انصبت غالبية الترجيحات على فرضية العمل الإرهابي في تحطم الطائرة التابعة لشركة «مصر للطيران»، فجر أمس، أثناء رحلة من باريس إلى القاهرة فوق البحر المتوسط وقبل 20 دقيقة من وصولها المتوقع، وعلى متنها 66 شخصاً من الركاب وأفراد الطاقم، بينما كان لافتاً ما اعلنه وزير الدفاع اليوناني «أن الطائرة انحرفت بشكل سريع وهبطت من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 22 ألفا فجأة قبل أن تختفي عن شاشة الرادار»، الأمر الذي فسره مراقبون بـ «أحتمال أن يكون احدهم دخل قمرة قيادة الطائرة وسيطر عليها».
وبعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برقية تعزية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا حادث التحطم، سائلاً سموه المولى تعالى أن يتغمد ضحايا هذا الحادث الأليم بواسع رحمته ومغفرته ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يحفظ مصر وشعبها الشقيق من كل مكروه.
كما بعث سموه برقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته، راجياً سموه للضحايا الرحمة ولذويهم حسن العزاء. وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك برقيات تعزية مماثلة.
إلى ذلك، أعلن البيت الابيض ان من السابق لأوانه تحديد سبب سقوط الطائرة بشكل قاطع، بعدما نقلت شبكة «سي أن
أن» التلفزيونية عن مسؤولين أميركيين من أن الرحلة «804» سقطت بقنبلة، لكنها أوضحت أن هذه الفرضية يمكن أن تتغير إذ لا دليل دامغاً عليها.
وأكد وزير الطيران المصري شريف فتحي رداً على سؤال حول ما اذا كان يرجح فرضية العمل الارهابي: «لا أريد أن اقفز الى نتائج (ولكن) اذا اردنا تحليل الموقف فان هذه الفرضية (العمل الارهابي) قد تبدو الاحتمال الأرجح أو الاحتمال المرجح».
وترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعاً لمجلس الأمن القومي في قصر الاتحادية في القاهرة. وأعلن مسؤول مصري أن مصر ستقود لجنة تحقيق بسقوط الطائرة تضم فرنسا.
ومن جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه «لا يمكن استبعاد أي فرضية أو تأييد واحدة على حساب الأخرى» في شأن مصير الطائرة. وأعلن الادعاء في باريس أنه سيفتح تحقيقاً في الأمر، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن السلطات الفرنسية تعتزم التحقيق مع كل من اقترب من الطائرة في مطار شارل ديغول قبل إقلاعها.
واعلن الناطق باسم الجيش اليوناني ان طائرة مصرية من نوع «سي 130» عثرت على حطام قد يكون للطائرة المنكوبة في جنوب شرق جزيرة كريت في منطقة تابعة للمجال الجوي المصري، مضيفاً إن سفنا سترسل الى الموقع للتحقق من الأمر. وتشارك سفن وطائرات يونانية في عمليات البحث في المنطقة مع طائرات مصرية وفرنسية وأميركية.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع اليونانية أن فرقاطة يونانية رصدت جسمين بلاستيكيين برتقاليين طافيين في البحر.
ومن جهته، قال التلفزيون اليوناني العام انه «عثر على حطام على بعد 230 ميلاً بحرياً من جزيرة كريت».
وبحسب السلطات اليونانية حدد الموقع المفترض الذي سقطت فيه الطائرة على بعد 130 ميلاً بحرياً قبالة جزيرة كارباثوس شرق جزيرة كريت.
وأعلنت البحرية الأميركية أن طائرة أميركية من طراز «أوريون بي-3» طويلة المدى تساعد في أعمال البحث عن الطائرة.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني اليونانية إن قبطان الرحلة «804» «لم يبلغ عن أي مشاكل»، مضيفا أن القبطان بعد منحه الإذن بمغادرة اليونان «كان بحالة معنوية جيدة ووجه الشكر للمراقب في اليونان».
وأكد البيت الأبيض أن مستشارة الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو أطلعت الرئيس الأميركي باراك أوباما على اختفاء الطائرة المصرية، مشيراً إلى أن أوباما وجه مسؤولي الإدارة الأميركية بالتواصل مع نظرائهم الدوليين لتقديم الدعم والمساعدة، وطلب إطلاعه على مستجدات الموقف طول اليوم.
ودخل المرشح الجمهوري المفترض للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على الخط، ليصف الحادث بأنه «هجوم إرهابي آخر».
وسأل ترامب في بيان نشر على موقع «تويتر»: «متى سنكون شديدين وأذكياء ومتيقظين؟ مرض وكراهية عظيمة».
أما رئيس ادارة الأمن الفيديرالي الروسية الكسندر بورتنيكوف فجزم بان «عملاً ارهابياً» وراء حادث تحطم الطائرة.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عنه ان «تحطم الطائرة المصرية نجم عن عمل ارهابي»، داعياً الدول الاوروبية الى اتخاذ اجراءات مشتركة من أجل كشف الفاعلين وملاحقتهم.