في أسوأ كارثة نووية تشهدها اليابان حاليا منذ إلقاء القنبلتين النووتين علي هيروشيما ونجازاكي إبان الحرب العالمية الثانية عام1945, أكد يوكيو إدانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أمس وقوع انفجار وتسرب اشعاعي في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.
وهى تابعة لشركة طوكيو الكتريك باورتيبكو-التي تقع بإقليم فوكوشيما الياباني. وذالك جراء الزلزال الذي ضرب اليابان أول امس وبلغت قوته 8.9 درجات. و تضاربت الأنباء حول التسرب الإشعاعي بعد تصريحات إدانو حيث أعلن مسئولو وكالة الأمان النووي اليابانية أنهم لا يعتقدون أن محطة فوكوشيما1 النووية تعرضت لأي ضرر بالغ حيث رجحوا عدم حدوث تسرب إشعاعي. وأعلنت وكالة' جي جي برس' اليابانية من جانبها ان الحكومة الاقليمية تلقت اوامر من حكومة رئيس الوزراء ناوتو كان بتوسيع نصف قطر منطقة الاخلاء حول محطتي فوكوشيما1 و2 النوويتين إلي 20 كيلومترا, حيث تقع المحطتان علي بعد 150 كيلومترا شمال طوكيو.
كما نقلت وكالة' كيودو' اليابانية للأنباء عن هيئة السلامة النووية اليابانية قولها إن مستويات الاشعاع بالقرب من المحطتين تراجعت بعد ارتفاعها في أعقاب انفجار في محطة فوكوشيما1. وفي هذا الصدد, عبر ايان هور ليسي مدير الاتصالات بالجمعية النووية العالمية, وهي هيئة صناعية تتخذ من لندن مقرا لها, عن اعتقاده بأن الانفجار الذي وقع في المحطة النووية لانتاج الطاقة الكهربية باليابان سببه اشتعال غاز الهيدروجين مشيرا الي انه ليس بالضرورة ان يقترن هذا الانفجار بتسرب نووي. وأضاف ايان هور ليسي عقب انفجار المفاعل باليابان قوله, ان من الواضح انه انفجار هيدروجيني نجم عن اشتعال غاز الهيدروجين. واذا اشتعل غاز الهيدروجين عندئذ يكون قد استنفد ولا يمثل أي خطر آخر.
وقد أصيب أربعة أشخاص عقب الانفجار الذي وقع بمحطة الطاقة النووية استنادا إلي بيانات شركة "تيبكو" القائمة على تشغيل المحطة.
ووصفت الاذاعة العامة اليابانية "ان اتش كيه" عن متحدث باسم الحكومة الموقف بأنه ينطوي علي خطورة شديدة ولكنه دعا اليابانيين الي الهدوء. وفي الوقت ذاته, ذكرت وكالة السلامة النووية اليابانية ان فنيين يعملون بسرعة لخفض مستوي الضغط في المفاعلات لمنع تسرب المزيد من المواد المشعة الي خارجها بعدما اصيبت محطة الطاقة النووية بأضرار بالغة حيث اعلنت محطة إن.إتش.كيه اليابانية التليفزيونية ان احد المباني الاربعة في محطة فوكوشيما1 دمر جراء انفجار. وقد تفاقم الوضع في المفاعل النووي بعدما تعطلت أنظمة التبريد به بسبب انقطاع التيار الكهربائي عقب الزلزال وإعلان لجنة الأمن النووي في اليابان اكتشاف مادة السيزيوم المشعة بالقرب من محطة فوكوشيما مشيرة إلي إمكانية حدوث انصهار نووي داخل المفاعل. وفي سياق متصل, قالت وسائل الاعلام اليابانية ان الإنفجار تسبب في انهيار سقف مفاعلفوكوشيما النووي مما يثير أيضا مخاوف من انصهار كارثي عند المحطة النووية حيث عرض التليفزيون الياباني لقطات لأبخرة تتصاعد من المحطة. ومن جانبها طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا من السلطات اليابانية تزويدها بشكل عاجل بمعلومات عن الانفجارالذي وقع بمفاعل فوكوشيما النووي. وفي غضون ذالك, أعلن مركز المسح الجيولوجي الأمريكي أمس أن اليابان تعرضت إلي 180 تابعا زلزاليا حتي الآن عقب الزلزال العنيف الذي ضرب الساحل الشمالي الشرقي للبلاد مؤكدا ان قوة هذه التوابع الزلزالية تتراوح بين 4.9 درجة و 7.9 درجة علي مقياس ريختر.
و قد حذرت اليابان في وقت سابق أمس من حدوث انهيار في المفاعل النووي الذي تعرض لاضرارعندما ضرب الزلزال وامواج مد ساحلها الشمالي الشرقي. كما أكد خبراء ان اي تهديد بتسرب اشعاعي واسع النطاق يمكن احتواؤه طالما ان الغلاف الخارجي للمفاعل سليم. وتقدر تقارير اعلامية ان ما لا يقل عن 1300 شخص ربما يكونون لقوا حتفهم جراء اكبر زلزال علي الاطلاق يسجل في اليابان ثم امواج مد عاتية يبلغ طولها عشرة امتار.
وكشف التليفزيون الياباني عن الحجم الكامل للاضرار التي نجمت عن الزلزال وأمواج المد العملاقة التي تسبب فيها هذا الزلزال واكتسحت كل شيء في طريقها في مدن وقري. وذكرت وكالة كيودو اليابانية للانباء انه كان يمكن سماع اصوات اشخاص مدفونين تحت الانقاض وهم يطلبون النجدة في واحدة من اكثر المناطق السكنية تضررا. وفي طوكيو نام موظفون تقطعت بهم السبل في المدينة بعد ان ادي الزلزال الي توقف شبكة مترو الانفاق بجوار المشردين في احدي المحطات. ورقد عشرات الرجال الذين كانوا يرتدون حللا علي صحف مستخدمين حقائبهم كوسائد. وقالت كيودو ان 116 الف شخص علي الاقل في طوكيو لم يتمكنوا من العودة الي منازلهم مساء امس بسبب تعطل حركة النقل. وذكرت وكالة جيجي ان مدينة كيسينوما الواقعة في شمال شرق اليابان شهدت حرائق علي نطاق واسع كما ان ثلث المدينة اصبح تحت الماء. واضافت ان النار اشتعلت في المطار في مدينة سينداي التي يقطنها مليون نسمة.
وقد حذرت شركة طوكيو إلكتريك باور اليابانية من أن اليابان تواجه مخاطر انقطاع التيار الكهربي نتيجة لأضرار لحقت بشبكات الكهرباء. ودعت الشركة المؤسسات والسكان لاستخدام بدائل للكهرباء
ومن جانب آخر, ذكرت وكالة كيودو ان الساسة اليابانيين سارعوا باعداد ميزانية طارئة لتمويل جهود الاغاثة بعد ان طلب رئيس الوزراء منهم انقاذ البلاد.