توالت ردود الفعل الدولية علي الانتفاضات الشعبية العارمة التي اجتاحت عددا من الدول العربية, حيث اعترفت بريطانيا بارتكابها اخطاء بدعمها السابق للانظمة المستبدة في الشرق الاوسط,واعلنت اسرائيل عن تأييدها للديمقراطيات العربية.
في حين ابدت روسيا مخاوفها من حدوث مزيد من الاضطرابات في المنطقة تؤثر سلبا علي البلاد في المستقبل القريب.
فمن جانبه,اعترف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن الولايات المتحدة وبريطانيا ساهمتا في عدم استقرار الشرق الأوسط بمساندتهما للأنظمة المستبدة الدكتاتورية الحاكمة في المنطقة وان هذا ما أثبتته الانتفاضات الشعبية في مختلف انحاء الشرق الاوسط علي حد قوله.
ونقلت صحيفة تليجراف البريطانية- عن كاميرون قوله في كلمته أمام برلمان الكويت التي اختتم زيارة لها أمس- أن بريطانيا ودولا غربية أخري ساندت الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحت به ثورة25 يناير في مصر ودعمت إيضا أنظمة سلطوية في منطقة الخليج ولم تبذل مساعي كبيرة لدفع الحلفاء صوب اصلاح ديمقراطي وأن ذلك التوجه يعتبر خطأ وغير مثمر.
وأضاف بقوله علي مدي عقود جادل البعض بأن الاستقرار تطلب سيطرة علي الانظمة بشكل عال وان الاصلاح والانفتاح من شأنهما أن يعرضا الاستقرار لخطر ومن ثم ذهب الجدل بأن دولا مثل بريطانيا واجهت خيارا بين مصالحنا وقيمنا.
وأكد كاميرون أن تصريحاته لاتعني أن بريطانيا سوف تفرض علي الانظمة العربية أن تصبح ديمقراطيات علي النمط الغربي,مؤكدا دعم بلاده للداعين الي الديمقراطية.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني من أن حكومات الشرق الاوسط سوف تفقد مئات الملايين من تمويل الاتحاد الاوربي لها اذا لم تتحرك صوب الديمقراطية داعيا الي اصلاح جذري للمعونة الاوربية وبرامج تطوير تقضي بتقديم مساعدات مالية لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا تقدرب1.4 مليار جنيه استرليني سنويا.
وفي اسرائيل, اختلفت نبرة التصريحات الرسمية الاسرائيلية تجاه الاضطرابات في العالم العربي, فبعد ان اتسمت في البداية بالقلق الشديد و التخوف من وصول الاسلاميين الي الحكم, خرج رئيس الوزراء الاسرائيلي امس بتصريحات تمني خلالها ازدهار الديمقراطيات العربية.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نيتنياهو قوله- يجب تعزيز القوي الديمقراطية ليس فقط في العالم العربي بل كذلك وفي المقام الأول في إيران التي تحاول أن تستغل هذا الزلزال في زعزعة المنطقة برمتها ما بين أفغانستان والمغرب.
جاءت تصريحات نيتانياهو بالتزامن مع وصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز امس- خلال زيارته لاسبانيا ثورتي مصر و تونس بانهما خلقتا فرصا لدفع عملية السلام.ودعا بيريز الغرب الي دعم شركات الانترنت العالمية مثل جوجل وميركروسوفت وفيس بوك من اجل مساعدة دول الشرق الاوسط في عملية الاصلاح.
وفي روسيا, حذر الرئيس الروسي دميتري ميديفيديف من ان ما يجري في الشرق الاوسط سيؤثر علي الاوضاع في روسيا وهو ما يعني اشتعال الكثير من المشاكل التي تتطلب بذل الكثير من الجهود الجدية لعقود طويلة مؤكدا عدم جواز الكذب علي النفس او تضليل المواطنين.
وفي غضون ذلك, قال الرئيس الايراني احمدي نجاد ان موجة الاحتجاجات التي تشهدها حاليا المنطقة العربية ستمتد الي اوروبا وامريكا الشمالية.وقال نجاد في حديث مع التلفزيون الرسمي ان المطالب الشعبية المطالبه بالتغيير ستضع النهاية لقمع من وصفهم بالقوي المتعجرفة, الا انه لم يذكر دولا بعينها.