فرقعة إعلامية بسبب الرسوم الجديدة لقناه السويس.. الطريق الشمالي الغربي لا يعمل سوى شهر بالسنة واستخدامه مكلف   أعلنت الصين، في بيان لها أنها ستحث سفنها على استخدام الطريق الشمالي الغربي المار من خلال القطب الشمالي، على المرور من ذلك الطريق الملاحي الجديد، وعدم الاعتماد على طريق قناة السويس البحرية، مؤكدة على أن الطريق الجديد أقصر من قناه السويس بـ 2800 ميلاً بحريًا وبالتالي ستكون تكلفة مرور السفن ورحلتها أقل، ولكنها لم تحدد فترة زمنية لاستخدام سفنها لذلك الطريق الجديد.   وطالبت الصين مصر بعد ذلك الاعلان بتخفيض قيمة الرسوم علي السفن المارة بنسبة 50 % والا ستستخدم الطريق الشمالي الغربي.     يذكر أن الصين من أكبر دول العالم وأكثرها استخدامًا لقناه السويس البحرية المصرية، واعتماد سفنها بشكل كبير على ذلك الطريق الملاحي البحري، خاصةً ناقلات البترول والغاز.   وتجدر الإشارة إلى أن الخبر المزعوم من الصين عن الطريق الملاحي الجديد، روجته كبر وكالات الإعلام الدولية الغربية ومنها وكاله الصين دون تحديد مدي زمني في إعلان الصين لاستخدام الطريق الجديد، إضافه إلى أن ذلك الطريق الجديد المزعوم لم تمر به العام الماضي 2015 سوى 25 سفينة فقط بسبب صعوبة الملاحة فيه وفقًا للإحصائيات الرسمية.     وكان أول رد رسمي من هيئة قناة السويس، على خبر إعلان الصين للطريق الجديد، أنه "بروباجندا" وفرقعة إعلامية الهدف منه التأثير على هيئة قناه السويس قبل الإعلان عن الرسوم الجديدة.   وعلق القبطان البحري  "فريد رشدي" كبير مرشدي قناة السويس للملاحة البحرية، لـ"الفجر"، بخصوص طريق المرر القطبي الشمالي قائلاً: "قناة السويس، منذ إنشائها واجهت الكثير من التحديات والضغوطات من كافة دول العالم وفي فترات متقاربة، سواء بالتلويح بوجود قنوات ملاحية أخرى كقناة "بنما"، وبحر الشمال، والقناة التي زعمت إسرائيل بنائها لولا صخرية التربة التي أجهدت هذا المشروع، وكان أخرها قناة الممر الشمالي القطبي، الذي لوحت به الصين، ولا اعتقد بنسبة كبيرة أن ذلك الطريق الملاحي الجديد يستطيع أن ينافس قناة السويس.   وتابع كبير مرشدي قناه السويس: "هناك عدة عوامل جغرافية ومناخية في الطريق التي أعلنت عنه الصين يجعله غير قادر على منافسة قناة السويس، فالطريق الجديد يصل من الشرق إلى الغرب من خلال المرور من المحيط الهادي إلى الأطلسي، وتلك المنطقة متجمدة طوال العام يكسوها الجليد تصل فيها درجة الحرارة في المتوسط إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر.   وتصل في شهر واحد فقط في العام إلى ما يقرب من 10 درجة مئوية تحت الصفر، مما يحتاج من كل سفينة تمر من هذا الطريق أن توجد سفن كاسحة خاصة بإزالة الجليد حتي تستطيع السفن المرور، وهذا وضع مكلف للغاية، فضلاً إلى أن الحرارة المنخفضة في تلك المنطقة تزيد من معدلات حرق الوقود للسفن المارة مما يزيد من تكلفة الرحلة.   وأضاف القبطان البحري "فريد رشدي" أنه بعد حفر قناة السويس الجديدة زاد ثقة العالم في القناة كممر ملاحي أمن للسفن وحاملات البترول والغاز وغيرها من سفن البضائع، بعد تقليل زمن انتظار ومرور السفن المارة، مما أدى إلى تقليل زمن الرحلة للسفينة ومع افتتاح وتشغيل ميناء شرق التفريعة، جعل قناة السويس الرائدة في مجال الملاحة الدولية.   وعلى الرغم من ذلك يجب على القائمين على قناة السويس، مواجهة كافة التحديات والمتغيرات التي تطرأ على المستوي العالمي حتي تظل القناة رائدة في مجالها.   وأكد اللواء "مدحت الشريف" خبير الاقتصاد السياسي، أن إعلان الصين عن هذا الطريق الشمالي الغربي، مجرد ورقة ضغط على مصر ليس أكثر، بعدما أعلنت لجنة الرسوم بهيئة قناة السويس، عن قيامها بتعديل قيمة الرسوم المفروضة على السفن المارة بالقناة، وبالتالي تسعى الصين إلى محاولة للضغط على مصر من خلال الإعلان عن ذلك الطريق الجديد، لكي تخفض قيمة الرسوم المفروضة على اعتبار أن سفن الصين من أكثر السفن المارة من طريق قناة السويس.     وأضاف الشريف، أن ضغط الصين بهذه الورقة لن يؤثر على قرار لجنة الرسوم فكافة دول العالم وخبراء الملاحة البحرية والمتخصصون يعرفون أخطار الطريق التي تحدثت عنه الصين، وطبيعة الملاحة فيه وبالتالي لن يكون هناك تأثير جاد على قناه السويس البحرية القديمة والجديدة على حد سواء