أعرب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن تطلعه لأن تحقق اجتماعات جنيف حول سورية النتائج المنشودة، معتبراً أن القرار 2254 بشأن الحل في سورية شكل بارقة أمل باستعادة وحدة مجلس الأمن للتصدي لهذه الكارثة وإنهائها، وأبدى أمله بأن «نصل بهذا الصراع إلى حل سياسي ينهي معاناة شعب بأكمله ويخلص العالم من تبعاته المدمرة».
وإذ أعلن في كلمته أمام المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سورية والمنطقة والذي انعقد في لندن، وشاركت الكويت في استضافته مع بريطانيا وألمانيا والنرويج والأمم المتحدة، عن تبرع الكويت بمبلغ 300 مليون دولار، تضاف إلى نحو 1.3 مليار دولار تعهدت بها الكويت وسددتها في المؤتمرات الثلاثة التي استضافتها البلاد وتمكنت خلالها من الحصول على تعهدات بـ 7.3 مليار دولار، أكد أن «المأساة الإنسانية في سورية لن تنتهي إلا بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار لعالمنا».
واعتبر سمو الأمير أن «آثار هذه الكارثة المدمرة لم تقتصر على إقليمنا الذي يعاني حالياً من تبعاتها بل تجاوزت لتصل إلى قارات أخرى ومنها أوروبا التي وفد إليها اللاجئون بأعداد كبيرة طلباً للأمن والعيش الكريم، كما انتقلت إليها المنظمات الإرهابية التي انطلقت من بؤر التوتر لتمارس أعمالها الإجرامية الدنيئة في بعض الدول الأوروبية».
وقال إن «ما شهدناه أخيراً من حركة نزوحٍ كبيرة لأعداد النازحين تعكس حجم معاناتهم وتضاعف من حجم الأزمة التي يعيشها هؤلاء الأشقاء، وأسجل لهذه الدول هنا كل الإشادة والتقدير على ما تبذله من جهود سخية ولما يقدمونه من خدمات للاجئين، كما أشيد أيضاً بالجهود المقدرة التي تقوم بها الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة في هذا السياق».
وتابع سموه: «إننا ونحن أمام هذا الوضع المأسوي الأليم الذي يعيشه الشعب السوري، نناشد من هذا المنبر المجتمع الدولي استمرار تقديم المساعدات السخية للشعب السوري للتخفيف من معاناته الإنسانية وتجاوز الظروف المؤلمة التي يمر بها».
ورأى «إننا مطالبون بالتفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر اعتماد برامج وخطط توفر لهم فرصاً لتعليم وتحفظ الأطفال من ضياع حقهم فيه، وترتقي بمستوى تعليمهم بما يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة ويعينهم على رسم مستقبلهم ويجنبهم الأمية و الجهل ويحصن عقولهم من أية أفكار هدامة، وفي القطاع الصحي لابد لنا من اعتماد برامج تعنى بالصحة تؤمن لهم الخدمات الصحية الملائمة وتحصنهم من الأمراض والأوبئة وتوفر لمرضاهم العلاج اللازم».
وأكد سموه أنه «من الضروري أيضاً توفير برامج خاصة تؤمن لهم فرص العمل وتحفظهم من تبعات البطالة وخطر الانجراف في أعمال تهدد مستقبلهم، ولا بد لنا هنا من التأكيد أن هذه البرامج يجب أن تنفذ وفق فترات زمنية محددة لضمان استمرارها وتحقيق الأهداف المرجوة منها».
وخلال كلمته أمام المؤتمر، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بجهود الكويت حكومة وشعباً في حشد الدعم الدولي لمساعدة الشعب السوري.
وتوجه بان كي مون بالشكر الخاص لسمو أمير البلاد لرعايته مؤتمرات المانحين الثلاثة السابقة التي نجحت في جمع تمويلات سخية لدعم الشعب السوري واللاجئين في دول الجوار.
وفي ختام المؤتمر، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ان المانحين تعهدوا بتقديم أكثر من 10 مليارات دولار وهو ما يفوق المبلغ المستهدف عند 9 مليارات دولار.
ومن التعهدات البارزة خلال المؤتمر، إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن التبرع بمبلغ 2.3 مليار يورو للسوريين والدول المحيطة، تشمل 1.1 مليار يورو في العام الحالي، وكذك إعلان كاميرون عن التبرع بمبلغ 1.2 مليار جنيه استرليني، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تقديم 890 مليون دولار إضافية لجهود المساعدات الإنسانية في سورية، ورئيسة وزراء النرويج 1.17 مليار دولار والسعودية 100 مليون دولار والامارات 137 مليون دولار، بالإضافة إلى 3 مليارات يورو تعهد بها الاتحاد الأوروبي.
وشاركت نحو 70 دولة في المؤتمر الذي سيوجه مساعداته لـ 5. 13 مليون سوري و4.4 مليون لاجئ في دول الجوار.