لم أعرف هل أحاوره في السياسة أم الفن فرغم انه فنان لامع إلا أنه لفت الأنظار اليه بموقفه السياسي الشجاع الذي كان مع الثورة المصرية من أول يوم لم يتحول إلي خبير سياسي مؤخراً فقط كبعض الفنانين الذين ساروا مع الهوجة بل كانت له آراء محترمة ورغم ان أشهر أدواره كانت الفلسطيني "جهاد" الذي فجر نفسه في "أصحاب ولا بيزنس" إلا ان البعض اتهمه كما اتهم الكثيرين بالعمل علي التطبيع وغيرها من التهم التي طالما ألقيت جزافا ..عاش النجم عمرو واكد لحظات عصيبة عندما اختطف شقيقه أثناء المظاهرات ولحظات عصيبة أخري عندما اتهم بعض الفنانين المتظاهرين أنهم يمارسون الرذيلة في ميدان التحرير ورغم لحظات السعادة التي أتت مع تنحي الرئيس السابق إلا ان عمرو لايزال يعيش القلق علي مستقبل مصرنا الحبيبة واعذروني ان تغلبت السياسة علي الفن فاليوم لم يعد هناك مجالا للتفريق بينها بعدما قامت ثورة المصريين جميعاً بجميع فئات أعمارهم وجميع طوائفهم.
* هل تري شكل الفن قبل 25 مشابها لما سيأتي بعده؟
- البعض يحاول ان يجعله يسير في نفس الخط
* ماذا تقصد بنفس "الخط"؟
- محاولة ان يظل منهج الفن هو ارضاء السلطة الحاكمة وليس الشعب وهي محاولات من البعض لن تنجح فالتغيير قادم بلا شك طالما كان هناك تغير حقيقي في المجتمع وحتي من يبحث في الفن عن مصلحته فقط لن يستطيع العودة بالفن للوراء!
* هل تظن ان الشاب المصري الذي وقف في ميدان التحرير في مظاهرة سلمية محترمة سيقبل الأفلام المبتذلة والمليئة بالايحاءات الجنسية والكليبات العارية بعد الثورة؟
- لا نستطيع ان نضع الأفكار في براويز أهم ما يميز الفن هو حرية الابداع والشعب والحمدلله حقق لي هذه الحرية وفتح لي حدود الابداع لأقدم ما أريده وكل شخص يقدم ما يريد.
* هل سيقدم عمرو واكد فيلما عن الثورة؟
- لا.. فالثورة ببساطة لم تنته بعد ويمكن تقديم الفيلم بعد عشرة أو خمسة عشر سنة فالفن دوره حالياً انتقاد المجتمع وفساده والكشف عن أسباب انتشار الفساد وكيفية حل المشاكل التي سببها هذا الفساد فهو أحد أسباب الثورة ولايزال الفساد موجودا إلي الآن رغم قيام الثورة.
* هل تري ان هناك محاولات لتشويه بعض رموز الثورة في محاولة لاجهاضها؟
- بالتأكيد وسامحوني حين أقول ببساطة هذه هي الديموقراطية.. فكيف ننادي بالحرية وعندما يهاجمنا شخص ما نلقي عليه بالتهم. فالمفترض حسن النية في الآخرين وفي حكومة أحمد شفيق التي أرفضها تماماً وأرفضه الا انني يجب ان أفترض انهم ليسوا مجموعة من الفاسدين بل مجرد أشخاص لهم أخطاء ولا تخص شخصا معينا منهم بل تخص اختياراتهم الخاطئة وخطابهم ولغتهم التي تتجنب الصحة فمنذ البداية قال عنها أحمد شفيق انها ثورة شباب وهي مجاملة صريحة للنظام السابق للمحافظة علي شرعيته واختيار الوزراء في وجهة نظري خاطئة. فسبب الثورة الأساسي هو "الفساد" فكيف يسقط الرئيس والدستور ومجلسا الشعب والشوري وتظل الحكومة التي هي رد فعل لكل هذه المساويء حقنا للشكوك وامعانا للشفافية يجب رحيل هذه الحكومة بناء علي طلب الشعب فلا يجب ان نكرر الغلطة التي حدثت مع المظاهرات الأولي وقيل ان من قام بها فئات. وعلي سبيل المثال يجب تغيير الوزراء الذين تحوم حولهم الشبهات.
* ما المطلوب من المجلس العسكري أو الدكتور شفيق خاصة وانه صرح انه لا يجد وزراء ليضعهم في الوزارة؟
- أحمد شفيق سبق وصرح ان الوزارات لا تقف علي وزير فكل وزارة يتحمل أعباءها وكلاء الوزارة وبقاء وزارة بلا وزير أفضل من وجود وزير اشتهر بالفساد أو اهدار المال العام أهم خطوة هي انتزاع الرموز المشكوك فيها لنشعر ساعتها ان حكومة شفيق قلبها علي مصر وليس علي سمعة حسني مبارك ومن حوله.
* هذا الاسبوع وقعت حادثتان هامتان هما التعديل الدستوري والاشتباكات التي وقعت بين بعض المتظاهرين والجيش الجمعة الماضي فما تعليقك؟
- قد يكون فعلا الجيش وقع في فخ استفزاز قام به بعض عناصر الرموز القديمة أو البلطجية فمن المنطقي عدم قيام أي شخص بالهجوم علي الجيش ولن يقبله ولو كانوا عاوزين يهاجموه لماذا لم يهاجموه طوال الشهر الماضي في عز الأزمة النتيجة ان الجيش اعتذر.
التعديلات الدستورية موضوع عميق وله محللون ومفكرون الا ان التعديلات للاسف لم تنزع من الرئيس السلطات التي تجعله فرعونا أو حاكما بأمره لديه كل الصلاحيات وهو ما يجب اعادة كتابته وهناك عشرات المواد وكل ما حدث جراحة تجميلية تصلح بعض الفضائح مثل معاهدات الخارجية فالرئيس الآن لا يستطيع عمل اتفاقيات خارجية دون الرجوع لمجلس الشعب كما حدث في اتفاقية تصدير الغاز من قبل!
* قيل ان هناك زحفا من المتظاهرين نحو شرم الشيخ بهدف طرد الرئيس السابق هل أنت مع أو ضد هذا الزحف؟
- أنا مع أي اعتراض سلمي وطالما هدفي مشروع فلولا الاعتراض السلمي لما تساقطت رموز الفساد.
تحت التهديد
* اسمح لي أرجع معك إلي الوقت العصيب الذي تعرض فيه شقيقك للخطف أثناء المظاهرات ماذا كان شعورك؟
- بصراحة وأنت وسط الحدث لا تشعرين بالخطر حتي لو كنت تحت التهديد بالفعل شعرت بالخوف ولكني لم أشعر بالابعاد الحقيقية لما كنت أنا وزملائي تفعله الا بعد الزخم الذي وجدناه حولنا وفي النهاية شعرت يوم 25 باحساس مختلف فلو كانت السلطة تنوي اعتقالنا من أين ستأتي بسجون أو طعام لهذا العدد الذي تعدي مئات الالاف لذلك الحل الأمني لن ينجح بل بالتنازلات وكل من هاجم رجال الثورة من قبل ويهاجم الآن أصحاب المطالب الفئوية أذكرهم ان ثورة 25 يناير بدأت بمطالب فئوية!
* إذن هل أنت مع العصيان المدني والمظاهرات العمالية؟
-كل فرد أدري بمصلحته فأنا كفنان ضد وزير الثقافة الصاوي الذي أراه كشخص سيقتل الابداع. ويمكن ان أعتصم ضده ولكن البعض الاخر ظروف عمله لا تسمح سوي باعتصام يوم في الأسبوع وكل واحد يشوف حياته فأنا ممكن استغني عن العمل مدة غيري لا يستطيع لا يجب ان يحرج فليعرض رأيه بصورة لا تضره لا تصيب البلد بالشلل تخيلي بعض العمال طردوا صاحب مصنع قطاع خاص. هذه أخطاء يجب تلافيها يجب استخدام طرق شرعية وعلي الجانب الآخر لا يجب ان نتجاهلها أو نعتدي عليها وهذا ما يؤدي إلي زيادتها وإيقاف الحال أكثر فهل كل مطلب يجب معه وجود عشرة ملايين في الشارع وعصيان مدني حرام اسمعوا الناس حتي لا تتكرر الأخطاء القديمة وهذا عيب الحكومة الحالية وكأنها تؤكد انها امتداد لمبارك لتأخيرها في تنفيذ المطالب..
* ونقابات الفنانين هل يجب ان تبدأ من الأول؟
- مثلها مثل كل النقابات كانت مخطوفة من النظام يجب ان يعاد تكوينها..
* رأيك في الزملاء من الفنانين الذين هاجموا الثورة خاصة انك كتبت فيهم مقالات في موقعك علي "الفيس بوك" قرأتها بنفسي؟
- بعضهم لا أستطيع مسامحته فهناك فرق بين قبول الرأي الآخر وبين قبول الشتيمة والتطاول. وقيامهم بتشجيع البعض لقتلنا.. الحرية لا تعني الاعتداء علي الآخر هؤلاء لن أعمل معهم مرة أخري البعض كان يري أنهم لم يروا شيئاً من الرئيس جماعة أخري كانوا سلبيين وقعدوا في بيوتهم هؤلاء لا ينطبق عليهم لقب فنان. الفنان يجب ان يتفاعل مع الأحداث حوله.
* هل الهجوم الذي وجه لك أنت وخالد النبوي وقيل أنكم من مشجعي التطبيع كان وراءه النظام السابق؟
- ممكن جدا صحيح ان جزءا كبيرا كان استغلال بعض وسائل الاعلام فرصة للتهويل وجزء من النظام للترويج للتطبيع.
* اذن ما هو الحل الآن؟
- استقالة حكومة شفيق وعمل حكومة تكنوقراط أي مدنية مع الجيش لتسيير الأعمال فعلاً حتي عمل انتخابات مجلس الشعب وبعدها يحل المجلس كل المشاكل من خلال دولة برلمانية ديموقراطية علي حق ولا يجب ألا ننسي حوالي 18 ألف معتقل سياسي أين هم ولماذا تتكفل الدولة باطعامهم من أموال ضرائب الشعب أفرجوا عنهم من فضلكم اسمعوا الشعب قبل فوات الأوان فالشعب الذي خرج يوم 25 يناير لم يرحل ومطالبه لم تحقق واذا استمر التجاهل سيكون الرد ببساطة ثورة أخري لا أدري لماذا لا تدخل هذه الفكرة البسيطة رؤوس الحكام.