نبيل شعيل... «هذا أهو الكويتي» بالفعل. هكذا يكون الفنان الكويتي الأصيل الذي يحلّق في سماء الغناء مغرداً ومتغنياً ببلده الذي احتضنه وشدّ عوده، فلم ينس فضله ووضعه في قلبه... فاستحق مساء اول من أمس لقب «قلب الكويت»، ليضيفه إلى لقبه الأول «بلبل الخليج». فهنيئاً للكويت بهذا القلب... الكبير، الطيب، الصافي، المتواضع وكل ما هناك من صفات جميلة.
مساء أول من أمس، كانت لرابع أمسيات «هلا فبراير» بدورته السابعة عشرة عنوانها الكبير: نبيل شعيل... «البلبل» الذي أشعل المكان بصوته ودماثة خلقه وأغانيه التي نثرها كالورد في أرجاء صالة التزلج، التي غصّت بدورها بالجمهور المتلهّف للقائه، والذي لم يهدأ طوال وجوده على خشبة المسرح.
في تلك الأمسية، التي شاركه فيها كل من الفنانة الإماراتية أحلام، والفنان السعودي الشاب إسماعيل مبارك، قال «قلب الكويت» كلمته... بل كلماته التي «علّمت» (بالمعنيين، التعليم والتأثير) كيف يكون الفنان المتواضع، والذي يبقى أمام بلده وجمهوره مخلصاً.
شدا «البلبل» أجمل الأغاني الوطنية وتلك الخاصة به، فقلّب مخزونه الغنائي، وقدّم الجديد والقديم.
بعد منتصف الليل، دخل المسرح «بلبل الكويت والخليج» و«قلب الكويت» نبيل شعيل، الذي قدمته المذيعة الكويتية نوره عبدالله. ووسط تصفيق محبيه وجمهوره الذين «تعنوا له» إلى صالة التزلج، دخل ممسكاً به مدير أعماله علي القبندي.
دخل «البلبل» إلى الجمهور حاملاً ابتسامته العفوية، وقال له: «يايبين لي موكب... خايفين بعد طيحة فبراير قبل»، فصفق له محبوه بحرارة... وقدم باقة مختارة من مجموعة أعماله الفنية بقيادة الماسترو في وصلته مدحت خميس. وكانت البداية مع أغنية وطنية «هنا هنا المجد هنا» وتعالت اعلام الكويت في الصالة. بعدها تحدث مع جمهوره «يا حلوكم... يلوموني فيكم واليوم يايين على شانكم... وهالويوه السمحة». ثم سألهم «بو شعيل» عما يقدم لهم بقوله «تامرون... أبشر».
بعدها، قدم «منطقي» عنوان ألبومه الأخير، تلاها بأغنية «أبنساكم»، وبعدها طلب من الجمهور مجدداً أن يغني معه بداية «يا عسل»، فتجاوب معه الحضور. وبعد ذلك، تغطّى المكان باللونين الأخضر والأزرق، وعاد «قلب الكويت» إلى القديم، وكما يقال بالكويتي «قديمك نديمك»... عاد «بوشعيل» إلى الماضي الذي أبدع فيه فترة الثمانينات، فقدم «يا شمس لا تغيبي»، والتي تفاعل معها من في الصالة بشكل لافت.
عرف «بلبل الخليج» كعادته كيف يختار، بعد مشواره الحافل... هو الذي احترف الوصول إلى القلوب بسلاسة، فأجاد «قلب الكويت» في تنويعه، فقدم خلال وصلته الغنائية «يا شوق كافي» ذات اللون الكلاسيكي العاطفي والشجن. ولم يغب عنه الترحيب بمختلف أبناء الجاليات المتواجدين في الصالة، مؤكداً لهم أنهم بين أهاليهم وفي ديرتهم. كما قدم تحية لدولة لإمارات قائلاً: «يا مرحبا الساع»، وكذلك حيّا المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولم ينس أن يقدم تحية لجميع حكام الخليج. وقدم «مولاي»، وبعد ذلك عاد للكلام مع جمهوره قائلاً: «فيكم طرب فيكم وناسة»، وهنا لوحظ اشتداد تفاعل المتواجدين مع وصلة «قلب الكويت»... «بلبل الخليج»، الذي قدم أيضا «يا دار» و«دلوعة» و«أتذكرك دايم». كما «شعلل» نبيل شعيل المكان بأغنية جديدة، هي «هذا أهو الكويتي»، وهي طنية شاركه بها كل من سليمان القصار وبشار الشطي، اللذين دخلا المسرح وفاجآ الحضور بوجودهما. فدخل الشطي من خشبة المسرح، فيما دخل القصار عابراً بين الجمهور، فمشى إلى جوارهم إلى أن صعد المسرح. ووقف الثلاثة وقدموا «هذا أهو الكويتي».
كما استغل نبيل شعيل وجود القصار، فطلب منه تقديم أغنية، فلبى الأخير طلبه وتجاوب معه مع تحية الجمهور والتصفيق، وقدم «يا الكويت». وانتهت الوصلة الغنائية لـ«قلب الكويت» مع أعلام الكويت التي رفرفت عالياً.
وكان المطرب السعودي الشاب إسماعيل مبارك، الذي يتواجد للمرة الثانية في «هلا فبراير»، افتتح الأمسية الغنائية، فأطلّ بزيه الوطني التقليدي، والمشابه للزي الكويتي والخليجي بشكل عام، بعدما قدمه المذيع محمد الوسمي.
بدأ مبارك الغناء بأغنية «كفاية خلاص»، وتلاها بأغنية «ما يوم جوي من غيوم الأسى منجلي» وهي ذات اللون العراقي. بعدها، تحدث مع الجمهور «أنا هنا لاجل عيونكم».
وتابع غناءه بتقديم أغنية «مغروم»، والتي تفاعل معها الحاضرون وتلاها بـ«تبي قلبي خذا ما هاد يلزمني» التي تتميز بالرومانسية والعشق.
بعدها قدم «غيمت على دنياي من الفارقتني»، وما إن انتهى منها، حتى سأل الجمهور «مبسوطين؟!»، لتصطبغ الصالة والديكور في اللحظة نفسها باللونين الأبيض والأحمر.
مبارك، الذي يتمتع بموهبة تستحق الدعم والمتابعة، استمر في الغناء تلك الليلة، وحلّق بالجمهور مع عدد أكبر من الأغاني، فقدم «قلت العفو» و«غرامي وأجمل مصير»، قبل أن يطلب من الجمهور الغناء معه... فكان يقول جملة، ويجعلهم يكملون. كما تحدث معهم و«سولف» عن أغنية «الشوق» التي اشتهر بها، فسألهم: «ما مليتوا منها؟!»، ليصيح البعض بكلمة «لا»، ولذلك لم يرد طلبهم وغناها.
وختم وصلته الغنائية عند الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة مساء تقريباً، قائلاً: «سامحوني على القصور... وشرف لي أن أكون في الكويت» وودع جمهوره.
وعند الواحدة وتسعة وثلاثين دقيقة صباحاً، دخل كل من الممثل محمود بوشهري والمذيعة يمنى شيري كي يقدمان آخر الوصلات الغنائية في الليلة الرابعة، وكانت مع المطربة الإماراتية أحلام. وعلى لحن «تدري ليش» التي طرحتها في العام 1996، وقبل دخولها، تحدثت مع الجمهور وقالت: «بعكازتي أجيكم يا أهل الكويت» ثم دخلت وقدمت الأغنية كاملة. وقالت بعد ذلك: «أحبكم وايد».
بعدها قدمت من قديمها «فضها سيرة» و«قلبي اللي من لواهيبه يذوب». وعند انتهائها من الأغنية، كانت هناك مفاجأه أخرى، تمثلت بدخول «بلبل الخليج» نبيل شعيل إلى المسرح من جديد، ليقدم «دويتو» معها، فغنيا «يا منيتي»، وأتبعاها بأغنية «عود كبريت». ثم عاودت أحلام وصلتها خلال ما تم اختياره ليتم تقديمه، فغنت «بغيظك» و«أرجوك تنساني» من بداياتها، وكانت ذات الطابع الحزين و«ناوي لك» و«لا تصدقونه».
كما غنّت أحلام «يا ليت» و«تدق الباب» و«كلمة زعل» و«كلفتني المحبة» و«قولوا له» و«كأني» و«شايف نفسه» و«البارحة ما أمسيت»، وقدمت «أم فاهد» كذلك «كان ما تعرف» و«تناظر الساعة» و«أحتاجك أنا» و«يجي منك أكثر»، وختمت مع «المجد هنا» من أجل
الكويت.