أصدر  مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، بيانا تعليقا على الخطاب الأخير لأيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة"، مشيرا إلى  أنه يمثل محاولة لاسترجاع زعامة الجهاد العالمي في ظل تنافسه المحموم مع تنظيم داعش الإرهابي، حيث يقدم تنظيم القاعدة نفسه كطليعة الجهاد الحق ضد أمريكا وروسيا وبريطانيا، وكأصحاب منهج صحيح على خلاف داعش التي يصفها تنظيم القاعدة بــ"الخوارج الغلاة والتكفيريين الجدد".    وقال المرصد: أن أيمن الظواهري، جمع في خطابه الأخير بين العدو البعيد: الغرب، وما يعتبره العدو القريب وهو ما يسميها أنظمة الحكم في البلاد العربية؛ حيث دعا في خطابه إلى "الدفاع عن الجهاد في الشام" ضد بريطانيا وأمريكا، والسعودية ودول تابعة، والتي زعم محاولتها "تقديم إسلام مزيف"، ووصف أنظمة وحكام تلك الدول بـ"الردة" وذلك في تسجيل جديد منسوب له، نشرته مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة.   وقال تقرير المرصد إن الظواهري ، يستخدم آليات خطابية من القرآن الكريم والسنة المطهرة لتخدم أغراضه في الصراع على زعامة موهومة مثل قوله: إن الأكابر المجرمين في الدنيا قد اجتمعوا على "منعِ قيامِ دولةٍ مجاهدةٍ في شامِ الرباطِ والجهادِ.. وبدأتِ المؤامراتُ والدسائسُ والضغوطُ والإغراءاتُ"، ولكنه أشار إلى وجود ما وصفها بـ"طائفة مجاهدة، من خيارِ الأنصارِ والمهاجرين، ثابتةً على الحقِ لا تتزحزحُ عنه، فالتفت حولَها الأمةُ المسلمةُ في الشامِ، وأدركتِ الفرقَ بين صحةِ منهجِها وزَيفِ منهجِ الخوارجِ الغلاةِ التكفيريين الجددِ،" على حد تعبيره، في إشارة إلى عبارات تستخدمها القاعدة لوصف تنظيم داعش.    واستكمل: إن الظواهري يسعى لتجنيد المزيد من الأتباع والأنصار فيبرز اتساع جبهة المواجهة في سوريا وتعدد أطرافها مستخدمًا قاموسه في وصف هذه الأطراف فيقول: واجب المسلمين الحقيقي هو "التحريض على وحدةِ المجاهدين في الشامِ، حتى يتحررَ من النظامِ النصيريِ (العلوي) العلمانيِ وأعوانِه الروافضِ الصفويين وحلفائِه الروسِ والغربِيين الصليبين، وحتى يقومَ فيه كيانٌ إسلاميٌ مجاهدٌ راشدٌ".    وأشار إلى أن الظواهري خص تنظيم داعش الإرهابي، في إطار التنافس المحموم بين القاعدة وداعش على تصدر الساحة، بمساحة زمنية طويلة في خطابه؛ حيث قارن بين استراتيجية تنظيم "داعش" وجماعته، قائلاً: "إننا في جماعةِ قاعدةِ الجهادِ، لم نقبلْ بيعةً إلا بالرضا، ولم نُكرهْ أحدًا عليها، ولم نهددْ بفلقِ الرأسِ ولا حزِّ العنقِ، ولم نُكفّر من يقاتلُنا، كما يهذي الخوارجُ الجددُ."      وأشار إلى أن الظواهري، يخشى من انفضاض تنظيم جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، فرفض الدعوة إلى إنهاء جبهة النصرة لبيعتها له بالقول: "هل سيرضى أكابرُ المجرمين عن جبهةِ النصرةِ لو فارقت القاعدة، أم سيلزمونها بالجلوس على المائدة مع القتلة المجرمين، ثم يلزمونها بالإذعان لاتفاقاتِ الذل والمهانة، ثم بالرضوخ لحكومات الفساد والتبعية، ثم بالدخول في لعبة الديمقراطية العفنة"، محذرًا إياهم من أنهم سيلقون بهم في السجنِ.