أشعل خبر «الراي» على صدر صفحتها الأولى أمس، حول عدم جواز قراءة القرآن أثناء الدوام، نقاشا واسعا بين رجال الدعوة والإفتاء في الكويت وخارجها.

ومع تعدد الآراء في شأن ما نقلته «الراي» عن دعاة وأستاذة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، حول عدم جواز قراءة القرآن أثناء ساعات الدوام الرسمية إذا تعارضت تلك القراءة مع العمل المطلوب تأديته، فقد كان هناك إجماع على عدم جواز قراءة القرآن إذا كانت تلك القراءة تعطل العمل المكلف به الموظف رسمياً.

الأستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، امام وخطيب المسجد الكبير، الدكتور وليد العلي قال في تصريح لـ«الراي» ان «مسألة قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان أثناء أوقات الدوام الرسمي فيها تفصيل، فكل عمل ديني أو دنيوي لا يتعلق القيام به بطبيعة العمل من قراءة القرآن الكريم أو مطالعة الصحف والمجلات، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو تناول وجبات الطعام اذا لم يتعارض مع عمل الموظف أو يخل بجودة القيام به، وعندها لا حرج في ذلك».

وأضاف العلي «أما إذا كان القيام به يشغل الموظف عن عمله أو يخل بجودة القيام به، فلا يجوز لك ذلك لأن الوقت مخصص للعمل، فلا يجوز ان ينشغل الموظف بما يعوقه عن حسن العمل... والله اعلم».

بدورها ذكرت أستاذة العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب المصري الدكتورة آمنة نصير، في تصريح لـ«الراي» ان «الانشغال بقراءة القرآن أو ترديد الأدعية عن تأدية العمل أمر غير جائز، فالقرآن له وقت آخر لقراءته غير ساعات العمل الرسمية، ولا يجوز استغلال وقت العمل في قراءة القرآن».

وأردفت «كفانا اتجاراً بالدين والتمثيل به لإظهار أننا من أهل التقوى والورع، نريد أمة جادة في العمل وتعرف قدسيته، وعقيدتنا الإسلامية واضحة كل الوضوح في هذا الأمر، ومن يقول خلاف ذلك فهو تدليس يراد به شهرة وان أحسنا الظن فيراد به ثواب على حساب العمل». وشددت على ان «من ينشغل بقراءة القرآن عن أداء العمل هو آثم شرعاً لأنه استغل قراءته للقرآن حتى يغفل عن أداء عمله»، ضاربة المثل بـ«حراس الأمن المكلفين بحماية المنشآت والأرواح وما قد يحدث لو انشغلوا بقراءة القرآن».

بدوره قال الدكتور محمد الطبطبائي في تغريدة له على حسابه في تويتر «لنستثمر شهر رمضان في قراءة القرآن وتدبره، ولا مانع من تلاوة القرآن من الموظفين أثناء العمل إذا كانت لا تؤثر على انجاز أعمالهم.»

إلى ذلك قال الداعية حمد أحمد السنان في حسابه على «تويتر» إنه «تجوز قراءة القرآن والذكر والتسبيح في ساعات الدوام حين خلو هذه الأوقات من المراجعين، إلا أن ينص العقد على منعها أو مثلها».

من جانبه رأى مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي في تصريح لـ«الراي» أنه «لا تجوز قراءة القرآن إذا كان الموظف لديه ما يشغله من عمل، لأن الموظف يأخذ أجرا على هذا العمل، وبالتالي فالوقت ليس ملكه وانما ملك عمله، أما إذا كان ليس لديه عمل أثناء ساعات الدوام فعندها يمكنه أن يقرأ القرآن».

ابن باز وابن عثيمين: لا يجوز إذا أخلّ بالعمل



الداعية الراحل ومفتي المملكة العربية السعودية سابقا الشيخ عبدالعزيز بن باز تناول هذ القضية سابقا، فقال إنه «اذا لم يكن لديك عمل فلا حرج في قراءة القرآن، وهكذا التسبيح والتهليل والذكر. وهو خير من السكوت. اما اذا كانت القراءة تشغلك عن شيء يتعلق بعملك فلا يجوز لك ذلك، لان الوقت مخصص للعمل فلا يجوز ان تشغله بما يعوقك عن العمل».

بدوره تناول الداعية الراحل محمد بن صالح ابن عثيمين القضية قائلاً: «ليس على (الموظف) شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز».