استمرت المعارك الضارية أمس بين المعارضة المسلحة والقوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي, وعكف ثوار17 فبراير علي كبح زحف القوات الموالية وإعاقة تقدمها نحو بنغازي معقل المعارضة,
فيما سيطرت القوات الحكومية علي أجدابيا الواقعة علي بعد150 كيلومترا إلي الجنوب من بنغازي أن تقهقرت أغلب قوات المعارضة اثر وابل من المدفعية الثقيلة.
وكشف تلفزيون العربية أمس عن الاقتتال الدائر بين المعارضين المسلحين وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي بلدة أجدابيا بشرق ليبيا أسفر عن سقوط30 قتيلا علي الأقل بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وتتيح سيطرة القوات الموالية للقذافي علي أجدابيا امكانية توجيه ضربات شرقا في الصحراء في الطريق المؤدي إلي طبرق علي بعد400 كيلومتر لعزل معقل المعارضة. وقال مصطفي غرياني وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة في بنغازي لرويترز القتال في أجدابيا كان ضاريا وخطوط إمدادات القذافي أصبحت تعاني ضغطا شديدا لذلك لا يمكنه مواصلة الزحف انطلاقا من هناك. وفي بنغازي معقل المسلحين المعارضين لمعمر القذافي بشرق ليبيا, ساد جو من التوتر والترقب وغلب الهدوء علي المدينة رغم انتهاء المهلة التي حددها الجيش الليبي لسكان المدينة لمغادرة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.وأكد جبريل الهويدي وهو طبيب بمستشفي الجلاء في بنغازي ان المدينة هادئة, مشيرا إلي أن' بعض سيارات الاسعاف تتنقل بين بنغازي وأجدابيا'. ومن جانبها, قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سحب عمالها من بنغازي وسط مخاوف من هجوم قد يكون وشيكا تشنه القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. ورغم المكاسب التي حققها العقيد القذافي علي الأرض, تواصلت خسائره علي الصعيد الدولي, حيث أعرب دبلوماسيون غربيون عن اعتقادهم بأن يتم التصويت علي مشروع قرار حظر الطيران فوق ليبيا, بعد مشاورات مكثفة بين ممثلي الدول الأعضاء في المجلس علي مدي الأيام القليلة الماضية. وكشف السفير فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة عن أن بلاده قدمت مشروع قرار يقضي بوقف اطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضين في ليبيا, وذلك طبقا للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة في حالة خرق القرار الأممي. ومن جانبها قالت السفيرة سوزان رايس مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة إن بلادها تلعب' دورا نشطا للغاية ومنخرطا في قيادة عملية المشاورات داخل المجلس بالاشتراك مع زملاء آخرين من بريطانيا ولبنان وفرنسا, ونحن مهتمون بمجموعة واسعة من الأعمال, سيكون من شأنها حماية المدنيين بشكل فعال, وتزيد الضغط علي نظام القذافي لوقف القتل وتسمح للشعب الليبيي بالتعبير عن نفسه وطموحاته المستقبلية بحرية وبشكل سلمي'.
قالت السفيرة الامريكية لدي الامم المتحدة ان الولايات المتحدة تعتقد انه ينبغي لاعضاء مجلس الامن الدولي ان يناقشوا اجراءات لحماية المدنيين في ليبيا لا تقتصر علي فرض حظر جوي.