حينما أودعت نجلها «أحمد وسام محمد غنيم» بحضانة مدرسة مصطفى كامل الابتدائية بمدينة قويسنا محافظة المنوفية، كان هدفها الأول ان يتعلم وينمى مهاراته وسلوكياته - مثلها كسائر الامهات - حيث تابعت الأم «امل السيد نصار» عملها بمستشفى قويسنا المركزى، للتغلب على ظروف الحياة الصعبة، حتى فوجئت بعودة نجلها محمولًا ومغشيًا عليه، والدماء تكسو وجهه.. أصابها الفزع الشديد وهى تتلقفة الى صدرها، فأخبرها عامل المدرسة ويُدعى «حماده ا» ان الطفل سقط من اعلى «المرجيحة» اثناء لهوه مع باقى رفقائه، واصيب فى وجهه.
تلك هى القصة التى سمعتها الأم، وصدقتها للوهلة الاولى، وانصب اهتمامها على اسعاف الطفل ونقله الى مستشفى قويسنا المركزى، لعلاجه وانقاذ حياته، فأدخلته سريعًا الى طوارئ المستشفى، وقام احد الأطباء بإخاطة الطفل 10 غرز كاملة بمنطقة الوجه، وعقب افاقتة سألته امه «ايه اللى عمل كدا فيك يا احمد» ليجيب الطفل ببراءة الاطفال «ده المدير يا ماما ضربنى بالخشبة على وشى».. نزلت الكلمات على قلب الام المكلومة كالصاعقة، واكتشفت ان امرًا ما خفيّ عنها، لم تستطرد كثيرًا فى شكوكها وما تنتوى عمله، حتى بدأ الطفل ارتجاع دماء وتعرضه لوعكة صحية ثانية، عرضته على اطباء آخرين، لتكتشف ان عين الطفل تأثرت بالضربة التى اصابته، وأخبرها الطبيب ان نظر الطفل تأثر بشكلٍ كبير واصبحت نسبة قوتة 25%.
تسرد الام تفاصيل الواقعة وتقول «ابنى احمد فى تانية حضانة، كان بيلعب مع زمايلة على المرجيحة، والعامل بتاع المدرسة زعق للولاد عشان ينزلوا وضرب ابنى بخشبة مكسورة من تختة، لحد ما الدم غرق وش الطفل، ولما لقى نفسه فى مشكلة جابلى احمد وفكر فى كدبة يخفى بيها الجريمة، وابنى بعد ما فاق قالى مدير المدرسة ضربنى، لأنه ميعرفش مين اللى ضربه بالظبط، لكن بنتى الصغيرة فى سنة تانية ابتدائى بنفس المدرسة، شافت اللى حصل هى وبنت صاحبتها واما رجعت حكتلى».. تضيف الام انها لم تفكر طويلًا فى الامر وقررت التوجة الى مركز شرطة قويسنا، وحررت محضر رسمى بالواقعة يحمل رقم 988 أحوال بتاريخ 94 2016م.
وتابعت حديثها، بأنها حاولت رفع شكواها الى الادارة التعليمية بقويسنا، لكنها لم تهتم بالامر كثيرًا، وتعامل الموظفين هناك باهمال، وهو ما اضطرها لتحرير محضر بالشرطة لاثبات حقها، وحماية باقى الاطفال من معاملة هذا العامل، واشارت الى قيام مقربون للعامل «حماده» بالتوسط لديها قائلين «خدو ألفين جنيه واتنازلوا عن القضية»، لكننا رفضنا الامر، ولن نرضى إلا بعقاب مرتكب الواقعة، وعرض القضية على وزير التربية والتعليم ان لزم الامر للحصول على حقنا بالطرق القانونية والادارية.
وطالب خال الطفل «مصطفى السيد نصار» بالتحقيق مع العامل ومدير الادارة التعليمية، مؤكدًا ان شقيقته توجهت بالطفل الى منزل مدير الادارة بعد الواقعة بـ 3 أيام، وكان رده «انا رايح اصلي ابقي تعالي بعدين»، فذهبت لاحقًا الى المنطقة ولم يقابلها وأغلق المكتب فى وجهها ولم يُجري تحقيقًا، كما لفت الى اهمال مدير المدرسة لعدم اتخاذه موقف تجاه الواقعة، وتابع «انا شغال مدرس حاليًا فى الامارات، لو حصلت واقعة مشابهه هنا، الوزير بنفسه كان جه وحاسب كل المتورطين فى التقصير، سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، واقسم بالله لو كان والد الطفل رتبة او حتى بلطجى، كان حقه رجع فى وقتها»!
من جانبها، استنكرت الجمعية المصرية لحقوق الانسان بالمنوفية الواقعة، واكدت انها ستتقدم ببلاغ للجهات المسؤولة لتسليط الضوء على ما حدث، ولتضع القضية بأكملها أمام محافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط، لمحاسبة المقصرين فى حماية الاطفال داخل المدارس.