قال الفنان المصري حمدي أحمد إن الفن تحول في عهد الرئيس السابق حسني مبارك إلى العري والجنس لإلهاء الشعب عن حقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن الفنانين كانوا مسيرين لتنفيذ أهداف سياسية تخدم النظام الراحل.


وشدد على أنه لا يوجد فرق بين الفساد في القاهرة عام 30 والقاهرة قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011م، وأن النظام السابق نجح في إفساد الحياة السياسية وخلق جيل من الفاسدين أمثال "محجوب عبد الدايم"، مشيرا إلى أنه مُنع من التمثيل بسبب مواقفه السياسية بقرار من صفوت الشريف.


وقال أحمد -في مقابلة مع برنامج "يلا سينما" على قناة "دريم" الفضائية مساء الأحد 13 مارس/آذار- "تراجع الفن الجاد وانتعش فن العري والإيحاءات الجنسية خلال فترة حكم مبارك؛ لإلهاء الشعب عن مطالبه وحقه في العيش بحرية وكرامة داخل مجتمع ديمقراطي يحفظ حقوق المواطنين السياسية".


وأضاف "واختفت في هذه الفترة الأفلام الوطنية التي تعزز الانتماء للوطن، وكذلك الدينية التي من شأنها أن تثبت عقيدة المواطن، الأمر الذي أدى إلى تربية أجيال على الفن الهابط وخدش الحياء وتدمير الانتماء للوطن".



محجوب عبد الدايم
ورأى الفنان المصري أن الفنانين كانوا في فترة النظام السابق مسيرين لتنفيذ أهداف سياسية تخدم الرئيس السابق، لافتا إلى وجود خطوط حمراء لم يكن يستطيع أي فنان الاقتراب منها أو طرحها أو مناقشتها من خلال عمل درامي.


وأوضح حمدي أنه لا يوجد أي فارق بين القاهرة 30 والقاهرة قبل 25 يناير/كانون الثاني، من حيث الفساد والرشوة والمحسوبية والفقر وغياب العدالة الاجتماعية&S238;، لافتا إلى أن الرئيس السابق مبارك نجح في&S238; &S236;إفساد الحياة السياسية.


ورأى أن النظام السابق خلق أجيالا من الفاسدين أمثال "محجوب عبد الدايم" الذي قام بتجسيد شخصيته في فيلم "القاهرة 30"، معتبرا أن كل فاسد أو خائن لبلده هو محجوب عبد الدايم.


تنبأت بالثورة منذ 40 عامًا
وأكد الفنان المصري أنه تنبأ بالثورة منذ 40 عامًا لكنه لم يتنبأ بالشباب، مشيرا إلى أنه كان يراهن على الشعب المصري لأنه لا يمكن أن يتحمل العيش طويلا تحت القهر والذل والاستبداد.


واعتبر أحمد أن تفاوت الأجور هو المحرك الرئيسي لثورة 25 يناير، في ظل حصول فنانين على 15 مليون جنيه ولاعبي كرة قدم على الملايين سنويا، في المقابل لا يجد شباب الجامعات وظائف على الرغم من أن عائلاتهم عانت من أجل تعليمهم.


وأوضح أن المغالاة في الأجور التي عاشها المجتمع المصري مؤخرا فكرة صهيونية، وأن ما حدث من فساد ومحسوبية كان مخططًا لهدم مصر، وشارك فيه للأسف مصريون من أجل تحقيق مصالحهم الضيقة.



اعتقلت لمدة شهرين
وكشف أحمد أنه عانى خلال فترة النظام السابق بسبب مواقفه السياسية المعارضة؛ حيث أنه مُنع من التمثيل بقرار من صفوف الشريف عندما كان يتولى منصب وزير الإعلام، لافتا إلى أنه اضطر في هذا الوقت للهجرة خارج مصر حتى يوفر النفقات لأسرته.


وأشار إلى أنه عمل في السياسة خلال فترة شبابه، وشارك في المظاهرات ضد الملك فاروق، لافتا إلى أنه تعرض للاعتقال لمدة شهرين تعلمت فيهما حب القراءة وعرفت جيدًا معنى الحرية والعدالة الاجتماعية.