محمد ناصر العطوان |
عزيزي القارئ بدون مقدمات، مبارك عليك الشهر، سأذكر لك بعض الملاحظات المهمة عن شهر رمضان المبارك حيث ستمتلىء بيوت الرحمة بالمصلين والداعين إلى الله والراجين الوصول إليه باتباع صراطه المستقيم. ولا تخف أيها القارئ الهمام فلن أرتدي اليوم عباءة الواعظ ولكنني سأرتدري معطف الملاحظ في ما يخص مسألة مهمة وهي (التبرع لإخوانكم في الدين والإنسانية).

أولاً: أنا آسف!!

ثانياً:اعلم يارعاك الله أن كافة الجمعيات الخيرية المرخصة ستنطلق بموظفيها في المساجد لكي يجمعوا منكم التبرعات من أجل كل الذين تبكون من أجلهم على شاشات التلفاز، ومن أجل كل الذين كان لهم الفضل في أن تصلوا إلى العالمية عبر إطلاق (هاشتاقات) على «تويتر» تعبرون فيها عن ألمكم، وتنشرون صورهم المليئة بالدماء والصراخ والعويل...والحسرة.

ثالثاً: اعلم هداني الله وإياك للرحمة أن هذه الجمعيات لا تستقبل (الكاش) ولكنها تستقبل (الكي نت) وذلك من أجل الرقابة الرشيدة وذلك لمصلحتك ومصلحة من تريد أن يصل إليهم مبلغك، فأرجوك عندما تذهب للمسجد احضر معك بطاقة البنك وتبرع ولو بدينار، وكن حريصاً حد التطرف على أن يشاهدك أبناؤك وأنت تسلك هذا السلوك لكي تورث اهتمامنا ببعضنا البعض كأمة تكالب عليها المشرق والمغرب والشمال.

رابعاً: أقسم لك بالله أنه ما نقص مال من صدقة، وأن ما تقدمه اليوم ستجده غداً، وأحب الناس إلى الله أنفعهم وأرحمهم بالناس، وأن المال مال الله في ملك الله يتم تداوله بين خلق الله، فأنت وكيل ولست مالكا، فالملك لله وحده، فدعاء المحتاجين لا يعرف الحدود أو الجمارك أو نقاط التفتيش، فرب مريض لك يشفى ورب ميت لك يرحم، ورب كسير لك يجبر...وربما تنجو أنت شخصياً ولو بشق تمرة.

خامساً:لا تخف عزيزي القارئ الهمام يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام، فأنا لا ألعب دور النصاب الذي جمع الأموال من كل فرق ومذاهب الدولة بلحاياها وعمائمها، ولكنني أريد للأمور أن تسير بالشكل القانوني لكي لا يتم منع المنفذ الوحيد لنا جميعاً لمساعدة كل المجروحين والجائعين والعرايا والمهدمة بيوتهم ومستشفياتهم وكراماتهم، خصوصاً أننا لم نعد نثق بالأفراد فلم يعد أمامنا سوى المؤسسات القانونية.

سادساً: إذا رأيت أن المقال لم يعجبك لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم، فارجع وأقرأ القاعدة الأولى من القواعد الست...ولكن عزائي الوحيد هو أن (رمضان كريم...والمسامح كريم).

وكل عام وأنتم بخير.

قصة قصيرة:

يبكي إذا بكت أمه، يسكت إذا سكتت... يضحك إذا ضحكت، ينام عندما تنام... وعندما نامت نومتها الكبرى متلحفة بالإسمنت ومحاطة بالبارود...استيقظ وحيداً...وبكى وحيداً.

كاتب كويتي

moh1alatwan@