بعد 26 عاما، منذ أن طُرحت فكرة إنشاء جسر برى، يربط بين مصر والسعودية، أثناء زيارة الملك فهد بن عبدالعزيز لمصر عام 1988. عادت الفكرة التي ظن الجميع أنها ماتت، لتخرج إلى النور مجددا، بعد أن اتفقت مصر والسعودية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، والملك سلمان بتوقيع اتفاقية لتنفيذ المشروع. المفاجأة طالت أيضا الأكاديميين والتنفيذيين الذين ظنوا أنه لن ينفذ وكان في مقدمتهم الدكتور إبراهيم الدميرى، وزير النقل الأسبق وصاحب الدراسات وحلم تنفيذ المشروع.

الدكتور الدميرى الذي تولى حقيبة النقل مرتين في 1999 وأشرف على إنشاء كوبرى السلام المعلق، وفى عام 2013 زار موقع الجسر وكانت معه «المصرى اليوم» في أكتوبر من نفس العام وهناك قال «نستطيع» أن ننفذه بسهولة.

«المصرى اليوم» توجهت إليه في مكتبه في الجامعة الألمانية، بالتجمع الخامس لنفاجأ بأنه يجلس في مدرج 11 بين الطلبة يستمع إلى محاضرة عن أهمية gps في النقل البرى والبحرى، وجلسنا لمدة 45 دقيقة نستمع إلى المحاضرة المشوّقة، وبعد أن انتهينا توجهنا إلى مكتبه وبدأنا الحديث عن حلمه الأول الذي تحقق وفى انتظار تحقيق الحلم الثانى، وهو دخول مصر عصر القطارات المكهربة أسوة ببقية دول العالم، وقدم لـ«المصرى اليوم» نسخة من الدراسات والتصميمات الأولية لمشروع الجسر البرى، بالإضافة إلى رؤيته المتكاملة لكيفية تنفيذ مشروع ربط آسيا بأفريقيا من خلال مصر والسعودية ومدة وتكاليف المشروع.

■ ماذا عن الأسباب الحقيقية التي تسببت في توقف المشروع وهل هي أسباب سياسية أم اقتصادية؟

- عندما طرحت الفكرة في الماضى، كان يلزمها تنسيق جيد مع القيادة السياسية في مصر والمملكة العربية السعودية، مصر مرت بظروف مختلفة منذ فترة حرب 67 مرورا بثورة 2011 وهذه الحقب شهدت تقلبات في العلاقات المصرية السعودية، منها الإيجابى ومنها السلبى، الأمر الذي جعل متخذ القرار في مصر، يرجئ الحديث في هذا الموضوع، كما أننى كنت كل ما أعرض الأمر على الجانب السعودى، يقولون لى «لسه ما تمش تنسيق»، وتذكر يوم ما تفقدت موقع الجسر في أكتوبر 2013، وزرنا الموقع وكان معنا اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وكنا سعداء جدا عندما شاهدت الموقع على الطبيعة فقلت سهل جدا أن يتم تنفيذه، لكن فوجئت بالجانب السعودى يصدر بيانا أنه لم يتم التنسيق وهو اختلط عليه الأمر بين الزيارة الميدانية وأننا سننفذ.

■ كيف تم تحديد المسارات الثلاثة؟

- تمت الاستفادة من جزيرة تيران، في وضع المسارات المناسبة لجسم الكوبرى، بهدف تقريب المسافة بين جنوب سيناء، وشمال تبوك، تواجد جزيرتى تيران وصنافير أعطانا الفرصة لكى نقلل مسافة الكوبرى، وعندما تم الاتفاق بين الرئيس السيسى وخادم الحرمين، على إنشاء هذا الكوبرى بدأت أدرس المسارات المناسبة، بدأت أدرس وأختار المسارات الثلاثة، لتحديد الأمثل، ولكى يتم تحديده وضعت في اعتبارى مجموعة من المعايير، منها: وجود خط سكة حديد على الكوبرى، لأن المملكة بدأت في إنشاء شبكة قطارات فائقة السرعة، وهذا يمثل حلما بالنسبة لنا، ونسير في تنفيذه.

■ الطموح كبير يتناسب مع المشروع، لكن هناك تحديات تواجه المشروع وفى مقدمتها إسرائيل، هل تعتقد أنها لن تعترض؟

- أولا هذا الجسر لن يضر إسرائيل بأى شكل من الأشكال، إسرائيل يهمها أن الملاحة الداخلة لميناء العقبة لا تعوقها أي معوقات، نحن في تصميمنا راعينا أن يرتفع عن سطح المياه ويرتفع عن سطح المجرى الملاحى الدولى في خليج العقبة 75 مترا، وإحنا عاملينه فوق كوبرى السلام فوق قناة السويس 70 مترا بيسمحوا بمرور أكبر سفن عملاقة للحاويات ومرور بعبور حاملة الطائرات الأمريكية ويوم ما أخذنا في اعتبارنا تنفيذ الكوبرى، وكنت وقتها وزيرا للنقل وضعنا هذا في اعتبارانا أننا لا نعيق حركة الملاحة العلمية، وهو أعلى كوبرى في العالم فوق سطح الماء، ولكنجسر الملك سلمان سيكون ارتفاعه 75 مترا، ونسعى للاستفادة من الـ5 أمتار في تمرير أنابيب الماء والغاز والكهرباء والفايبر أوبتك، لزيادة شبكة اتصالات الربط بين مصر ودول الخليج وتقوية الشبكات، كل هذا سيحقق عوائد على الهيئة المشتركة المصرية السعودية التي ستدير هذا المشروع بعد تشغيله إن شاء الله، لهذا أقول إن هذا المشروع سيسترد تكلفة إنشائه في أقل من 10 سنوات من خلال عوائد البترول والغاز والكهرباء ورسوم عبور الشاحنات والركاب والقطارات.

■ ما هو الشكل الأمثل في تنفيذ المشروع؟

- لابد من تكوين تحالف مشترك منذ البداية، هذا عمل مشترك وباتفاق بين قيادتين سياسيتين ولابد أن يتم هذا العمل المشترك بصورة مشتركة من الجانبين من مجموعة على أعلى مستوى من الدولتين تشكل لجنة فنية للبدء في الإعداد لهذا المشروع الكبير لإدارته والإشراف على تشغيله في المستقبل إذا كان سيتم بتمويل كامل من الدولتين الشقيقتين، أما إذا طرح بنظام BOT فسيمنح ذلك المستثمر الرئيسى أو مجموعة المستثمرين، حق إدارة المشروع.

■ الأفضل للمشروع أن الدولتين تقومان بإنشائه وإدارته أم بنظام حق الانتفاع؟

- أكيد الدولتان لو قامتا بإنشائه وإدارته سيكون الأفضل، مع تشكيل اللجنة الفنية المتخصصة مع طرح المشروع على استشاريين عالميين متخصصين في تصميم «الكبارى الملجمة» ذات الأطوال الكبيرة وفى نفس الوقت بعد أن يقوم الاستشارى بإعداد الدراسات والرسومات التنفيذيه يتم طرحه على الشركات الكبيرة العالمية المتخصصة، لأن الأجزاء التي فوق سطح المياه تحديدا، يفضل عملها من خلال الشركات العالمية التي لديها سابق خبرة في هذا المجال.

■ لماذا؟

- الجزء المعلق يحتاج تكنولوجيا في الاستخدام عالية جدا، لا تتوافر في الشركات المصرية، خاصة أن الأعمدة الخاصة بهذا الجزء سيتم تثبيتها تحت الماء، وهذه لها تكنولوجيا عملاقة، لذلك فإن اختيار الاستشارى لتنفيذ هذا المشروع لابد أن يكون اختيارا دقيقا جدا، ولديهم سابقة خبرة في هذه الأعمال.

■ ما هي الدول التي لديها خبرة في هذا النوع من الكبارى؟

- اليابان وأمريكا، فالأولى ساهمت في تنفيذ مشروع كوبرى السلام، بقرض قيمته 600 مليون دولار.

■ لكن الشاحنات اشتكت من الارتفاع الكبير لكوبرى السلام؟

- غير حقيقى لأننا صممنا ارتفاع كوبرى السلام بمستوى انحدار 4%، وهذا انحدار مناسب جدا، عندنا طرق برية مستوى الانحدار بها 5 و6%، لكن كوبرى الملك سلمان، سيتم تصميم الانحدار بنسبة 1% بسبب إنشاء السكة الحديد ولا أستطيع أن أزيد أكثر من 1% وتقليل نسبة الانحدار جعل الكوبرى يزيد من 20 كيلو مترا إلى 36 كيلو مترا.

■ هل هناك كبارى معلقة مماثلة للجسر البرى تم تنفيذها في العالم؟

- كثير، أكبر كوبرى معلق في العالم موجود في اليابان بطول 1991 مترا فوق سطح الماء بدون دعامات، وعندنا سيكون أقل من ذلك.

■ دائما الشعاب المرجانية هي السبب الذي يعلن في عدم تنفيذ هذا المشروع، هل هناك حل لهذه المشكلة؟

- عندما رجعت إلى الخريطة البحرية حددت أماكن الشعاب المرجانية بالكامل، وتفادينا أي أعمال صناعية عليها، أو أعمدة لأنها تحتاج ألف عام لكى تنمو مرة أخرى إذا حصل لها تدمير، لذلك فأنا بدأت تصميم الكوبرى بحيث يبعد عن مدخل البحر بـ 7 كيلو ومرتفع بـ 75 مترا فوق المجرى والشعاب المرجانية، وهذه ثروة لاتعوض، ولها نصيب في السياحة العالمية في سياحة الغوص تحديدا.

■ السبب الثانى هناك تخوفات سياحية من تأثير الجسر على مدينة شرم الشيخ كمنتجع سياحى عالمى؟

- خلال التصميمات وضعت الجسر بعيدا عن شرم الشيخ بحوالى 50 كيلو مترا وسينزل على الدائرى، وممتد 10 كيلو مترات داخل سيناء، بمعنى أن جسم الكوبرى على خليج العقبة ممتد 10 كيلو مترات، نحن بعيدون عن شرم الشيخ، وفى نفس الوقت ربطه بشبكة الطرق، فرصة لتنمية هذه المنطقة، لاسيما أن من شرم حتى دهب لا توجد تنمية، في وجود هذا المشروع ستتم تنمية منطقة الجنوب سيناء وشمالها، وخلال 10 سنوات ستكون سيناء مثل الدلتا، وعندنا جامعة الطور التي يقوم الملك سلمان بوضع حجر أساسها، فسيكون لسيناء شكل آخر؟

■ كم تبلغ تكلفة الجسر؟

- ستتراوح ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار.

■ كثيرون يجهلون حقيقة هذا الجسر.. نريد شرحا تفصيليا له؟

- هو جسر يربط بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية بطول حوالى 26-30 كيلومترا يبدأ من شمال مدينة رأس نصرانى المصرية القريبة من مدينة شرم الشيخ ليصل إلى الشاطئ الشرقى لمنطقة رأس الشيخ حميد شمال ميناء ضبا – تبوك شمال السعودية، مرورا بجزيرة تيران بالبحر الأحمر؛ وسيختصر هذا المشروع العملاق زمن الرحلة من مصر إلى السعودية إلى حوالى 30 دقيقة ويعتبر أول محور برى في العصر الحديث يربط مباشرة قارتى أفريقيا وآسيا عبر الأراضى المصرية.

■ ماذا عن نتائج الدراسات الأولية للمشروع؟

- كشفت الدراسات عن عدد من الحقائق تتمثل في أن التكلفة الابتدائية للمشروع تبلغ نحو 3 مليارات دولار ومدة التنفيذ حوالى 3 سنوات، ويمكن استرداد تكلفة المشروع في مدة زمنية تقدر بـ 10 سنوات بالمقارنة بالمشروعات المماثلة التي قد تصل فيها المدة الزمنية لاسترداد التكلفة إلى 40 سنة.

■ ما هي الفوائد الاقتصادية والسياسية التي ستعود على الدولتين بعد تنفيذ وإنشاء هذا الجسر؟

- يساعد إنشاء الجسر البرى على إيجاد رابط اقتصادى قوى بين دول المشرق والمغرب العربى وزيادة فرص الاستثمار الخليجى بشكل عام في مصر، زيادة فرص التبادل التجارى بين الدول العربية، بالإضافة إلى تشجيع الدول الخليجية على إقامة صناعات مختلفة على الأراضى المصرية لتوافر الأيدى العاملة الرخيصة وإعادة نقل المنتج إلى الدول الخليجية أو تصديرها إلى الدول الأفريقية وأيضا تسهيل نقل الحجاج المصريين والعرب من دول المغرب العربى إلى الأراضى السعودية، والمساعدة في تغيير القوام الاقتصادى في مصر والسعودية في إنشاء مناطق جذب للإعمار على مسار الجسر وخلق تجمعات سكانية بهذه المناطق.

■ كيف نسترد تكلفة إنشاء الجسر أو الكبرى بالتفصيل التي ستصل إلى 4 مليارات دولار؟

- أولا: تصدير البترول السعودى للأسواق الأوروبية حيث إنه يمكن استخدام الجسر المزمع إنشاؤه في عبور خطوط أنابيب البترول من السعودية على جسم الجسر إلى داخل سيناء بالأراضى المصرية عابراً قناة السويس ليصل بخط الأنابيب المصرى (سوميد) ومن ثم يتم تصدير البترول إلى الأسواق الأوروبية عن طريق ميناء سيدى كرير غرب الإسكندرية.

مع العلم أن ما يتم تصديره يومياً من البترول السعودى إلى الأسواق جنوب أوروبا لا يقل عن مليون ونصف برميل/ يوميا وفى حالة تصديره عبر خطوط الأنابيب السابق ذكرها سوف يتم توفير مليون ونصف دولار/ يوميا.

وأن خطوط أنابيب البترول التي ستمر فوق الجسر إلى خط سوميد المصرى ليصدر من الإسكندرية سوف يتم تحصيل رسوم مرور عليه وبالتالى لا تفقد مصر الرسوم المستحقة عند المرور من قناة السويس.

وبهذا يمكن الاستغناء عن ناقلات البترول العملاقة والتى تزيد حمولتها على 150 ألف طن والتى لا تستطيع عبور قناة السويس لعمق الغاطس.

ثانيا: خطوط لأنابيب الغاز يمكن أيضا مدها من الأراضى السعودية معلقة في جسم الكوبرى ويتم تصديرها إلى جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

ثالثا: مد خطوط كهرباء لربط شبكة الكهرباء في مصر بشبكة الكهرباء في المملكة العربية السعودية والتصدير منهما إلى كل من الأردن ولبنان والعراق وسوريا.

رابعا: مد خطوط Fiber Optic لتقوية وربط شبكات الاتصالات في الجزيرة العربية ودول الخليج مع مصر وشمال أفريقيا.

خامسا: رسوم العبور الخاصة بالحجاج والمعتمرين والسياح والعاملين بدول الخليج.

سادسا: رسوم العبور للشاحنات والبضائع والتى سوف تتعاظم بين دول المشرق والمغرب العربى.

وسوف يؤدى تنفيذ المشروع إلى توفير فرص عمل كثيرة لشركات المقاولات من الدولتين من خلال التعاون مع الشركات العالمية المنفذة للمشروع أو من مشاريع المقاولات من الباطن في مراحل تنفيذ المشروع المختلفة.

■ كم يبلغ عرض الكوبرى وهل ستكون حارات السيارات منفصلة عن القطار؟

- يفضل أن يكون القطاع العرضى للجسر بعرض إجمالى 36 مترا كما هو مبين في الشكل المرفق موزعة كالآتى: ثلاث حارات مرور في كل اتجاه بعرض الحارة الواحدة 3.75 متر وفى منتصف الجسر مسار لخط سكة حديد مزدوج بعرض إجمالى قدره 11.30 متر يسمح بمرور قطارات سريعة تصل سرعتها فوق الجسر إلى 250 كم/ الساعة وقبل وبعد الجسر إلى 350 كم/ الساعة لتربط بشبكة القطارات فائقة السرعة التي بدأت المملكة العربية السعودية في تنفيذها وبخطوط القطارات السريعة التي من المخطط تنفيذها في مصر ومع وجود خط سكة حديد فوق فإن الميول الطولية للجسر يجب ألا تزيد على 1% بأى حال من الأحوال مع اختيار أنصاف أقطار للمنحنيات للجسر كبيرة مما سوف ينجم عنه زيادة ملموسة في طول الجسر الكلى بالمقارنة لو اكتفى بأن يكون جسرا علويا فقط للمركبات والسيارات ويجب تنفيذ خطى السكة الحديد مع تنفيذ كامل جسم الجسر حتى لو لم يتم استكمال توصيل شبكة السكة الحديد للبلدين بمداخل ومخارج الجسر لأنه من الصعب جدا تنفيذ خطى السكة الحديد فوق جسم الجسر بعد عدة سنوات من افتتاحه.

■ ما هي البدائل التخطيطية الابتدائية المختلفة لجسر الملك سلمان التي قمت بوضعها؟

- قمت بوضع 3 بدائل أو 3 مسارات للتنفيذ وهى البديل الابتدائى الأول وهو الموضح باللون الأخضر: ويبلغ إجمالى طول الجسر حوالى 36 كيلومترا منها حوالى سبعة كيلومترات معلقة فوق المسطح المائى بارتفاع فوق سطح المياه 75 مترا في مسافة المجرى الملاحى الدولى الحالى في الجانب المصرى إلى جانب جزء من المياه الضحلة في الجانب السعودى بطول سبعة كيلومترات وبارتفاع يتراوح ما بين 50- 60 مترا فوق سطح المياه ويبلغ طول المدخل من سيناء حوالى سبعة عشر كيلومترا وطول المدخل في الجانب السعودى حوالى خمسة كيلومترات ويستمر الميل الطولى للجسر بما يوازى 1% من بدايته إلى نهايته وليصل طول الجسر الإجمالى إلى 36 كيلومترا. انظر مرفق شكل البديل الأول.

البديل الابتدائى الثانى وهو الموضح باللون الأحمر: ويبلغ إجمالى طول الجسر المقترح حوالى 38 كيلومترا منها حوالى 8500 متر فوق المسطح المائى وبارتفاع فوق سطح المياه بحوالى 75 مترا في مسافة المجرى الملاحى الدولى الحالى في الجانب المصرى إلى جانب جزء من المياه الضحلة في الجانب السعودى بطول حوالى سبعة كيلومترات وبارتفاع يتراوح ما بين 50- 60 مترا فوق سطح المياه ويبلغ طول المدخل من سيناء فوق سطح الأرض حوالى سبعة كيلومترات وطول المدخل في الجانب السعودى حوالى خمسة كيلومترات ونصف وليصل طول الجسر الإجمالى إلى 28 كيلومترا وبميل طولى لا يزيد على 1%. انظر مرفق شكل البديل الثانى.

البديل الابتدائى الثالث وهو الموضح باللون الأسود: ويبلغ إجمالى طول الجسر حوالى 30 كيلومترا منها حوالى 11 كيلومترا فوق المسطح المائى وبارتفاع 75 مترا فوق المجرى الملاحى الدولى الحالى في الجانب المصرى إلى جانب جزء من المياه الضحلة في الجانب السعودى بطول حوالى سبعة كيلومترات وبارتفاع يتراوح ما بين 50- 60 مترا فوق سطح المياه ويبلغ طول المدخل من سيناء فوق سطح الأرض حوالى سبعة كيلومترات وطول المدخل في الجانب السعودى حوالى خمسة كيلومترات ليصل طول الجسر الإجمالى إلى 30 كيلومترا وبميل طول واحد لا يزيد على 1%. انظر مرفق شكل البديل الثالث.

■ ما هو أفضل المسارات لتنفيذ المشروع؟

- يفضل اختيار تنفيذ البديل الأول بطول 26 كيلومترا لخفض التكاليف ولتميزه بمنحنيات دوران ذات أنصاف أقطار كبيرة.

■ ما هي مقترحاتك وآلية تنفيذ المشروع؟

- أولا: تشكيل لجنة فنية على مستوى عال من خبراء مصر والسعودية للإشراف والإعداد الجيد لمراحل تنفيذ المشروع وسرعة اتخاذ القرارات للبدء في وضع اليات لطرح المشروع على المكاتب الاستشارية المتخصصة أو شركات المقاولات العالمية أو المحلية والإشراف على مراحل التنفيذ المختلفة مع وضع اليات دقيقة وآمنة للصرف على مراحل تنفيذ المشروع المختلفة.

ثانيا: يجب أن يبدأ المشروع أولاً بدعوة عدد من المكاتب العالمية المتخصصة في تصميم الكبارى الملجمة فوق المجارى الملاحية الدولية والتى لها خبرة سابقة لابد من تقديمها وإثباتها في مرحلة تقديم نفسها.

ثالثا: يتم اختيار أفضل المكاتب الاستشارية العالمية التي يتم اختيارها من المرحلة الأولى وتسلم إليهم شروط الدراسة للمشروع لتقديم عروضهم الفنية والمالية والبرامج الزمنية لإعداد الرسومات التنفيذية والمواصفات والشروط الهندسية ودراسة الجدوى التي سوف تعود على مصر والسعودية من جراء تنفيذ هذا المشروع على أن يشمل عرضهم المالى والزمنى عرضاً آخر للإشراف على تنفيذ المشروع واختبارات الجودة المطلوبة والمدة المقترحة لتنفيذ المشروع.

رابعا: تشكل لجنة فنية ومالية مصرية وسعودية لاختيار المكتب الاستشارى الفائز الذي سوف يقوم بأعمال الدراسات الفنية للمشروع ويمكن أن يكون هناك مكتب آخر منفصل للإشراف على التنفيذ.

خامسا: بعد اختيار المكتب الاستشارى الفائز تشكل لجنة مشتركة مصرية سعودية للتعاقد مع المكتب الفائز وبدء مرحلة إعداد الرسومات التنفيذية للمشروع.

سادسا: فور تسلم اللجنة المصرية السعودية مستندات تنفيذ المشروع ومستندات طرحه كعطاءات على الشركات المنفذة تقوم اللجنة بطرح أجزاء مشروع جسر الملك سلمان والتى تمر فوق كافة المسطحات المائية على شركات عالمية متخصصة في تنفيذ الكبارى الملجمة. أما الجزء فوق سطح الأرض على الجانب المصرى فيطرح على الشركات المصرية المتخصصة والجزء فوق سطح الأرض على الجانب السعودى يطرح على الشركات السعودية المتخصصة أيضا على أن تكون الشركات الثلاثة المنفذة خاضعة لإشراف المكتب الاستشارى الذي سوف يشرف على جميع مراحل المشروع من بدايته وحتى نهايته.

■ هل عودة تيران وصنافير إلى السعودية سيسهل من تنفيذ المشروع أم سيصعب الموقف؟

- أهمية الرد الرسمى من مصر بملكية جزيرة تيران وجزيرة صنافير إلى المملكة العربية السعودية وأخذ موافقة مجلس النواب طبقا لنص الدستور على ذلك باعتبار ما تؤكده جميع الوثائق والمستندات التاريخية التي قامت المملكة منذ عام 1950 بإعطاء مصر حق استخدام الجزيرتين للقيام من خلالهما بحماية الأمن العربى في هذه المنطقة إلى جانب أن هناك معلومة هامة يجب أن يعرفها الجميع أن هناك فاصلا طبيعيا أرضيا يصل إلى عمق المياه البحرية في المجرى الملاحى الدولى بين شبه جزيرة سيناء وجزيرة تيران وهو فاصل بحرى طبيعى يرسم الحدود البحرية الطبيعية بين البلدين. لذا وجب التنويه بأهمية قيام الدولة المصرية بتوعية المصريين بهذه الحقائق لإسكات كافة الأصوات التي تعمل على إفساد العلاقة المصرية السعودية الناجحة والتى أثمرت عنها زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر واتفاقه مع السيد رئيس الجمهورية على العديد من المشروعات لخدمة التنمية ومشروعاتها في مصر.

■ ما هي التحديات الفنية التي تواجه تنفيذ المشروع؟

- أولا: الحفاظ على الشعب المرجانية من التدمير في مراحل تنفيذ الجزء المار فوق المسطح المائى للمشروع.

ثانيا: يجب دراسة الآثار البيئية المترتبة على المناطق السياحية في جنوب سيناء وعمل الدراسات الخاصة للحفاظ عليها وتنميتها.

ثالثا: نقص الموارد التي يتم تحصيلها سواء من العبور في قناة السويس أو ميناء نويبع من جراء تشغيل الجسر لنقل الركاب والبضائع والسوائل وخلافه ودراسة أساليب تعويضها من إيرادات تشغيل الجسر.

رابعا: وضع الأساليب والآليات التي تطمئن كافة دول الجوار والتأكيد بأنه لا ضرر ولا ضرار لأى طرف من الأطراف من تنفيذ هذا المشروع الحيوى والمهم للمنطقة.

خامسا: وضع الآليات والأساليب التي تحافظ وتؤمن وتصون المشروع بالصيانة المستمرة والدائمة منذ اليوم الأول لتشغيل الجسر.

سادسا: التمويل ويعتبر هذا الموضوع هاما جداً ويفضل فتح حساب في أحد البنوك بمبلغ 3 مليارات دولار التكلفة التقديرية للمشروع ويسحب منه بمعرفة اللجنة المصرية السعودية المشتركة والمشرفة على المشروع طبقا لمراحل التنفيذ ومستخلصات الشركات المنفذة. وإذا صعب ذلك فلا بديل إلا بطرح المشروع بنظام الـ B.O.T ثم تعود ملكيته للجانبين المصرى والسعودى بعد فترة زمنية محدودة يتم فيها استرجاع قيمة رأس المال الذي تم ضخه في المشروع مع نسبة هامش ربح يتفق عليها مع المستثمر الرئيسى أو مجموعة المستثمرين.

■ في النهاية كيف ترى مشروع الجسر البرى ورأيك في التنفيذ؟

- كل أملى طالما سيادة الرئيس وخادم الحرمين وافقا على المشروع أن يعطيانا دعما سياسيا في توفير المبلغ المطلوب واقترحت أن هذا المبلغ يتم وضعه في صندوق، يكون تحت تصرف اللجنة المصرية السعودية التي ستقوم بتنفيذ المشروع، وتبدأ في آليات وتنفيذ المشروع، حتى لا نفاجأ أثناء التنفيذ بعدم وجود التمويل وذلك حتى نستطيع تنفيذه في 3 سنوات، لأنه مشروع عملاق، وله معوقات عديدة وعاوز جهد كبير من الناس، وإذا لم يوجد تمويل من الدولتين فهناك طرح على المستثمرين فالنفعل ذلك وننطلق وأنا عندما كنت في الوزارة جاء إلى العديد من رجال الأعمال السعوديين تحدوا في هذا المشروع ويرغبون في التنفيذ، المهم أن يكون عندنا الضوء الأخضر.