في احدث تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان يوم الجمعة الماضي ووسط مخاوف من حدوث كارثة نووية في اليابان, هز امس انفجار- هو الثاني خلال ثلاثة ايام- محطة فوكوشيما النووية شمال شرق البلاد.
مما اسفر عن تصاعد اعمدة الدخان في الهواء واصابة11 عاملا . وذلك في الوقت الذي لايزال فيه الملايين من اليابانيين يعانون من نقص في المياه والطعام والكهرباء, بينما تتواصل جهود الاغاثة للعثور علي ناجين وسط توقعات بوصول اعداد قتلي الزلزال المدمر الذي بلغت قوته9 درجات علي مقياس رختر وامواج تسونامي الي عشرة الاف شخص.
فقد اعلنت الحكومة اليابانية امس وقوع انفجار هيدروجيني في مفاعل رقم3 في محطة فوكوشيما داتشي, ولم يتضح بعد ما اذا كان انفجار امس هو المتسبب في نسبة الاشعاعات التي تم رصدها بالقرب من المحطة. ومن جانبه, أعلن يوكيو أمانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن قياسات الإشعاع في المفاعل النووي الذي وقع به الانفجار لم تظهر مستويات مرتفعة من الإشعاع. وقال أمانو إن الانفجار الهيدروجيني دمر مبني المفاعل ولكن قلب المفاعل لم يتأثر.
وعقب انفجار المفاعل بساعات قليلة, أعلنت القوات الامريكية في اليابان في بيان امس انها قررت نقل حاملة الطائرات الامريكية رونالد ريجان, وغيرها من سفن الاسطول7 الامريكي المشاركة في اعمال الاغاثة لضحايا الزلزال و تسونامي, بعيدا عن محطة فوكوشيما النووية شمال شرقي البلاد, وذلك بعد ان تم رصد مستويات منخفضة من الاشعاعات في تلك المنطقة.
وقال البيان ان الاشعاعات التي تم رصدها منخفضة للغاية وانها لا تمثل اي مخاطر صحية. ويذكر ان حاملة الطائرات الامريكية تقع في البحر علي بعد 160 كيلومترا من محطة فوكوشيما.
وعلي الصعيد ذاته,كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمزالامريكية إن طاقم حاملة الطائرات رونالد ريجان تعرضوا خلال ساعة واحدة لجرعة من الإشعاع النووي تعادل الحد الأقصي المسموح بها خلال شهر كامل وذلك خلال عبور السفينة بسحابة محملة بالاشعاعات بالقرب من محطة فوكوشيما.واضافت الصحيفة انه لم ترد تقارير بشأن حدوث آثار جانبية بين أفراد الطاقم.
وفي الوقت نفسه,استبعدت وكالة الامان النووي اليابانية وقوع كارثة نووية علي غرار كارثة مفاعل تشيرنوبل في محطة فوكوشيما النووية.وقال كوشيرو جينبا وزير الاستراتيجية المحلية الياباني خلال اجتماع للحزب الديمقراطي الحاكم امس ان وكالة الامان النووي اعلنت انه لا يوجد بالتأكيد اي احتمالية لوقوع تشيرنوبل اخر.ومن جانبها,اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا امس إن اليابان أبلغتها أن انفجار الهيدروجين الذي وقع بمفاعل رقم3 في محطة فوكوشيما النووية لم يلحق ضررا بالهيكل الأساسي الذي يحتوي علي المفاعل. وقالت الوكالة في بيان ان السلطات النووية اليابانية أبلغتها أن غرفة التحكم بالمفاعل رقم ثلاثة في المحطة ما زالت تعمل, واضافت في بيان علي موقعها علي الانترنت انه لا يوجد مفقودون بين العاملين في المفاعل في حين أصيب ستة أشخاص وهو الرقم الذي تم تعديله لاحقا الي11 مصابا.
وكانت الوكالة الدولية قد اعلنت في وقت سابق ان مستويات الاشعاع بالقرب من محطة فوكوشيما اليابانية طبيعية. وقالت الوكالة في بيان ان مستويات الاشعاع التي تم رصدها في اربعة مواقع حول المحطة علي مدار 16 ساعة يوم 13 مارس الجاري, طبيعية.
وفي اطار المساعي الحكومية للحيلولة دون وقوع انفجارات اخري,اعلنت وكالة انباء جيجي اليابانية إن السلطات اليابانية قامت امس بتبريد مفاعلين نوويين في مجمع فوكوشيما دايني للطاقة النووية الذي تضرر جراء الزلزال, وذلك في الوقت الذي تسارع فيه السلطات لتبريد ثلاث مفاعلات اخري في مجمع نووي آخر.
جاء ذلك بالتزامن مع تأكيدات الحكومة اليابانية وجود مشاكل في المفاعل رقم2 في محطة فوكوشيما دايتشي, حيث اعلن يوكيو ادانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن أنظمة التبريد توقفت ومنسوب المياه ينخفض في المفاعل رقم اثنين. واعلن مسئول في مفاعل2 ان قضبان الوقود النووي في المفاعل اصبحت مكشوفة تماما مما يزيد من مخاوف التعرض لانصهار نووي اذا لم يتم الاسراع بتبريد المفاعل.
ومن ناحية اخري, عاش سكان العاصمة اليابانية طوكيو حالة من الارتباك وعدم التيقن بشأن إمدادات الغذاء والطاقة في أعقاب الزلزال المدمر الذي هز البلاد وأمواج المد العاتية في حين لم تظهر اي بوادر علي انحسار الأزمة النووية.
ففي اول ايام استئناف العمل بعد عطلة نهاية الاسبوع التي شهدت الزلزال, خلت أرفف بعض المتاجر من السلع بعد ان نفذ المخزون بسبب الصعوبات في النقل والتوصيل وايضا إقبال السكان الشديد علي شراء كميات كبيرة من السلع. وتسببت هزة ارتدادية بقوة 6.2 درجة علي مقياس ريختر في اضطرابات واسعة النطاق في العاصمة طوكيو في أول يوم من عودة خدمات السكك الحديدية إلي طبيعتها منذ الزلزال المدمر.
وأوقفت السكك الحديدية اليابانية, أكبر مشغل قطارات في البلاد, حركة السير في جميع الخطوط بالمدينة عدا أربعة خطوط, لكن الخدمة علي تلك الخطوط الأربعة شهدت اضطرابات أيضا.