كتب - محمود أحمد:
 
لم يمر سوى 4 أيام على زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة، وبدأت أزمة ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين تتفاقم يومًا بعد الآخر، وصولًا إلى مظاهرات اليوم الجمعة في عدد من محافظات الجمهورية تحت اسم "جمعة الأرض".
 
الأزمة التي خلفتها اتفاقية ترسيم الحدود بين الدولتين الشقيقتين والتي بموجبها تصبح جزيرتي "تيران وصنافير" في خليج العقبة تابعتان للمملكة العربية السعودية، أخذت منحى آخر، واتهامات متبادلة بالحديث عن وجود "رشاوي" منحتها المملكة للسلطة المصرية وكبار المسؤولين في الحكومة كـ"مكرمة" من خادم الحرمين مقابل التنازل عن الأرض، وهو ما نفاه السفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان وتم استبعاده أيضًأ من الجانب المصري.
 
ذلك الحديث الذي تم تداوله في القنوات وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أعلنه أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ورئيس مجلس إدارة قناة الشرق، التابعة لتنظيم الإخوان والتي تبث برامجها من الدولة ذاتها، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بنشره وثيقتين أرجع ملكيتهما للسفارة السعودية بالقاهرة.
 
وهو ما أكده في برنامج "مع معتز"، المذاع عبر قناة "الشرق"، أمس الخميس، وقال "نور"، إن الوثيقتين دليل على ما اعتبره "رشوة سعودية للسيسي ورجاله" - على حد قوله - وهدايا باهظة الثمن مُنحت لكبار المسؤولين المصريين.
 
وزعمت الوثيقتين الممهورتان بتوقيع سفير المملكة بالقاهرة أحمد القطان، حصول الرئيس عبدالفتاح السيسي على ساعة "رولكس" بقيمة 300 ألف دولار أمريكي، وأخرى بقيمة 190 ألف دولار للدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، وثالثة بنفس الثمن لرئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وساعات أخرى لأعضاء مجلس النواب، وعدد من الصحفيين والعاملين بمؤسسة الرئاسة.
 
تلك الوثائق التي تعد اتهام صريح للمملكة العربية السعودية، وسفارتها بالقاهرة بتقديم "رشاوى" لكبار المسؤولين في السلطة المصرية - بحسب ما جاء على لسان - السفير أحمد القطان، والتي دفعته إلى سرعة التحرك والرد بأن تنظيم "الإخوان" يشن هجومًا حادًا على المملكة، بقيادة أيمن نور، السياسي الموجود بتركيا، مهددًا في الوقت ذاته بملاحقته قضائيًا وكل من يروج "الأكاذيب" على المملكة وأشقائها من الدول العربية بهدف تعكير علاقتها بهم.
 
وقال القطان - في اتصال هاتفي مع الإعلامي تامر أمين، ببرنامج "الحياة اليوم" - مساء الخميس: "سوف أسعى بكل قوة لمقاضاة هذا الرجل، الذي اسمه أيمن نور، ولن أتوانى عن مقاضاته حتى لو كان متواجدا في تركيا، فسوف أقاضيه هناك".
 
وأضاف السفير السعودي: "هذه الوثائق الكاذبة أولا إساءة بالغة لي، وإساءة للعلاقات المميزة بين المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، وكبار المسؤولين في مصر"، كاشفًا دلالة "تزوير" الوثيقتين، بقوله: "أنا لا أستخدم لفظ الجلالة، ولا يمكن أن أخاطب رئيس الديوان الملكي بلفظة (معالي) ثم (سعادة)، كما أنني لا أخاطب رئيس الديوان الملكي على الإطلاق، ومخاطبتي فقط هي لوزير خارجية المملكة، فالقافلة تسير إلى منتهاها، فدعهم يفعلون ما يشاؤون".