| ناصر بدر العيدان |
تشكلت أول هيئة رسميه خليجية للنهي عن المنكر في الكويت، في عهد الشيخ سالم المبارك رحمه الله، وكان سبب ذلك انتشار شرب الخمر والبغاء العلني آنذاك، وقد كان اليهود الكويتيون يمتازون بصناعة الخمور في تلك الفترة. تاريخ اليهود في الكويت تاريخ مهم غاب عن معرفة واطلاع ابناء جيلنا، وتغافلت عنه مناهجنا، وشئنا أم أبينا هم جزء من تاريخ الكويت الحديث، لما لهم من اسهامات تجاريه وفنية تدعونا الامانة العلمية الى توثيقها.

اليهود في الكويت يعود وجودهم الى نهايات القرن الثامن عشر، وقد انتقل اغلبهم الى الكويت من العراق بسبب الحكم العثماني وما يفرضه عليه من جزية ومضايقات لنشاطهم التجاري، وكانت الكويت لا تتبع الحكم العثماني فوجدوا فيها بلداً آمناً يمكنهم الاستقرار فيه. وتراوحت اعدادهم بين 50 الى 800 فرد مع اختلاف المؤرخين، وكانت لهم علاقة طيبة مع الشيخ مبارك الكبير رحمه الله الذي رأى في القرب مع اليهود دافعاً للازدهار التجاري، بيد أن العلاقة فترت مع الشيخ سالم المبارك المعروف بتديّنه، وبسبب صناعة اليهود للخمور.

وبحسب البحث الذي استندت اليه، للباحث الكويتي يوسف المطيري، فقد أجرى المطيري لقاء مع السيد أنور كوهين آخر اليهود المهاجرين من الكويت، ووضّح كوهين أن كثيراً من اليهود تركوا الكويت متجهين الى العراق، وغيرها من دول العالم لأسباب عده ابرزها قيام دولة إسرائيل. وكان سبب هجرة كوهين من الكويت في العام 1953 هو مقال كتبه الدكتور أحمد الخطيب عندما وصف وجود كوهين في الكويت بأنه يناقض العزة والكرامة والتضامن القومي مع فلسطين المحتلة من إسرائيل.

ولا ننسى أن بعض اليهود الكويتيين كانوا تجاراً وكانت لهم شراكات تجارية مع تجار كويتيين، كأمثال التاجر صالح محلب الذي كان صديقاً للشيخ مبارك، وعائلة حزقيل التي حصلت على امتياز تزويد الكويت بالكهرباء لمدة 35 عاما في عهد الشيخ احمد الجابر رحمه الله. كما أن لليهود اضافه فنيّة، كالفنان الكويتي السابق صالح الكويتي واخوه داود، اللذين تسمى باسمهما شارع في تل أبيب تقديراً لفنهما. هذه لمحة عن تاريخ اليهود في الكويت، وعن الانفتاح الذي ابداه الشعب الكويتي في تقبلهم في تلك الفترة. فالكويتيون القدماء اعطوا مثالاً عظيماً في التعايش والتسامح بين الأديان، إلا أننا نفتقد لهذا التسامح ليوم بين ابناء الدين الواحد، والوطن الواحد.. والمصير الواحد


Nasser.com.kw