أقدم مستوطنون على اقتحام قرية ياسوف جنوبي نابلس بالضفة الغربية، وأحرقوا أحد مساجدها بعد كتابة شعارات بالعبرية على جدرانه.

وقال محافظ نابلس منير العبوشي والشرطة الإسرائيلية إن المهاجمين نفذوا عمليتهم قبل فجر الجمعة، بينما أكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس أنهم قدموا بالعشرات من مستوطنة تفوع المجاورة.

وذكر دغلس أن المستوطنين حطموا بوابة المسجد الرئيسية وسكبوا مواد حارقة وقابلة للاشتعال داخله، وأضرموا فيه النيران التي أتت على أجزاء كبيرة من محتوياته وبينها عشرات المصاحف. وأضاف أن عددا من الفلسطينيين سارعوا إلى إخماد تلك النيران.

وحمل أحد الشعارات المكتوبة على جدار المسجد دعوة إلى لفلسطينيين "لدفع الثمن" فيما نادى شعار آخر مهددا بحرق كل سكان القرية.

والمسجد هو واحد من أربعة مساجد بالقرية التي يقطنها ألفا فلسطيني، وتحيط بها عدد من المستوطنات الإسرائيلية أقربها تفوح حسبما قال رئيس المجلس البلدي عبد الرحيم مصلح.

وذكر سكان محليون أن مواجهات عنيفة اندلعت في وقت لاحق بين المواطنين وجنود الاحتلال، والمستوطنين الذين يتمركزون على مشارف القرية.

وأطلق الجنود الإسرائيليون الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، ورد السكان بإلقاء الحجارة مما أدى لإصابة فلسطينيين حسب عبوشي.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المستوطنين المقيمين بالمنطقة هم الأكثر تشددا، وهو يتبعون سياسة "دفع الثمن" التي تقوم على الانتقام من الفلسطينيين عندما يرون أن حكومة تل أبيب تتخذ مواقف تهدد عمليات الاستيطان.

وكان مستوطنون قد أضرموا النار الأسبوع الماضي بمنزل وثلاث سيارات في قرية مجاورة بمحافظة نابلس، وأكد صاحب المنزل المستهدف أنه رأى ثلاثة مستوطنين يفرون من المكان.

ردود أفعال

وسعى أحد قادة المستوطنين ويدعى داني ديان إلى التنكر لسياسة دفع الثمن، واصفا في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة إحراق المسجد بأنه عمل "غبي وشائن" ويلحق الأذى بالمستوطنين.

وأصدر الجيش الإسرائيلي من جانبه بيانا اعتبر فيه إحراق المسجد "عملا خطيرا سيتم التعامل معه حسب القانون الإسرائيلي".

ووصف وزير الدفاع إيهود باراك من جهته في بيان الهجوم بأنه "عمل متطرف" يستهدف الإضرار بأي جهد تقوم به الحكومة لتحقيق تقدم في استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

فلسطينيا نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالهجوم. وقال رئيس رابطة علماء فلسطين والنائب عن الحركة حامد البيتاوي في تصريح له برام الله إن حادثة حرق مسجد قرية ياسوف، جريمة أخيرة وليست الآخرة في سلسلة جرائم الاحتلال بحق الأرض والمقدسات الإسلامية.

ووصف المستوطنين، بأنهم "عنصريون وإرهابيون وبربريون" في جرائمهم التي "تستهدف كل شيء مقدس عندنا" معتبراً حرق المسجد "فعلة دنيئة".

الاستيطان متواصل

في سياق آخر أكد وزير الدولة الإسرائيلي بنيامين بيغن أن عدد المستوطنين بالضفة سيزيد العام المقبل بمعدل عشرة آلاف رغم سياسة التجميد المعلنة لعمليات البناء الاستيطاني.

وقال بيغن في مؤتمر صحفي الخميس بتل أبيب إن حظر الاستيطان "عملية مؤلمة" لكنه لن يتضمن تجميدا للاستيطان بالمعنى المتعارف عليه.

وذكر بتصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة أن عمليات البناء التي بدأت بثلاثة آلاف وحدة استيطانية ستتواصل رغم التجميد وأن نحو عشرة آلاف مستوطن سينتقلون للعيش فيها "فالأمر ليس تجميدا ولا استئنافا للاستيطان".

من جانبه رفض المتحدث باسم الحكومة مارك ريغيف التعليق على تصريحات بيغن، واكتفى بالقول إن تجميد الاستيطان عشرة أشهر باق.