اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي في مدينة مصراتة الواقعة شرقي بنغازي,وذكرت المصادر ان اكثر من40 دبابة شاركت في الهجوم علي مصراتة وان قوات القذافي دخلت مصراتة من الغرب والجنوب, وأعلن التليفزيون الليبي أمس أن كتائب القذافي استولت علي مدينة أجدابيا وقطعت الطريق بينها وبين بنغازي, وأنها تستعد لشن عملية قريبا ضد بنغازي نفسها التي قالت إن مواطنيها بدأوا في الخروج إلي الشوارع والميادين رافعين الرايات الخضراء وصور القذافي,كما نقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالموثوقة أنه تم رفع الراية الخضراء فوق شركة المياه في طبرق, وإن الموقف تحت سيطرة القيادات والفاعليات الشعبية حتي منفذ السلوم, بينما نفي ثوار ليبيا سقوط مدينة أجدابيا, وأعلنوا تأهب بنغازي لصد هجوم محتمل من كتائب القذافي, وقال خالد العكيم نائب وزير الخارجية الليبي إنهم يأملون في استعادة السيطرة علي المناطق الخارجة عن سيطرتهم في غضون أيام وإعادة توحيد البلد
وفي هذه الأثناء: أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها قامت بسحب أطقمها العاملة في مدينة بنغازي معقل الثوار في ليبيا, حيث غادروا ليبيا إلي مصر, في أعقاب تقدم قوات القذافي نحوها, وأوضح متحدث باسم المنظمة أن أطقم المنظمة غادروا بنغازي مع غيرهم من عمال الإغاثة والصحفيين, نتيجة المعارك العنيفة الدائرة هناك, مشيرا إلي أن أطقم المنظمة يوجدون حاليا في مدينة الإسكندرية
وفي نيويورك: استأنف مجلس الأمن أمس جلسته الطارئة حول مشروع القرار الذي تقدمت به كل من لبنان وفرنسا وبريطانيا لفرض منطقة حظر طيران علي الأجواء الليبية,وأعرب السفير جيرارد أرو مندوب فرنسا الدائم لدي الأمم المتحدة عن أمله في أن يتم التصويت علي مشروع القرار, لكنه أضاف أشك أن يتم التصويت فورا وذلك نظرا لطول القرار والمسائل الفنية الوادرة به, وأكد السفير الفرنسي تعاون جميع أعضاء المجلس بشأن مشروع القرار,وعلي موافقتهم عليه من حيث المبدأ
ويتضمن مشروع القرار الي جانب الجزء الخاص بالحظر الجوي, قسما ثانيا يتعلق بتشديد العقوبات المفروضة علي ليبيا بموجب القرار رقم1970, وتوسيع هذه العقوبات. وفيما يتعلق بالممرات الآمنة والمناطق المدنية المطلوب حمايتها,طلب الوفد اللبناني لدي الأمم المتحدة من نظيره الليبي تحديد مواقع هذه الممرات لمتابعة الأمر علي الوجه المطلوب, وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس إن العديد من الدول العربية مستعدة للمشاركة بشكل فعال في عملية عسكرية في ليبيا
وذكرت مصادر دبلوماسية أمس أنه من المتوقع أن تقوم البعثة اللبنانية لدي الأمم المتحدة بتوزيع مسودة مشروع قرار علي ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن, يدعو لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.لكن السفير فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة رفض التعليق وقال إنه لم يقرأ مشروع القرار بعد.
واعتبر جوبيه في مدونته علي شبكة الانترنت أن الوقت لم يعد متأخرا بالنسبة للمجتمع الدولي للتدخل, معتبرا أن التهديد باستخدام القوة ضد معمر القذافي هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يوقفه, ولفت إلي أن قيام قوات القذافي بقصف مواقع المعارضة عن طريق بضعة عشرات من الطائرات التي يمتلكها هي التي مكنت الديكتاتور الليبي من قلب ميزان القوي, مضيفا أنه يمكن تحييد القوة الجوية للقذافي من خلال شن ضربات علي مواقع محددة, وهو الاقتراح الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا منذ نحو أسبوعين.
وقال دبلوماسي بالبعثة الليبية-رفض الافصاح عن اسمه- إن الدول الغربية عليها الا تتوقع من العرب أن يتولوا بأنفسهم عملية فرض الحظر الجوي,او حتي تمويلها. ونوه الي أن الدول العربية لا توجد لديها اتفاقية شبيهة بتلك الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي والتي سمحت لقوات سعودية واماراتية بالدخول الي البحرين للتعامل مع الموقف
وأكد الدبلوماسي الليبي أهمية عنصر الوقت في اصدار القرار من مجلس الأمن, لكن السفير الإيراني الدائم لدي الأمم المتحدة قال إن فرض حظر طيران فوق الأراضي الليبية مسألة لها وجهان, فهي يمكن أن تقود الي تدخل عسكري,كما أنها قد تؤدي الي ايقاف عجلة القتل التي يقوم بها القذافي.
ومن ناحية أخري استعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفريقه للأمن القومي الوضع في ليبيا وخيارات زيادة الضغط علي الزعيم الليبي, وذكر بيان صحفي للبيت الأبيض أن المحادثات تركزت بوجه خاص علي جهود الأمم المتحدة والإجراءات المحتملة لمجلس الأمن الدولي, فضلا عن المشاورات الجارية مع الشركاء العرب والأوروبيين في هذا الصدد, وأصدر الرئيس أوباما تعليمات لفريقه بالاستمرار في المشاركة الكاملة في المناقشات التي أجريت في الأمم المتحدة, ومنظمة حلف شمال الأطلسي, ومع الشركاء والمنظمات في المنطقة.
وفي تطور آخر: قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن واشنطن تبحث مساعدة المعارضة الليبية عن طريق الإفراج عن بضعة مليارات من الأرصدة المجمدة للزعيم الليبي, وأوضح كارني أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الدوليين بشكل حثيث لممارسة ضغوط علي القذافي ونظامه