لن يسكت “حزب الله” عن السعودية وما يعتبرها اساءة إليه، وأعلن ذلك أمينه العام السيد حسن نصرالله عن المواجهة مع المملكة، حتى إنها تتساوى مع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وإن أفضل ما فعله في حياته، هو خطابه إثر العدوان السعودي على اليمن حتى إنه قدمه على ما كان يقوله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006.
 
هذه المواجهة لن تكون عسكرية في لبنان، مع حلفاء السعودية فيه “كتيار المستقبل”، بل سياسية وإعلامية بامتياز، ولن يستخدم الشارع الذي رفض السيد نصرالله اللجوء إليه دون قرار من الحزب، بعدما أفرزه تحرّك عناصر من حزبه ومؤيدين له، إثر عرض رسم كاريكاتوري له على إحدى محطات التلفزة الخليجية، من تشويه لصورة المقاومة ارتكبها من يُعتبر من مجتمعها، لا سيما عندما شتموا صحابة النبي محمد، مما دفع الشيخ ماهر حمود حليف الحزب والذي يحتل منصب الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة، إلى أن ينتقد علناً وعبر وسائل الإعلام “مذهبية مجتمع المقاومة” والإساءة إليها، وهو ما دفع بالسيد نصرالله للإطلالة التلفزيونية دون مناسبة، للجم الفتنة التي يعترف الأمين العام لحزب الله، أن محازبيه ومناصريه، انجروا أو لجأوا إليها بممارساتهم المذهبية.
 
من هنا، فإن “حزب الله” قرّر الحراك السلمي الحضاري بعد أن رفض أمينه العام العودة إلى 7 أيار، أو استخدام “القمصان السود” كاستعراض عسكري وأمني لفرض شروط، لأن العودة إلى هذا الأسلوب، ستكون له ردود فعل كارثية، وهو يتحضّر لعقد مؤتمر وطني عام، للدفاع عن المقاومة، وإظهار تأييد سياسي وشعبي لها، والإعلان عن موقف سياسي بمواجهة الإجراءات السعودية، وما تسببه من ضرر على لبنان، وعلى أبنائه العاملين فيها ودول الخليج.
وفي هذا الإطار، طرح “حزب الله” على حلفائه من الأحزاب والفعاليات، مؤازرته في معركته السياسية والإعلامية ضد السعودية، وأن يتم الحشد إلى المؤتمر الذي سيعقد الأسبوع المقبل، كرد على ما قام به “تيار المستقبل” من حملة توقيع عرائض شعبية وفاءً للسعودية.
 
فالتصعيد السياسي والإعلامي ضد السعودية لن يتوقف في المدى المنظور، وقد أعلن “حزب الله” ذلك، لأن الهدف السعودي كان إسكات الحزب وفرض عليه تغيير موقفه، والإنسحاب من المعركة في سوريا، ووقف تأييده للشعب اليمني، وستبدأ المواجهة المنظمة الأسبوع المقبل.