أعلن مصدر بالجيش الليبي أمس أن القوات المسلحة الليبية الموالية للزعيم معمر القذافي أخلت بلدة البريقة النفطية في شرق البلاد من الثوار الذين يطلق عليهم النظام الليبي اسم العصابات المسلحة.
و ذلك بعد أن نجحت القوات الموالية للقذافي في دحرهم من مدينة العقيلة. كان الطيران الليبي- قبيل ذلك بساعات- قد شن غارتين جديدتين علي نقطة تفتيش للثوار في مدينة العقيلة علي خط الجبهة بين الطرفين.وقد أجبر القصف الجوي الثوار علي التراجع إلي الوراء حيث نقلوا عشرات الآليات من العقيلة نحو البريقة التي أضحت مدينة أشباح بعد أن هجرها سكانها. و في مصراتة,تواصل الكتائب التابعة للقذافي هجومها للسيطرة علي المدينة التي تعد آخر أكبر معاقل الثوار في غرب ليبيا. وقدتصدت قوات من المعارضة لرتل عسكري كان يحاول التقدم نحو وسط المدينة,حيث تمكنت من إعطاب أربع دبابات بحسب إفادات شهود عيان.
وقال احد المقاومين في مصراتة ان تمردا ادي الي ابطاء فرقة يقودها خميس نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لدي تقدمها الي مصراتة امس الأول مع انضمام 23 جنديا الي المقاومين الذين يسيطرون علي المدينة.من ناحية أخري, يبحث رشيد كاليكوف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مع مسؤولين ليبيين في طرابلس سبل تقديم الإغاثة الإنسانية للمدنيين المتضررين من الصراع الدائر حاليا في البلاد.
و قال خالد الكعيم وكيل وزارة الخارجية الليبية إن الفريق التابع لكاليكوف سيزور المستشفيات ويكون فكرة عن مخزونات المواد الغذائية والأدوية, مؤكدا أن هذه المخزونات تكفي ستة أشهر فقط. علي صعيد التحركات الدولية بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا, أحجم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن اتخاذ قرار بالموافقة علي عمل عسكري ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
وكان قادة الاتحاد قد طالبوا القذافي بـالتخلي الفوري عن السلطة واعترفوا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار في ليبيا, ووصفوه بأنه المحاور السياسي وتعهدوا بـدراسة جميع الخيارات المتاحة في حال عدم توقف الهجمات ضد المدنيين.
لكن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله قد حذر في جلسة عصف ذهني مع نظرائه الأوروبيين في مدينة جودولو المجرية من أن فرض حظر جوي أو أي نوع من التدخل العسكري يمكن أن يساء تفسيره علي أنه حملة صليبية ضد شعب مسلم. وقال فيسترفيله لا نرغب في الانزلاق إلي حرب في شمال أفريقيا. ولا أعتقد أنه من الصواب أن تتحدث أوروبا بشأن دول أخري, بدلا من تلك الدول.
وأكد وزير خارجية مالطا تونيو بورج الذي ترتبط بلاده بعلاقات وثيقة مع ليبيا - أن هناك ترددا فيما يتعلق بالعمليات العسكرية, خاصة إذا لم تكن مدعومة من الأمم المتحدة.
و في أول رد فعل من جانبها علي تأييد وزراء الخارجية العرب لفرض حظر جوي علي ليبيا, قالت واشنطن إن هذا الإجراء يعد خطوة مهمة في الوقت الذي واصلت فيه القوات الحكومية المدعومة بالدبابات والطائرات الحربية القتال لإخراج قوات المعارضة من معاقلها.
وقالت واشنطن التي ستقوم بدور رائد في فرض أي منطقة لحظر الطيران إن هذا القرار كثف من الضغوط علي القذافي لكنه لم يصل إلي حد الالتزام بالعمل العسكري ولم يقدم اقتراحا بعقد اجتماع سريع لمجلس الأمن الدولي. لم يتضح ما إذا كانت دعوة الجامعة العربية لفرض منطقة حظر الطيران ستكون تأييدا إقليميا صريحا يحتاج إليه حلف شمال الأطلسي لاتخاذ عمل عسكري لكبح جماح القذافي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إنه مهم جدا.وذكر دبلوماسيون في نيويورك أنهم لا يمكن أن يستبعدوا عقد اجتماع لمجلس الأمن في مطلع الأسبوع للتصويت حول هذه المسألة لكنهم قالوا إنه غير مرجح.
علي صعيد متصل, نفي الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمنية ما تناولته قناة الجزيرة الفضائية من أنباء وصفها بأنها مضللة زعمت فيها تحفظ اليمن علي قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بدعوة مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي علي ليبيا.
وأكد القربي أن تلك الأنباء عارية عن الصحة تماما, وأن اليمن مع الإجماع العربي, وقال إن التحفظ علي هذا القرار كان من قبل سوريا والجزائر واللتين أعربتا عن مخاوفهما من أن يسمح هذا القرار بتدخل عسكري في ليبيا من قبل الغرب.