ماذا لو فشل الاتفاق النووي بين إيران والغرب؟ ..هذا هو السؤال الذي حاول العديد من الأكاديميين والخبراء الإجابة عنه في ظل التصريحات الاخيرة لمسؤولي طهران بشأن انتهاك واشنطن للاتفاق.
وكان علي خامئنى -المرشد الاعلى للثورة الإيرانية- وحسن روحانى رئيس البلاد، قد عبرا عن رؤيتين متناقضتين للاقتصاد في كلمتيهما بمناسبة السنة الفارسية الجديده أمس؛ حيث دعا خامنئي للاعتماد على النفس، بينما روحاني على التعاون مع العالم.
وأضاف روحاني، أنه لا يري أي علاقة بين المفاوضات النووية ومبادئ وقيم الجمهورية الإيرانية، إنما يعود أمر المفاوضات إلى المصلحة فقط، بينما يقف خامنئي على النقيض من هذا الأمر؛ إذ يربط على الدوام بين المبادئ والمفاوضات، وهو ما تم الكشف عنه خلال هجوم المقربين من خامنئي على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد سيره مع نظيره الأمريكي جون كيري، خلال جولة المفاوضات الـ 12 التي أقيمت في جنيف، وهو ما يوعز الربط بين المبادئ والتفاوض.
أستاذ في الاجتماع السياسي: الاتفاق يشمل الدول الست أيضا
وتعقيبا على هذا الأمر، وردا على سؤال "التحرير" حول احتمالية فشل الاتفاق النووي، أكد الدكتور سعيد صادق -أستاذ علم الإجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية- أن الإتفاق ليس فقط بين أمريكا وإيران بل يشمل الدول الست، مضيفا أن لهذا الإتفاق بعد استراتيجى وإقليمى، لذا فهذا الاتفاق ليس مع طرف بعينه وهذا هو الضمان بالنسبه للمجتمع الدولى وأيضا وكاله الطاقة النووية.
وعلى الصعيد التاريخى أوضح "صادق" أن فى عام 2009، بدأت الاستراتيجيه الأمريكية تتغير عندما بدءت واشنطن تعتمد فى سياستها على تركيا وإيران وإسرائيل، وذلك نظرا لما تمثله هذه الدول من أهمية ومحور هام لتمرير أجندتها فى منطقة الشرق الأوسط، وأيضا لضعف منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى.
خلافات طهران الداخلية لن تؤثر على الاتفاق
وأضاف أن ما يثار حول الخلافات الداخليه فى إيران بشأن هذا الاتفاق لن يؤثر عليه، والدليل على ذلك أن الجناح المعتدل هو الذى نجح فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، و ليس التيار المتشدد، مشيرا إلى أن الأمور تدار فى إيران بشكل أعمق من هذا، وذلك كونها أصبحت دولة عظمى، والدليل على ذلك أتجاه العديد من الدول العظمى فى محاوله للتقارب مع إيران لما تمثله من ثقل فى منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الحالى.
أكاديمي: اتفاق النووي يغير موازين القوى إقليميا ودوليا
ومن جانب أخر أوضح الدكتور ابراهيم البيومى -أستاذ علم الاجتماع السياسى- لـ"التحرير" أن هذا الاتفاق بمثابة تغيير فى موازين القوى سواء على المستوى الإقليمى المتمثل فى الشرق الأوسط والعالم العربى أو على المستوى العالمى، معتبرا إياه لايخضع بالدرجه الأولى للصراعات الداخليه داخل إيران بقدر ما يخضع للموازين الدولية؛ فهو ليس وليد الصراعات والتسوية داخل إيران بقدر ما يعنى تسوية قوة دولية كبرى.
وأكد أن هذا الاتفاق سيفشل فى حالة حدوث تغير جوهرى بالنظام الإيرانى، وذلك من خلال قياده لاتلتزم بهذا الاتفاق، مؤكدا أن فشله سيعيد التوترات مرة أخرى بين إيران والغرب، بل وسيمتد هذا التوتر إلى دول مجاورة وإقليمية لطهران.
البيومي: الاتفاق جعل طهران تتفرغ لبسط نفوذها
وأشار "البيومى" أن هذا الاتفاق جعل إيران تتفرغ لبسط نفوذها السياسى والأمنى والاقتصادى داخل المنطقه العربية، وجعلها فى موقع أكثر قوى تجاه القوه العربية المحيطه بها، وخاصة أن هذه الدول تعانى من فراغ سياسى كالعراق واليمن والخليج وغيرها من البلدان العربية.
وأكداً أنه "فى حالة فشل هذا الاتفاق ستستكمل إيران السير فى طريق المجال النووى وستزيد منكافتها لدول الخليج، كما أنه من المتوقع أن تصبح قوه تدميرية لتمثل خطرا يلتهم المنطقه بأشملها".