق «تشريب»... قبل البرود.
لكن الاستهتار الذي تجاوز «الحارات» ميلاً على جانبي الطريق كان سببه انشغال سائقي السيارات بالرد على المكالمات، و التواصل الاجتماعي «وتبادل الدعابات» ومن الدعابات الطائرة إلى غيرها أبدى البعض حماسةً على «الخط السريع» لإرسال واستقبال الحكم والمواعظ والأمثال تأكيداً لضرورة «الركادة» وتشديداً على محظورات الصيام من بث الأذى للآخرين.
السامرون مع الأحاديث الاجتماعية يثيرون حكايات الشوارع الرمضانية... ليل نهار. والساهرون يدعون أن تكون ليالي رمضان آمنةً مطمئنة. والساخرون يختتمون يومهم الرمضاني بتمني ألا يصيبهم جنون «السكارى» المتمايلين محاكاةً للأغنية الكلثومية الشهيرة «هل رأى «الدرب» سكارى مثلنا. |