أكد المخرج المصري خالد يوسف أنه لن يتعامل مع الفنانين الذين استخدمهم النظام السابق لاستعداء الشعب على ثوار 25 يناير لأنها جريمة لا تقل عن القتل، كما أنه قطع علاقته مع الفنانة غادة عبد الرازق بعد أن اتهمته بنشر الفتنة وإثارة الفوضى لمشاركته في الثورة.
وفي حين أكد أن أعماله الفنية إن لم تتغير 100% بعد الثورة فإنه سوف يتنحَّى من عمله مثل الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال يوسف –في مقابلة مع برنامج "360 درجة" على قناة الحياة الفضائية مساء الثلاثاء 8 مارس/آذار-: "إن قبول بعض الفنانين للظهور في وسائل الإعلام لتشويه صورة الثوار في ميدان التحرير واستعداء الشعب ضدهم جريمة لا تقل عن قتل الثوار، ولن أتعامل مرة ثانية مع هذه الشخصيات، سواء على الجانب الشخصي أو الفن".
وأضاف "بعض الممثلين خرجوا وأيدوا مبارك في بداية الثورة، وكانوا يساندون تولي ابنه السلطة، لكنهم بعد أيام عندما شعروا بأن الثورة ستنجح.. أيّدوا الثوار، ثم عادوا بعد خطاب مبارك الثاني خرجوا ليساندوه مرة ثانية، خاصةً أن خطابه كان عاطفيا".
وأوضح يوسف أن لحظة الانتصار تحتاج إلى لحظة تسامح كبرى لأننا بحاجة إلى جميع أبناء الوطن، إلا انه شدد في الوقت نفسه على أنه لا يستطيع أن يجبر أحدا على المصالحة، لكن أعتقد أن الشعب المصري ليس لديه شهوة الانتقام.
المشير والرئيس
وكشف المخرج المصري عن أن علاقته مقطوعة حاليا بالنجمة غادة عبد الرازق بسبب موقفها منه بعد مشاركته في ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنه تحدث معها هاتفيا خلال الثورة حتى يوضح لها أن مساندتها للنظام السابق خطأ، ويجب ألا تستمر على هذا الأمر.
وقال يوسف إن غادة اتهمته هو وثوار التحرير خلال المكالمة بأنه يثير الفتنة والفوضى في البلاد، موضحا أنها كان تفهم أن ذلك كان نابعا من خوفها من حالة عدم الأمن والأمان التي عاشها كل المصريين في الفترة الأخيرة، لكنه أكد أنه غضب من غادة لأن هذه المكالمة كانت شخصية بينهما، لكنها نزلت مظاهرة تأييد لمبارك وحكت خلالها المكالمة.
ونفي أن يكون شارك في ثورة 25 يناير بسبب خسارته لانتخابات نقابة السينمائيين الأخيرة، مشيرا إلى أنه غير متأكد من تدخل وزير الإعلام السابق أو النظام في خسارته، خاصة أنه منذ 30 عاما لم يقل أي تصريح مؤيد للنظام السابق.
وأكد المخرج المصري أن أعماله الفنية إذا لم تختلف 100% بعد ثورة 25 يناير فإنه يجب عليه التنحِّي عن عمله مثلما فعل الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرا إلى أنه يشعر بأنه وُلد من جديد وبفكر مختلف، كما أن تعاملاته مع الناس اختلفت.
وعن فيلم "المشير والرئيس" قال يوسف إنه لم يفكر في مصيره تماما حتى الآن، لافتا إلى أنه خان مهنته خلال الثورة تماما، وأنه مأخوذ بأحداثها وغير قادر على إخراج نفسه منها.
وأشار إلى أن التحفظ الذي كان موجودا في المجتمع خلال الفترة الماضية كان نتيجة الفساد الموجود الذي يعيش فيه الشعب، معتبرا أن الفترة المقبلة ستشهد صراعا لرفع درجة الحرية في الفكر والإبداع الفني، لكن ذلك لا يعني تقديم أفلام "بورنو" كما يتصور البعض.
وأبدى المخرج المصري تأييده لوضع دستور جديد للبلاد، خاصة أن الدستور القديم كان خاصا بالنظام السابق، ويضع كل السلطات في يد الرئيس.
وفيما يتعلق بالمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، أكد أنها مادة حساسة سواء كانت للمسلمين أو المسيحيين.
وأعرب عن تفاؤله بحدوث توافق أو صيغة ترضي المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لافتا إلى أنه طالب الإخوان المسلمين بأن يكون مرجعيتهم الحضارة الإسلامية بدلا من الدين الإسلامي.