- تفاوضنا مع المخابرات الأميركية و«الپنتاغون» لاستعادة معتقلي غوانتانامو
- الصبر على بشار كان أولى من الثورة العارمة .. لكن الآن لا تراجع ولابد من زواله
- مناهج الكويت الإسلامية من أفضل المناهج وتم اختيارها بعناية ومن قبل أصحاب اختصاص ومن يطالب بالتعديل إما غير متخصص أو غير عالم بتخصصه
- قلنا للمسؤولين الأميركيين إن المعتقلين تحسنوا وبإمكاننا إعادة تأهيلهم وأنهم لا يشكلون خطراً على بلدهم أو على مصالح دول صديقة وهذا في ضمانتنا
- غالبية العائدين من غوانتانامو استفادوا عند عرض الشبهات فبعضهم كان يظن أن حكام المسلمين لم يهبوا لنصرة المسلمين المستضعفين أو أنهم يظلمون الناس أو وقعوا في المكفرات
- مطالبات البعض بإلغاء كلية الشريعة هزلية فوزارات الأوقاف والعدل والتربية والشؤون بحاجة إلى مخرجاتها
- صبر الإنسان على الظلم أولى من ثورة تترتب عليها مصائب عظيمة وفوضى عارمة...
- نعم قد تكون هناك أسباب أدت إلى الثورات لكن لا يعني هذا أن الثورات صحيحة!
- هناك من يريد تشويه صورة العلماء وصد الناس عنهم حتى يظل الناس في جهل ويصبحوا تبعاً لهؤلاء المضلين
- توجيهات الشرع جاءت بالصبر على أذى بعض الحكام الذين يظلمون شعوبهم ما دامت لم تتوافر شروط التغيير
- بعض الخطباء إذا اعتلى المنبر يقول ما لا يناسب الجمهور ويكون سبباً في الفتنة ويندم على حديثه فيما بعد!
أجرى الحوار: أسامة أبوالسعود
كشف عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت ومرشد عام بعثة الحج الكويتية ورئيس الهيئة الشرعية في بيت الزكاة د. خالد شجاع العتيبي عن مشاركته في المفاوضات مع المخابرات الأميركية والپنتاغون من اجل استعادة معتقلي غوانتانامو الكويتيين. وأعلن د. العتيبي في لقاء شامل عن أوضاع المنطقة وما تتعرض له الآن ان نسبة النجاح في البرامج التي تم وضعها لتأهيل الشباب الكويتي العائد من معتقل غوانتانامو الأميركي فاقت الـ 80% مشيرا في الوقت ذاته الى انه لم يتعامل مع «أسود الجزيرة» لكن جهده كان منصبا على العائدين من غوانتانامو. وتابع د. العتيبي، وهو من أشهر المحاورين للشباب المتطرف فكريا داخل السجون الكويتية وخارجها، قائلا: «قلنا للمسؤولين الأميركيين ان المعتقلين - ولله الحمد - تحسنوا، وبإمكاننا إعادة تأهيلهم وأنهم لا يشكلون خطرا على بلدهم او على مصالح دول صديقة وهذا في ضمانتنا». ووصف ما حدث في العالم العربي بأنه صيف لاهب «أتى على الأخضر واليابس وليس ربيعا أبدا»، مشددا في الوقت ذاته على ان الصبر على بشار الأسد كان أولى من هذه الثورة العارمة لكنه استدرك بالقول «الآن لا تراجع ولابد من زواله». وقال العتيبي ان صبر الإنسان على الظلم أولى من ان يترتب عليه مصائب عظيمة وفوضى عارمة، مضيفا بالقول: نعم قد تكون هناك أسباب أدت الى هذه الثورات لكن هذا لا يعني ان الثورات صحيحة ! ولفت الى ان توجيهات الشرع جاءت بالصبر على اذى بعض الحكام الذين يظلمون شعوبهم ما دامت لم تتوافر شروط التغيير، مشددا على ان هناك من يريد تشويه صورة العلماء وصد الناس عنهم حتى يظل الناس في جهل ويصبحوا تبعا لهؤلاء المضلين. وأكد ان بعض الخطباء اذا اعتلى المنبر يقول ما لا يناسب الجمهور ويكون سببا في الفتنة ويندم على حديثه فيما بعد، داعيا الى ضرورة ان يرجع الناس لأهل العلم الموثوق بعلمهم ويأخذوا عنهم ويمتثلوا لأمرهم، مشيرا الى ان انحراف كثير من هذه الفئات إنما كان بسبب عدم رجوعهم لأهل العلم فضلوا وأضلوا. وأوضح د. العتيبي ان كثيرا من أنصاف العلماء تجعل حاجزا وحائلا بين الناس وبين العلماء وأول ما يعمل عليه هؤلاء هو تشويه صورة العلماء ويتهمونهم بـ «العمالة» وأنهم «طلاب دنيا» ولا يفهمون، وانهم قد حصروا أنفسهم في قضايا «الحيض والنفاس» دون معرفة احوال الناس وفقه الواقع والعالم المعاصر فأدى ذلك الى عزل الناس عن العلماء، فانفرد هؤلاء بهم ووجهوهم التوجيه الخاطئ.وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية كيف تنظرون لانتشار دعوات فصل الدين عن الدولة او ما يطلق عليه العلمانية لاحترام خصوصية الدين وعدم إقحامه في السياسة كما يقول هؤلاء بذلك؟&<645; هذا قصور في فهم الإسلام، فالناس لم يفهموا الإسلام حقا، وكما قيل ان الإنسان عدو ما جهل، ومن جهل شيئا عاداه، لأنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام وما جاء به من أدلة وتوجيهات وان الخير في اتباع الإسلام.
فالغرب اليوم يرجع للنظام الإسلامي في الأمور المالية ويرون انه المخرج من الأزمات الاقتصادية المختلفة ولذلك فتحوا المجال الآن في كثير من البلدان الأوروبية، وغيرهم من الدول اتجهوا لإنشاء الشركات الاستثمارية وفق النظم الإسلامية، بل وحتى تأسيس بنوك إسلامية وهذا يدل على ان الإسلام دين شامل وكامل وصالح لكل زمان ومكان، وانه المخرج من الأزمات المالية التي اصابت العالم.
وأرى شخصيا ان العلمانيين او العلمنة جانبوا الصواب وخالفوا الحق وخرجوا عن الطريق الصحيح لأن الاسلام هو الحل وهو دين كامل وشامل.
اما فصل الدين عن الدولة فهذا خطأ كبير وفادح، فالأصل ان الإنسان عبد لله، والإسلام هو الاستسلام والانقياد لله سبحانه وتعالى، فأنت تعلم ان ما امرك الله به عليك ان تطيعه وتنتهي عما نهاك عنه، والخير كل الخير في الاستسلام والانقياد والاذعان لأوامر الشرع.
لكن المشكلة تكمن في عدم فهم الناس للدين، ولذلك قد يكون من بين جلدتنا من يحارب هذا الدين أو يفهمه خطأ، وبالتالي يقع في اخطاء فادحة يقع فيها بعض الناس.دوافع الإرهاب
برأيك لماذا وقعت الأحداث الإرهابية الأخيرة في فرنسا او غيرها من دول أوروبا وما الدوافع لارتكاب شباب مسلم هذه الأحداث الدامية، هل السبب هو في الفكر الديني ام ماذا؟
&<645; هناك قضية مهمة يجب ان نعرفها وهي ان اخطاء الأفراد يجب ألا تنسب الى المناهج، ولذلك فأخطاء بعض المسلمين لا يجوز نسبتها للمنهج الإسلامي لأنه كله حق وكله خير، لكن المشكلة في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس وتنسب زورا وبهتانا الى الإسلام.
فهذه قضية لابد من فهمها وهي ان الإسلام شامل وكامل وان الإسلام ناصع البياض وكل تعاليمه صحيحة وهي من عند الله سبحانه وتعالى، لكن المشكلة في اخطاء يقع فيها بعض الأفراد وتنسب الى الإسلام ظلما وزورا وبهتانا وهي ليست من الإسلام.
ولكن البعض ينظر الى ان هذه عقيدة وجزء من المناهج او الكتب الإسلامية يحمل هذا الفكر الذي يدعو الى الكراهية ويحض على التفجير والإرهاب، بم تردون على ذلك؟
&<645; نحن لا نتكلم عما يؤلفه الناس خطأ، فهناك الكثير ينسب للإسلام ما ليس فيه، فالعبرة بما وافق الحق ووافق الدليل، فالحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق.
فمن تكلم في امر وقال انه من الدين فيجب ان نعرض كلامه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن وافق الكتاب والسنة فهو حق وان لم يوافقهما فهو باطل.
اذن فالعبرة ليست بقول القائل ولكن بموافقته للحق والكتاب والسنة، فمن ذا الذي يمحص تلك الاقوال؟
&<645; الذي يمحص تلك الأقوال هم أهل العلم الموثوق بعلمهم، وليس لكل احد ان يقول: هذا خطأ وهذا صواب.
فلذلك فإن كثيرا من العامة اليوم قد يغترون بمؤلفات بعض الكتاب او المؤرخين او بعض من يظهر على الفضائيات ويسلب العقول بأسلوبه، لكنه في الوقت نفسه يكون قد ضل ضلالا مبينا، فربما ينكر مسلمات وثوابت في الدين.
وقد يظن الناس انه مادام يظهر في الفضائيات او ألف كتابا او له تواجد على الانترنت ان هذا هو الحق.
والواجب على الانسان ان يرجع الى اهل العلم الموثوق بعلمهم وألا يأخذ من هؤلاء دون تدقيق، ولذلك فان طلبة العلم وأهل العلم يعرفون صحة هذا الكلام او بطلانه بمجرد سماعه.
العائدون من غوانتانامو
ننتقل الى دوركم المهم في مواجهة المتشددين في الكويت وبخاصة ملف «العائدون من غوانتانامو»، كيف وجدت التعامل مع هؤلاء؟ وما الأسباب التي تجعل مسلما يفجر نفسه؟
&<645; المشكلة تكمن اولا في عدم العلم او قل هو الجهل، فان سبب وقوع بعض الشباب في مثل هذه الاخطار هو 3 قضايا: أولها: ضعف العلم او حصول الجهل الذي يؤدي الى الوقوع في الخطأ، ولذلك حث الإسلام على العلم، وجاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تعلي من شأن العلم كقوله سبحانه وتعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقوله تبارك وتعالى: (وقل رب زدني علما) وقوله عز من قائل: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» وعنه ايضا صلى الله عليه وسلم انه قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»، ولهذا فالجهل او عدم العلم سبب فداحة تلك الأخطاء.
اما القضية الثانية فقد يكون الإنسان حافظا للنصوص من كتاب او سنة لكن يكون الخلل في عدم الفقه او «عدم الفهم»، ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»، فالعبرة ليست بالحفظ ولابد ان يفهم مراد الشارع وماذا يريد منك الشرع.
ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم أحوال الخوارج بأنهم «يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم». وفي رواية «تراقيهم» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم الى صلاتهم، وصيامكم الى صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية» ومعنى يمرقون اي: يخرجون من الدين، وهذا تشبيه بليغ دقيق ممن أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم.
أي يدخل السهم من جهة ويخرج من الجهة الأخرى ولا يعلق به شيء لا دم ولا فرث ولا اثر اي ليس في نصله ولا حده ولا عوده ولا ريشه أي اثر - سبحان الله.
فهكذا هم الخوارج يدخلون الدين ويخرجون منه لا يفقهون منه شيئا.
ولذلك فإن قضية الفهم مهمة جدا حيث جاء في صحيح مسلم أن عبد الله بن مسعود، قال: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة» أي لابد من ادراك وفهم هذه النصوص، وجاء ايضا قول علي رضي الله عنه «خاطبوا الناس بما يعقلون...»
والقضية الثالثة وهي خطيرة لأن الإنسان قد يكون حافظا للنصوص «أي لديه علم» وقد يكون فاهما لمراد الشرع لكن المشكلة تكمن في «عدم الحكمة» او عدم الحلم.
وهذا مثلا معناه ان الإنسان يحفظ ويعلم ولكن اذا اعتلى المنبر هذا الخطيب قال ما لا يناسب الجمهور، فيقول الكلام الذي يكون سببا في الفتنة ويندم عليه فيما بعد ويقول: ماذا قلت!
ولذلك فلابد من مراعاة الزمان والمكان والجمهور المخاطب.
دعاة الباطل
ولكن بعض الشباب يغتر بهم ويقول إن هؤلاء هم الدعاة الحق وهم على صواب وغيرهم على خطأ؟
&<645; مع الأسف فإن البعض يظن أن هؤلاء من العلماء أو الدعاة وان معهم شيئا من العلم فاغتر بهم بعض الشباب ووقعت الأخطاء.
المشاكل السياسية
هل تعتقد د. خالد أن المشاكل السياسية هي التي أججت الأوضاع، فالقاعدة مثلا أسست لمحاربة الروس في أفغانستان وامتد عنفها إلى احداث 11 سبتمبر وظهرت جبهة النصرة ضد بشار والإرهاب في مصر وفي ليبيا وغيرهما؟
&<645; كما أسلفنا سابقا فإن المخرج من هذه الفتن هو الرجوع إلى الكتاب والسنة «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول» فمتى كان الرجوع إلى الكتاب والسنة كان المخرج من هذه الفتن.
ولذلك فرب العالمين يقول في القرآن الكريم (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، فالمشكلة اليوم أن كثيرا من هذه الفئات تجعل حاجزا وحائلا بين الناس وبين العلماء.
فأول ما يعملون عليه هو تشويه صورة العلماء، ويتهمونهم بـ «العمالة» وأنهم «طلاب دنيا» ولا يفهمون ويتهمون العلماء أيضا بأنهم قد حصروا أنفسهم في قضايا «الحيض والنفاس» دون معرفة أحوال الناس وفقه الواقع والعالم المعاصر.
فأدى ذلك إلى عزل الناس عن العلماء، فانفرد هؤلاء بهم فوجهوهم التوجيه الخاطئ.
فالعاقل يعلم أنني إذا ارتضيت هذا العالم أو هؤلاء العلماء الموثوق بهم في أمور ديني، فكيف لا أثق بهم في أمور دنياي.
لذلك فعلى الإنسان أن يعي خطورة هذا الأمر وهو أن هناك من يريد تشويه صورة العلماء وصد الناس عنهم حتى يبقى الناس في جهل ويصبحوا تبعا لهؤلاء المضلين.
فالواجب على الإنسان دائما أن يرجع لأهل العلم الموثوق بعلمهم ويأخذ عنهم ويمتثل أمرهم، لأن انحرافا كثيرا من هذه الفئات إنما كان بسبب عدم رجوعهم لأهل العلم فضلوا وأضلوا.
تغيرات فقهية
بحكم عملك مع «العائدين من غوانتانامو»، هل مازالت آراؤهم كما هي أم تغيرت نظرتهم ورؤيتهم أو فهمهم للدين وأي الكتب أو الآراء الفقهية التي أوصلتهم إلى هذا الطريق؟
&<645; قلنا إن الخلل في الأشياء الثلاثة التي ذكرتها من قبل في العلم أو الفهم اوالحلم، فالأصل عندنا في علاج هذه الأشياء يكون بأمرين: إما بالوقاية أولا لمن لم يصب بهذه اللوثة الفكرية أو العلاج بالرد على الشبهات وهذا متيسر ولله الحمد.
وغالبية هؤلاء الشباب استفادوا عند عرض الشبهات التي وجدت ومثلما قلنا إن بعضهم للأسف يظن أن حكام المسلمين لم يهبوا لنصرة المسلمين المستضعفين أو انهم يظلمون الناس أو انهم وقعوا في المكفرات وغيرها من تلك الأشياء.
ووجدنا بعضهم قد يكون بريئا من هذه الأشياء لكن كونه وجد في هذا المكان فأصبح معهم، فقد يختلف مع غيره في هذه الأفكار لكنه هب لنصرة المستضعفين فظن أنه كان على صواب فوجد نفسه في غوانتانامو.
نجاح بنسبة 80%
إلى أي مدى ترى نسبة نجاحكم في تأهيل هذا الشباب؟
&<645; لا أستطيع أن أعطي نسبة معينة وان كان الكثير منهم كان متعاونا بصراحة، وأتوقع أن نسبة نجاحنا فاقت 80%.
مع العائدين من غوانتانامو أو أسود الجزيرة؟
&<645; ليست لي علاقة بأسود الجزيرة، وجهدي فقط كان منصبا على العائدين من غوانتانامو.
كم كان عددهم تقريبا؟
&<645; 12 وخرجوا كلهم.
مشكلة الفهم
هل تعتقد أنه فعلا كان مغررا بهم؟
&<645; كما قلت أحيانا مشكلة الفهم، وبعضهم لم تكن له علاقة أصلا بهذه الأفكار وذهب إلى أفغانستان أو غيرها للإغاثة، فليسوا كلهم سواء وكل حالة منهم هي موضوع مستقل بذاته.
المخابرات الأميركية
علمت انك جلست مع الخارجية الأميركية والپنتاغون لاستعادة الشباب الكويتي، فما حقيقية ذلك؟
&<645; نعم جلسنا معهم وكانت هناك مفاوضات من اجل استعادة المعتقلين.
ماذا دار من احاديث مع المخابرات الأميركية والپنتاغون بخصوص المعتقلين الكويتيين؟
&<645; قلنا لهم ان المعتقلين - ولله الحمد - تحسنوا، وبإمكاننا إعادة تأهيلهم وأنهم لا يشكلون خطرا على بلدهم او على مصالح دول صديقة، وهذا في ضمانتنا.
فالأخطاء واردة لكن التصحيح والعودة الى الاعتدال فهذا ايضا ممكن.
داعش والإسلام
ننتقل الى داعش، كيف تراها د. خالد، وهل هي صنيعة مخابراتية كما يقال؟
&<645; هذه امور سياسية لا اعرفها، لكن الناس تتحدث عن ذلك ولا أستطيع الجزم به، لكنني أرى انهم أساءوا للإسلام كثيرا.
انغلاق الأفق السياسي والطائفية
البعض يرى ان ما حدث في المنطقة العربية هو نتيجة لانغلاق أفق سياسي والبعض الآخر يعتبر ان وراءها قضايا طائفية، كيف تنظر لذلك؟
&<645; هناك عدة عوامل منها أولا ان العالم كله يتغير، وقد يكون في حقبة من الزمن فبعض الأنظمة ربما يكون لديها شيء من الاستبداد او الديكتاتورية لكن كثيرا من هذه الأنظمة تغيرت اليوم.
وحتى بعض الأنظمة القديمة صار لديها فهم للسياسة مختلف عن السابق، فاليوم المشاركات من جميع أفراد المجتمع باتت أمورا ملحة لنجاح العمليات السياسية، لأنه لابد من المشاركة.
وهذا قد يكون جانبا من الأحداث التي تعصف بالعالم العربي، من حصول الثورات وغيره، لمن لا يعني هذا سلامة وصحة الثورات.
فنعم قد تكون هناك أسباب أدت الى هذه الثورات لكن هذا لا يعني ان الثورات صحيحة.
فأحيانا قد يصبر الإنسان على الظلم أولى من ان يترتب عليه مصائب عظيمة وفوضى عارمة.
لذلك جاءت توجيهات الشرع بالصبر على أذى بعض الحكام الذين يظلمون شعوبهم ما دامت لم تتوافر شروط التغيير.
الكفر البواح
ما هي تلك الشروط؟
&<645; أهمها هو الكفر البواح البين، وعندكم فيه من الله برهان، وثالثا: ان تكون هناك قدرة على التغيير بمعنى انه اذا حدث تغيير ينتج عنه مصائب أعظم من المصائب التي كانت موجودة في وقت هذا الحاكم الظالم.
لذلك نجد ان هذه الثورات خلفت مصائب أعظم من التي كانت قبلها.
اذن هي ليست ربيعا عربيا - كما توصف يا دكتور؟
&<645; لا، فأنا اسميه «صيفا لاهبا» وليس ربيعا عربيا والدليل انه حرق الأخضر واليابس، فكيف يكون ذاك ربيعا؟!
نعم من حق الإنسان ان يتشوق الى رؤية الحرية ولكنها ايضا يجب ان تكون مضبوطة بضوابط الشرع.
ونعم الإنسان يتشوف الى العيش الهنئ والسعادة لكن ايضا لابد ان تكون وفق توجيهات الشرع، ومشكلتنا اننا نستورد بعض الأفكار بـ «عجرها وبجرها» اي بكل ما تحمله من حلو وسيئ.
والواجب ان نأخذ ما يناسب مجتمعاتنا ونرفض ما لا يستقيم معها وذلك من منظور الشرع.
الصبر على بشار
هل كنت تفضل ان يصبر الشعب السوري علي بشار مثلا من الثورة عليه؟
&<645; قدر الله وما شاء فعل، وكان الصبر أولى من هذه الثورة العارمة بتهجير الملايين من أبناء الشعب السوري وقتل مئات الألوف كل هذا بسبب شخص او نظام معين وان كان هذا الشخص قد أبدى استعداده لكثير من الأمور والتنازل عنها وايضا انفراج، ولكن الآن لا تراجع ولابد من زواله.
البعض ينظر الى ما حدث ويحدث في العالم العربي علي انها مؤامرة على العرب، هل انت شخصيا مع فكرة وجود مؤامرة تستهدف الدول العربية لضمان استقرار اسرائيل؟
&<645; نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا، فاليوم اسرائيل لم تتفوق الا بسبب تفرقنا ولو اجتمعنا على الحق هابنا اعداؤنا.
ولكن الأمة اليوم في ضعف بسبب تفرقها (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فذهاب الهيبة من قلوب اعدائنا كان بسبب التنازع والفشل.
ولذلك فمن ابرز الأشياء التي أعادت للأمة شيئا من هيبتها مناورات «رعد الشمال» من خلال التحالف الإسلامي، فهنا حسبت الأمم قيمة لهذه الأمة وان بإمكانها ان تنهض وتعود من جديد.
ولذلك رأينا الانسحاب الروسي وتغير خطاب الأطراف في المنطقة.
الوحدة الإسلامية
اذن انت مع الوحدة الإسلامية بالشكل الذي تدعو اليه المملكة العربية السعودية؟
&<645; نعم وبكل تأكيد، فالاتحاد الأوربي لم يصل الى ما وصل اليه الا بسبب الوحدة بالرغم من ان مقومات القيام لدينا اكثر سواء اتحاد خليجي او عربي او اسلامي.
لكن المشكلة في فهم الناس لهذا الاتحاد، والأصل هو قيام الاتحاد بين الدول العربية والإسلامية.
تنقيح الكتب
نعود ثانية الى فكرة تنقيح الكتب من العنف والتطرف والدعوة الى التكفير وغيرها، كيف تنظرون لذلك؟
&<645; الإنسان لا يملك ان ينقح الكتب، فالكتب كتبت وتنسب الى مؤلفيها، لكننا مطالبون بالرد على الأفكار الخاطئة والرد علي الشبهات المطروحة حتى لا تتلوث أفكار الناس بها - بغض النظر عن قائل هذه الفكرة.
فنحن مع الحق حيث دار، فمن قال به قبلنا به ومن خالف الحق رددنا عليه.
مناهج الكويت الدينية
كيف تنظر إلى مناهج الكويت الدينية ومطالب تعديلها؟
&<645; مناهج الكويت الإسلامية من افضل المناهج وكلها تم اختيارها بعناية ومن أناس اصحاب اختصاص ومن يطالب بالتعديل فغالبا يكون بسبب عدم فهمه لهذه المعلومات ولعدم تخصصه.
وهناك من طالب بإلغاء كلية الشريعة، بم تردون عليه؟
&<645; بعض الكلام يصدر من هزاله، ولا يستحق الرد عليه، فاليوم وزارات الأوقاف والعدل والتربية والشؤون وغيرها كلها بحاجة الى مخرجات كلية الشريعة فكيف يطالب احد بإلغائها!
أخيرا: كيف تنظر إلى مستقل الأمة القريب والبعيد؟
&<645; والله انا متفائل بأن صلاح الأمة قد يحدث في أي وقت وفي أي لحظة، ولذلك نرى اليوم كثيرا من المبشرات من خلال التحالف الإسلامي ومن خلال التعاون الموجود بين الدول الإسلامية وتغير كثير من أحوال المنطقة وان شاء الله هناك خير كثير.
فوجود التعاون اللامحدود بين دول الخليج والعالم الإسلامي هذا يبعث على التفاؤل وبحصول الأمل في تحقيق الوحدة ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف.
د. خالد شجاع العتيبي في سطور
د. خالد شجاع العتيبي يعمل عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الكويت ومرشد عام بعثة الحج الكويتية ورئيس الهيئة الشرعية في بيت الزكاة وعضو بعدد من الهيئات منها عضو الهيئة الشرعية في بيت التمويل الكويتي وغيرها من المناصب الشرعية في عدد من المؤسسات المالية، وعضو مجمع فقهاء الشريعة بالولايات المتحدة الأميركية.
على إيران أن تعتذر عن أحداث اقتحام السفارة السعودية في طهران إذا كانت فعلاً تريد فتح صفحة جديدة
خلال اللقاء سألت د. العتيبي عن التعـاون مع ايران وكيف ينظر له فرد قائلا «لابد ان نفرق بين قضية التوافق علـى المذهـب او الدين او الأفكار وبين العلاقات السياسية، فالعلاقات السياسية شيء والتوافق في الرؤى او الأمور الدينيــة شيء آخر.
وأضاف قائلا فالنبي صلى الله عليه وسلم حتى في المدينة تعايش مع من يخالفه من غير المسلمين ومن يتربصون بهم الدوائر فلا تستطيع ان تقطع العلاقة بالكلية ويجب ان يحترم الجميع العلاقات التي تكون بينهما علي مستوى التمثيل الرسمي.
وتابع د. العتيبي لذلك نحن ندين الاعتداءات التي حصلت على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد وفي نفس الوقت نقول ان على ايران ان تعتذر عن تلك الأحداث التي حصلت اذا كانت فعلا تريد فتح صفحة جديدة وعدم التدخل في شؤون الآخرين لأن هذا اكثر ما يزعج أي دولة ذات سيادة.
بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها حزب الله إذا لم يعتبر إرهابيا فمتى يعتبر إرهابيا؟!
سألت د. خالد عن قرار الدول العربية اعتبار حزب الله ارهابيا فرد قائلا: هذا واضح، فبعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها حزب الله اذا لم يعتبر ارهابيا فمتى يعتبر ارهابيا، فهو الذي قام باختطاف طائرة الجابرية في الكويت وهو الذي قام بتفجير المقاهي الشعبية وهو الذي حاول اغتيال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وكثير من الأحداث التي تحدث في المنطقة ومنها القتل في سورية وايضا مساندة الحوثيين في اليمن، فكل هذا ولا يعتبر ارهابيا؟!
مصر تتجاوز الأزمات دائماً وهي الرصيد القوي للأمة بشعبها وقيادتها
ماذا عن مصر؟ ..هكذا سألت د.خالد فردّ قائلا: مصر عودتنا انها دائما تتجاوز الأزمات وبإذن الله تعود أقوى وأفضل مما كانت لأن فيها عقولا جبارة وفيها ايضا قدرة على تجاوز الأزمات.
وتابع قائلا: اعتبر مصر دائما هي الرصيــد القوي للأمة بشعبها وقيادتها ونحرص ان يلتم الشمل وان يقدموا المصلحة العامة على المصالح الخاصة، والمحافظة على الأمن، فإذا استتب الأمن تأتي الأمور الأخرى تباعا، فالأمن هو أعظم النعم من رب العالمين، فلا تنمية ولا نماء دون الأمن.
نسأل الله أن يرفع ما حل بسورية وليبيا واليمن
في ختام اللقاء دعا د. خالد شجاع العتيبي ان يرفع الله ـ عز وجل ـ ما حلّ بسورية وليبيا واليمن وسائر الشعوب العربية وان يعود اهلها الى بلادهم يتمتعون بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار ـ بإذن الله.