خلّف حريق منطقة الرويعي عدد من الكوارث التي نزلت علي رؤوس المتضررين كغثاء السيل، قبل أن يمتد مسلسل الخسائر ليطول الاقتصاد المصري المنهك بطبعه، حيث تمثل المنطقة محوراً هاماً للصناعات الصغيرة، التي يتم الاعتماد عليها كمصدر أساسي للدخل.
"الدستور" ترصد آثار الحريق علي الاقتصاد المصري
في البداية أكد الدكتور صلاح الدين فهمي رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر أن المنطقة التي شهدت الحريق، عبارة عن ملتقي لأصحاب الصناعات الصغيرة وتجار التجزئة، المعتمدين علي جلب بضاعتهم من مصانع الجملة، وتحصل الدولة منها ضربية القيمة المضافة، والتي لا تستطيع تحصليها الآن وتحديداً لمدة عام، قبل أن يعود أصحاب تلك المحال لمزاولة نشاطهم مرة أخري.
وأضاف "فهمي" أن الحريق طعنة في ظهر الاقتصاد، حيث انضم أصحاب تلك الحرف إلي طابور طويل من العاطلين، بالإضافة أن أغلبهم سيمتهن مهن غير التي اعتاد على مزاولتها، الأمر الأشبه بالضربة القاضية للمهن التي تفتقر إلي الصناع المهرة.
وطالب" فهمي" الدولة باستخدام سلطاتها وتفعيل القانون لمنع تكرار تلك الكوارث، وضرورة إخلاء المناطق من الباعة، ونقلهم لمناطق أكثر أمناً، حرصا علي الأرواح والأرزاق.
من جانبه أكد الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية أن الخسائر بشكل مبدئي تقترب من 300 مليون جنيه مصري، ومعظم تلك الأماكن غير مأمن عليها، وبالتالي لن يحصل أصحاب تلك المحال علي تعويض مناسب.
وأكد "عبده" أن باب البطالة أصحاب مفتوحاً أمام أصحاب تلك المحال، مطالباً الصندوق الاجتماعي للتنمية بتحمل مسوؤليته تجاه أصحاب تلك المحال، عن طريق منح قروض لإقامة مشروعات صغيرة، تحد من طابور العاطلين، مطالبًا الحكومة باتخاذ الضمانات الكافية لتفادي مثل تلك الكوارث مستقبلا.
وفي ذات السياق، قال الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي إن المتضرر الأكبر أصحاب المحال التجارية، حيث أن التعويض المقدم من الدول زهيد ولايساوي مقدار الخسائر.
وأردف مختار أن الموازنة لم تعد تحتمل أي أعباء إضافية وصرف تعويضات كبيرة، حيث بلغ عجز الموازنة ما يقرب من 250 مليار جنيه، وهو رقم مرشح للزيادة في الموازنة الجديدة.
وقلل "مختار" من تأثير الحادث علي الاقتصاد بشكل إجمالي، مرجعا السبب إلي أن المنطقة امتداد عشوائي من ضمن مناطق كثيرة، لاتصب بشكل مباشر في الاقتصاد المصري.
وأرجع "مختار" الحادث إلي غياب ثقافة الصيانة في المجتمع، منوها إلى وجود عدد من المناطق المعرضة لمثل تلك الكارثة، ومطالبا بالتحرك لإنقاذها.