الفيل والحبل الصغير وشباب ميدان التحرير
 كتب/ سعيد مندور
كنت أفكر ذات يوم في حيوان الفيل، وفجأة استوقفتني فكرة حيرتني وهي حقيقة أن هذه المخلوقات الضخمة قد تم تقييدها في حديقة الحيوان بواسطة حبل صغير يلف حول قدم الفيل الأمامية، فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص.. كان من الملاحظ جداً أن الفيل يستطيع وببساطة أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك!
شاهدت مدرب الفيل بالقرب منه وسألته: لم تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟ حسناً، أجاب المدرب: حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم لها نفس حجم القيد الحالي لنربطها به. وكانت هذه القيود - في ذلك العمر- كافية لتقييدها.. وتكبر هذه الحيوانات معتقدة أنها لا تزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها بل تظل على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيدها ولذلك هي لا تحاول أبداً أن تتحرر منه ، كنت مندهشاً جداً. هذه الحيوانات - التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة- تستطيع وببساطة أن تتحرر من قيودها، لكنها اعتقدت أنها لم تستطع فعلقت مكانها كحيوان الفيل، الكثير منا أيضاً يمضون في الحياة معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئاً وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك، أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح. حاول أن تصنع شيئاً.. وتغير من حياتك بشكل إيجابي وبطريقة إيجابية في حياتنا توجد كثير من القناعات السلبية التي نجعلها (شماعة للفشل) .. فكثيراً ما نسمع كلمة : مستحيل , صعب , لا أستطيع ... وهذه ليست إلا قناعات سلبية ليس لها من الحقيقة شيء .. والإنسان (الجاد) , (المتوكل على الله ) يستطيع التخلص منها بسهولة... سردت هذه الرواية البسيطة والمليئة بالمعاني، لكي نتعلم منها كيفية تغيير العادات السلبية إلى عادات إيجابية .. والتي انطلق منها ثورة 25 يناير ثورة الشباب الذي كنا نعتقد أنه شباب سلبي .. شباب النت والفيس بوك.. شباب الكافيهات والقهاوي .. شباب تخلص من كل السلبيات فقط عندما أراد أن يبادر بالإيجابية .. حول الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية لصالحه ولصالح وطنه وأمته .. وضرب أمثال وعلامات لشعوب أخرى تسيطر عليها القيود والسلاسل الحديدية.. ولكن أنا أقول ( عندما تريد أنت فتستطيع أن تفعل ما تريد ) عندما تريد أن تثبت قوتك ووجودك وحريتك ووطنيتك وترسم لك ولمن حولك ذلك فأنت قادر.. فلماذا لانكسر تلك القناعات السلبية بإرادة من حديد؟ ونشق من خلالها طريقنا نحو " القمة " .. والقمة قد جاءت بعد ثورة 25 يناير، ولكن هل نستطيع أن نحافظ على اعتلاء القمة ونصل بالوطن إلى بر الآمان؟؟!