جدد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد دعوته المجتمع الدولي الى ايلاء الوضع الخطير في سورية الاهمية التي يستحقها، مستصرخا الضمير العالمي التدخل لانقاذ الشعب السوري الذي يعاني من الغارات المتواصلة.
وقال سموه في كلمة أمام القمة الانسانية العالمية التي تستضيفها اسطنبول، أن القمة جاءت بعد أن تصاعد التوتر في أرجاء العالم وازدادت الصراعات ومناطق عدم الاستقرار، إضافة إلى تنامي الكوارث الطبيعية التي ساهمت مجتمعة في مضاعفة أعداد اللاجئين والمشردين،
حتى بلغت وفق آخر الإحصائيات التي صدرت عن الوكالات الدولية المتخصصة ستين مليون لاجئ ومشرد، كما أن أعداد الأشخاص الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة أو تحت خط الفقر قد تجاوزت المليارين ومئتي مليون شخص.
وشدد سمو الأمير على أن «هذه الحقائق والبيانات غير المسبوقة تستوجب منا لمواجهتها والتصدي لها أن نسير في مسارين متوازيين، الأول العمل على إنهاء الصراعات وبؤر التوتر، والثاني الاستجابة السريعة والفعالة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الضرورية للمحتاجين وضمان الحياة الكريمة لهم»، مؤكداً سموه «أن هذه المساعي تدعونا لتفعيل الديبلوماسية الإنسانية ودفعها بالشكل الذي يخفف من آلام واحتياجات البشرية».
ورأى سموه «أننا أمام فرصة سانحة تتيح لنا في هذه القمة أن نجري حواراً عالمياً تم الإعداد له بعناية فائقة وفق جدول أعمال يستشعر التحديات ويجتهد في إيجاد حلول لها، ويشمل منع الصراعات وإنهاءها وبحث المعايير التي تكفل حماية الإنسان والاستثمار في البشرية من خلال تنويع وتحسين نظم التمويل الإنساني والمساواة في الدعم لكافة الدول والأفراد بما يحقق التوازي».
ولفت سموه إلى أن «ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من معاناة مستمرة نتيجة للغارات المتواصلة وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها يؤكد حتمية قيام هذا المجتمع، وعلى الأقل، بدور إنساني»، معلناً أن الكويت «لعبت دوراً رائدا في مواجهة أكبر كارثة إنسانية يشهدها الأشقاء في سورية عبر تنظيمها واستضافتها لثلاثة مؤتمرات للمانحين، ومشاركتها رئاسة المؤتمر الرابع الذي عقد في لندن مع كل من بريطانيا وألمانيا والنرويج».
واعتبر سمو الأمير «أن القمة الإنسانية التي نجتمع اليوم في إطارها تعد فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا وتوحيد جهودنا وتنسيق عطائنا، فالتحديات كبيرة والمشاكل التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة، لا سيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة، التي تمكننا من أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا».