يبدو أن الفنانة اللبنانية نوال الزغبي اختارت طرح ألبومها «معرفش ليه»، وهو الأول مع شركة «ميلودي» بعد غياب عامين على إصدارها «خلاص سامحت» مع شركة روتانا، التوقيت الأسوأ على الإطلاق بسبب العواصف السياسية التي تجتاح مختلف الدول العربية.

لكنها قد تكون موفقة في اختيار اسم ألبومها «معرفش ليه» لأنه الوصف الأمثل لحالة التخبط الموجودة في اختياراتها لأغنياته إضافة إلى تشتيت المستمعين فيه بين أغانٍ رومانسية لا تجيدها مثل «يوم إلا مشي»، مرورا بأغنية خليجية «سمعني صوتك» التي لاترقى بمستوى أغنياتها الخليجية الأخيرة «منه عينه» التي حققت نجاحا ملحوظا على صعيد الصور، والتي ضمتها لألبومها الجديد دون أن تكلف نفسها عناء تغيير التوزيع لتكسر حالة الملل عند المستمع بل وضعتها لتكون تكملة عدد في الألبوم كما هي الحال مع الأغنيتين «فوق جروحي» و«أمانة».
ابتعدت نوال الزغبي في ألبومها الأخير حتى عن طرح قضايا جرئية كما هي الحال مع مواطنتها نانسي عجرم في أغنيتها «في حاجات» التي لاقت استحسان لصدق كلماتها التي لخصت حال الكثير من النساء، أو حتى مع إليسا في ألبومها الأخير الذي لخص الكثير من المشاعر لدى النساء كأغنيتها «ع بالي حبيبي» التي تتحدث عن رغبة امرأة بالزواج والإنجاب أو الأغنية الأجرأ لها وهي «من غير مناسبة» التي تتحدث عن تعرض النساء للضرب.
كما لم يمنحها تعاونها مع الملحن والشاعر مروان خوري بأغنيتنا «يوم اللي مشي، يارايح» شيء من البريق الذي أضفاه خوري على مطربات أخر كإليسا، وكارول سماحة.
لكننا نأمل في أن تحسن نوال من اختيارها لأفكار جديدة لكليباتها المصورة المقبلة رغم أنها تواجه عقبة غياب المخرج سعيد الماروق لانشغاله بأفلامه السينمائية التي يحضرها حاليا، ورحيل المخرج المبدع يحيى سعادة الذي غيبه الموت، وهما المخرجان اللذان أظهرا الزغبي بأجمل صورها على الإطلاق.
وحتى الصور التي اختارتها الزغبي كغلاف للألبوم باللون الأسود والأبيض وتنظر فيها للأعلى وكأنه إعلان لعدسات أو ماسكاره رموش كانت خالية من الجمالية، أما الصور الداخلية للألبوم فتفيض أنوثة وجمالية بألوانها التي تبعث على السعادة.
«معرفش ليه» ألبوم افتقر للكثير من الإبداع والتجديد ويكرّس لنظرية ضياع نوال الزغبي وافتقادها للكثير من بريقها وضياع بوصلة نجاح منها.. والأيام المقبلة هي الحكم على تقبل الناس لجديدها.