مصائر قاسية انتهت إليها حياة عدد كبير من المعارضين الروس ما بين الموت بالسم، أو بدون سبب على الإطلاق تحت مسمى يُصدر رسميًا كـ"وفاة غامضة"، كان آخرهم ما تعرض له المعارض البارز فلاديمير كارامورزا للتسمم بمادة غير معروفة، اليوم الثلاثاء، وقالت زوجته في تصريحات صحفية إنه نقل للمستشفى ولا يزال وضعه الصحي خطيرًا، كما أكد محاميه فاديم بروخوروف أن الأطباء يشتبهون بحالة تسمم لا يُعرف مصدرها تمامًا. فلاديمير كارامورزا تعرض لوعكة صحية في طريق عودته بالقطار من «تفير» إلى سيبيريا، بعدما شاهد هناك فيلماً يحيي ذكرى المنشق الروسي المقتول ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف. المعارض الروسي تعرض للتسمم من قبل، ففي عام 2015 دخل في حالة غيبوبة كاملة، واشتبه وقتها في قيام السلطات الروسية باستخدام مادة ما في تسميمه، ولفت محاميه اليوم الثلاثاء، أنه لا يملك دليلًا قاطعًا يثبت بأن «كارامورزا» سُمم. تصفية المعارضين تيمة عرفها النظام الروسي الحالي، تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين، ففي نوفمبر 2006 تناول ألكسندر ليتفيننكو كوبًا من الشاي في حانة فندق ميلينيوم بوسط لندن، وكان بصحبته أندريه لوجوفوي، العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسية، وأحس بعدها بألم ناجم عن تسممه بالبلوتونيوم المشع والذي وُضع له في كوبه، وتوفي بعدها بفترة بسيطة. العام قبل الماضي شهد حالة تخلص أخرى من المعارضين، فبعيدًا عن «كارامورزا» قُتل زعيم المعارضة بوريس نيمتسوف في فبراير 2015 رميًا بالرصاص قرب الكرملين، وكان من المفترض بعد يومين من الحادث أن يقود تظاهرة ضخمة رتب لها في وقت سابق، ووجه الاتهام في اغتياله إلى الرئيس بوتين. وفي أغسطس الماضي عُثر على الصحفي الروسي ألكسندر شيتينين مقتولًا بالرصاص بشقته في العاصمة الأوكرانية كييف، برصاصة في رأسه، ورفض أصدقاؤه التقرير المبدئي للشرطة، والذي قال إنه قد لقي حتفه انتحارًا، لأنه عُرف عنه انتقاده للرئيس الروسي بشكل متزايد خاصة بعد انتقاله إلى أوكرانيا عام 2014 بعد أن قدم استقالته من وكالة الأنباء الروسية «ريا». وقبل حادثة «شيتينين» بشهر واحد، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر زرع مجهولين لعبوة ناسفة في سيارة الصحفي الروسي بافل شيريميت، ولقى حتفه عندما انفجرت السيارة وكان ذلك في العاصمة الأوكرانية أيضًا، وهو الذي عرف عنه معارضته لسياسة