أجازت دار الإفتاء المصرية الإفطار للطلاب المكلفين في شهر رمضان اذا كانوا يتضررون بالصوم فيه ـ او يغلب على ظنهم ذلك ـ بالرسوب او ضعف المستوى الدراسي، ولم يكن لهم بد من الاستمرار في الدراسة او المذاكرة او أداء الامتحان في رمضان، بحيث لو استمروا صائمين مع ذلك لضعفوا عن مذاكرتهم وأداء امتحاناتهم، وفي هذه الحالة يجوز لهم الإفطار في الأيام التي يحتاجون فيها للمذاكرة او اداء الامتحان احتياجا لابد منه، وعليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان عند زوال العذر.
«الأنباء» سألت عددا من الدعاة ورجال الفتوى حول هذه الفتوى، يقول رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية د.خالد المذكور: الفتوى في مضمونها جيدة لكني أرى ألا ينوي الإفطار قبل يوم الامتحان، بل ينوي الصيام ويتأهب له بعد السهر ويتناول سحوره قبل أذان الفجر ويذهب الى الامتحان صائما، فإذا شعر بدوخة وانه لا يستطيع الاستمرار فله ان يفطر، والله أعلم.
ويقول رئيس لجنة الفتوى بجمعية إحياء التراث الإسلامي د.ناظم المسباح: «إن ما احتوت عليه الفتوى صحيح ومبني على علم بشرط تضرر الطالب من الصوم في رمضان تضررا حقيقيا لا موهوما كما ذكرت الفتوى، لذا فالفتوى صحيحة 100%. 
ويضيف د.محمد الحمود النجدي، صوم رمضان احد الأركان التي بني عليها الإسلام، وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان» فمن ترك الصوم في رمضان فقد ترك ركنا من أركان الإسلام وفعل كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، قال الذهب في الكبائر ص (64): «وعند المؤمنين مقرر ان من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض اي بلا عذر يبيح ذلك انه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال». 
ثانيا، وأما الفطر لأجل الامتحان فليس من الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان، فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب: لا يجوز للمكلف الإفطار في رمضان من أجل الامتحان لأن ذلك ليس من الأعذار الشرعية بل يجب عليه الصوم وجعل المذاكرة في الليل اذا شق عليه فعلها في النهار، وينبغي لولاة أمر الامتحان ان يرفقوا بالطلبة وان يجعلوا الامتحان في غير رمضان جمعا بين مصلحتين، مصلحة الصيام والتفرغ للإعداد للامتحان وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه»، فوصيتي للمسؤولين عن الامتحان ان يرفقوا بالطلبة والطالبات وألا يجعلوه في رمضان بل قبله او بعده. ونسأل الله للجميع التوفيق.. انتهى كلامه ـ رحمه الله (فتاوى الشيخ ابن باز»، وكذلك سئلت اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية وجاء في السؤال سأختبر في رمضان لمدة 6 ساعات ونصف الساعة متواصلة يتخللها فترة راحة لمدة 45 دقيقة وكنت قد قدمت الاختبار ذاته العام الماضي لكني لم أركز بسبب الصيام، فهل يجوز لي ان أفطر في يوم الاختبار؟ فأجابت: لا يجوز الإفطار لما ذكرت بل يحرم ذلك لعدم دخوله في الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان.
أما وجوب القضاء كما ذكرت الفتوى فالأمر يحتاج الى تفصيل: فإن كنت أفطرت وانت تظن ان الفطر جائز بسبب الامتحانات فعليك القضاء للظن الخاطئ، اما ان كنت أفطرت وأنت تعلم تحريم ذلك فالواجب عليك التوبة والندم والعزم على عدم العودة الى هذا الذنب العظيم، اما القضاء فإن كان إفطارك في أثناء اليوم بعد ان شرعت في صيامه فعليك القضاء وان كنت لم تصوم من الأصل فلا قضاء عليك وتكفيك التوبة النصوح وعليك الإكثار من الأعمال الصالحة من صيام التطوع غيره فإن ذلك يسدد النقص الحاصل في الفريضة.