تجلت أول «انعكاسات» قرار وزارة الداخلية وقف قبول خريجي الثانوية لعامين دراسيين في دورات الضباط بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، «مفاجأة» لوزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى، الذي وصف لـ «الراي» قرار وزارة الداخلية بأنه «مفاجئ»، وأنها «لم تبلغنا مسبقاً بالقرار، وسنبحث تداعياته على تضخم أعداد القبول في مؤسسات التعليم العالي».

وكشف العيسى عن «ضغط طلابي على التسجيل في الكليات العلمية في جامعة الكويت ومنها كلية الطب مقارنة بالكليات النظرية»، فيما قال إن «الحل في البعثات الخارجية ولا نستطيع أن نستوعب جميع الطلبة المتقدمين».

وأعلن العيسى توفير 30 ألف مقعد جامعي لخريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 2015 /2016 موزعة بواقع 5 آلاف مقعد في جامعة الكويت و15 ألفاً في كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب و4 آلاف في البعثات الداخلية و6 آلاف في البعثات الخارجية، مبيناً أن تقليص عدد المقاعد في جامعة الكويت كان بسبب الطاقة الاستيعابية.

واعلن العيسى أن «ظاهرة التسرب من كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تعرقل العملية التعليمية ومتطلبات السوق وتسبب هدراً مالياً يؤثر على الميزانية العامة».

وتطرق العيسى إلى قرار وزارة المالية برفض فصل «التطبيقي» عن التدريب، مؤكداً «ستكون لنا وقفة مع القرار وسنبحث مجدداً مع وزارة المالية الأسباب التي دفعتها إلى الرفض».

وعن توفير متطلبات السوق، قال العيسى أن «وزارة التعليم العالي ألزمت كل الجامعات الخاصة التي أنشئت أخيراً بتوفير التخصصات الدراسية التي تتوافق مع سوق العمل، وحددت لها عند منحها التراخيص ما هو مطلوب منها وما هو غير مطلوب بما يتناسب مع السياسة التعليمية للوزارة وخطتها المستقبلية»، مجدداً تأكيده أن عملية القبول الجامعي تسير وفق خطة الوزارة ولا توجد أي أزمة في الوقت الراهن.

من جهته، أعلن الوكيل المساعد لقطاع التعليم والتدريب في وزارة الداخلية اللواء الشيخ فيصل النواف وقفاً موقتاً لقبول خريجي شهادة الثانوية العامة للالتحاق بدورات الضباط في أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية للعامين الدراسيين 2017/2016 -2018/2017.

وقال اللواء النواف في مؤتمر صحافي أول من أمس إن هذا المقترح الذي أقره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد أعد بعد دراسة معمقة ومستفيضة من قبل المسؤولين في قطاع شؤون التعليم والتدريب، ويهدف إلى إعادة تأهيل رجل الشرطة بشكل عام، خاصة وأن المؤسسات التعليمية العسكرية هي المعنية بذلك، إذ تقوم بتأهيله من الناحية الفنية العسكرية والعلمية والثقافية.

واوضح اللواء النواف ان قرار الإيقاف جاء منسجماً مع الاستراتيجية التي تعمل عليها وزارة الداخلية في تأهيل كوادرها البشرية، وفق خطة تستهدف إعداد ضباط مؤهلين علمياً وتدريبياً، وأن أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية حرصت على أن يكون قرار الإيقاف مرتكزاً على إعادة تأهيل المخرجات بما يحقق الرؤية الأمنية التي تحرص على أن تضع أمن الوطن فوق أي اعتبار.

وأوضح اللواء النواف أن فتح باب قبول الضباط من حملة شهادة الثانوية العامة سيقتصر على ثلاثة تخصصات فقط للابتعاث إلى خارج دولة الكويت لتخصصات فنية تحتاجها بعض قطاعات وزارة الداخلية، كخفر السواحل والطيران العمودي والأدلة الجنائية، معلناً أن الأكاديمية ستتوسع في قبول الطلبة من ضباط الاختصاص خلال فترة الإيقاف بما يحقق نظرتها في أن يكون رجل الأمن مؤهلاً بشكل يمكنه التعامل مع كل الظروف المحيطة به، وبما يرسخ السياسة العامة في الاعتماد على نوعية الكوادر وليس عددها، والتي يركز عليها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، ووكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد.