حث وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قادة العراق على الإسراع في تشكيل حكومة تشمل كل فئات الشعب العراقي عقب الانتخابات العامة المزمع إجراؤها بعد ثلاثة أشهر والتحرك لتسوية الخلافات بشأن كركوك. يأتي هذا في وقت حصدت ثلاث هجمات في بغداد وجنوبها سبعة قتلى و21 جريحا بعد ثلاثة أيام من تفجيرات دامية خلفت مئات القتلى والجرحى.
وأجرى غيتس –الذي وصل العراق في زيارة مفاجئة أمس الخميس- محادثات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني قرب أربيل قبل مغادرته العراق، كما تفقد في وقت سابق وحدات من القوات الأميركية في مدينة كركوك.
وكان من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الأميركي برئيس الوزراء العراقي أمس الخميس لكن المالكي توجه بدلا من ذلك إلى البرلمان للإجابة على أسئلة من النواب العراقيين تتعلق بالتفجيرات وجهود تحسين الأمن.
وقال غيتس خلال زيارته للقوات الأميركية والشرطة العراقية في مدينة كركوك شمال بغداد إنه تحدث مع المالكي بشأن الحاجة إلى تشكيل حكومة تشكل كل فئات الشعب عقب الانتخابات العامة التي تجرى في مارس المقبل بهدف تضييق فرص السقوط مرة أخرى في دائرة العنف.
وعبر الوزير الأميركي عن ثقته بأن تبقى خطة الرئيس باراك أوباما لخفض القوات الأميركية بحلول الصيف القادم كما هي على الرغم من تأجيل الانتخابات والتفجيرات الدامية الثلاثاء الماضي، مرجحا استمرار دور الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق قال "لن يدهشني أبدا أن أرى اتفاقات بيننا وبين العراقيين تواصل دور التدريب والتجهيز والإرشاد بعد نهاية العام 2011، إنهم يدركون على الأرجح أنهم لن يكونوا مستعدين".
الوضع في كركوك
وقد وصف غيتس خلال زيارته لكركوك التوترات بين العرب والأكراد في المدينة بأنها "ربما تكون أكثر الموضوعات إثارة للقلق في العراق"، ودعا قادة العرب والأكراد للتحرك نحو تسوية خلافاتهم.
وهو الرأي نفسه الذي أفصح عنه القائد الأميركي الأعلى في العراق الجنرال راي أوديرنوا بقوله إن التوتر حول كركوك هو أكبر تهديد للاستقرار.
وتخشى واشنطن أن يعيد اندلاع العنف بين العرب والأكراد العراق إلى دوامة الحرب، لكن غيتس أشار إلى أن "كل الأدلة التي نراها تشير إلى أنهم سيحلون هذه الخلافات، لقد حققوا تقدما حقيقيا في الأسابيع الأخيرة".
ويعتبر الأكراد كركوك -التي تنتج خمس النفط العراقي- جزءا من إقليم كردستان، على حين يعارض السكان العرب والتركمان في المدينة بقوة هذا الرأي.
ما زالت تحدث بين الحين والآخر في مناطق النزاع مثل كركوك -التي تسير فيها القوات الأميركية دوريات مشتركة إلى جانب الشرطة العراقية- حيث وقعت مواجهات بين مقاتلي البشمرغة الأكراد والقوات العراقية.
الوضع الأمني
على الصعيد الأمني قتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الشرطة وجنديان عراقيان وجرح 21 آخرون في بغداد وجنوبها مساء اليوم الجمعة وفق مصادر وزارة الداخلية العراقية. وجاءت هذه الهجمات بعد تفجيرات الثلاثاء التي حصدت مئات القتلى والجرحى.
وفي أعنف هجوم قالت الشرطة إن عبوة ناسفة انفجرت قرب متجر باليوسفية على بعد 20 كلم جنوبي بغداد، وعندما هرعت قوات الأمن إلى المكان انفجرت سيارة مفخخة مما أسفر عن سقوط ستة قتلى و21 جريحا.
وفي حي زيونة شرقي بغداد قتل مقدم في الشرطة العراقية في انفجار عبوة ثبتت أسفل سيارته، وقالت مصادر أمنية إن المقدم أحمد حسن قتل في الحادث على حين أصيبت زوجته وطفلاه.