لأنكم السبب في كل مصائبنا، وبخروجكم ستنتهي مشاكل (الديرة)... استوليتم على فُرص العمل فتسببتم بالبطالة لأبنائنا، كثرتكم سبب الغلاء الفاحش في ايجارات الشقق السكنية، وقبلها تردي الخدمات الصحية والتعليمية، أمراضكم (وما أكثرها) كم تسببت لنا بالمرض وانتشار العدوى، وكم أوقفتنا الطوابير على أبواب العيادات الخارجية في المستوصفات والمستشفيات الحكومية وقذفت بمواعيد الفحوص والاشعات والمراجعات لتصبح بالاسابيع والاشهر!
جلبتم معكم العادات السيئة... فكانت نتائجها الجريمة المنظمة وتفشي مظاهر الرشوة والفساد والروتين والبيروقراطية، و(تسللتم) الى حياتنا الاجتماعية ما أودى بتماسكنا الاسري فرفع عندنا نسب الطلاق والتفكك والعنف والتميع والشذوذ، أما خطف فتياتكم لقلوب شبابنا (البريء) وشيابنا (الأبرار) فثمرته المرة... العنوسة والتعدد!
أسواقنا وشواطئنا ومتنزهاتنا اكتظت بكم فأصبحنا لا نجد لنا مكانا للتنفس! أنتم سبب تراكم القمامة والنفايات! وتكاثر القطط والفئران والكلاب الضالة... وحتى نفوق الاسماك!
أما سياراتكم (السكاريب) فلا ريب انها السبب الرئيسي في زحمة السير الخانقة التي تؤخرنا عن أعمالنا ومدارس ابنائنا وتستفز اعصابنا كل يوم... فكل اللوم والعتب لمن سمح لكم باستخراج رخص القيادة وتملك السيارات!
كل السطور السابقة في مقدمة مقالي عبارة عن انطباعات باتت تتردد (كثيرا) على ألسنة بعض المسؤولين والمواطنين وفي بعض وسائل اعلامنا المحلية، وترتفع وتيرتها مع تفاقم حالة التردي وسوء الخدمات العامة والادارة الحكومية للازمات الحياتية.
نعم... أسوق تلك الحزمة من انطباعات (البعض) وهي كلها على خلاف قناعاتي الشخصية، ذلك انني أؤمن بأن اشقاءنا العرب وكل سكان الكويت على اختلاف وتعدد مشاربهم، يشكلون رافدا أساسيا ومهما من روافد بناء وتطوير الوطن لا يمكن تجاهله او الاستغناء عنه، وهم على السواء معنا شركاء في تحمل مسؤولية نجاحنا او إخفاقنا في النهوض وإعمار البلد كل بقدر طاقته وإمكاناته وموقعه وصلاحياته.
وما تحفز البعض لتحميلهم (الفوري) وجعلهم (شماعة) لفشل (الكبار) في التخطيط وابتكار الحلول العصرية والعملية لمعالجة مشاكلنا الحياتية اليومية والتعامل مع الازمات والتحديات الاقتصادية والتنموية، ما هو الا فشل يضاف الى الفشل، وهروب وتنصل من المسؤولية خلف أعذار وحجج واهية، وللاسف يسهل تمريرها وترويجها وخداع الكثيرين بها... ومن اشهرها (ان الوافدين هم السبب)!
قد يتساءل البعض عن سر تخصيص دفاعي عن الوافدين (العرب) تحديدا دون سواهم من المقيمين وفيهم الآسيويون وغيرهم، فأقول لطالما انتصرت هذه الزاوية وانبرى هذا القلم ومثله اللسان على امتداد تاريخهم دفاعا عن حقوق المساكين ومظالم الضعفاء والمظلومين، وارشيف صحيفة «الراي» وبرامجي التلفزيونية ومداخلاتي الاعلامية ومحاضراتي العامة والخاصة، ومعهم اخواننا (البدون) شهداء عدول على ذلك.
غير ان معاناة هذه الشريحة بشكل خاص قد نالها القسط الاوفر من التقصير والاهمال على شتى الاصعدة الحقوقية والسياسية والاعلامية، فلا مجالس نيابية ونواب يزايدون على قضيتهم مثل (البدون)! ولا منظمات انسانية تتحرك لهم ولحقوقهم كما هو حاصل للعمالة المنزلية والآسيوية وغيرها... ومن هنا ولهذا كتبت هذه السطور... علّ وعسى!
أجل... يكابد اخواننا العرب المقيمون بيننا صنفا مختلفا وخفيا من الشكوى والمعاناة والالم لا يجده اقرانهم من المقيمين في دول خليجية اخرى كعمان والبحرين مثلا، حيث الخدمات الصحية والتعليمية والانسانية هناك متاحة للمقيم كما المواطن دون تمييز يذكر، ناهيك عن خصائص الشعبين الكريمين المشهود لهما خليجيا بالطيبة ودماثة الخلق.
اعلم... سيقول البعض مكابرا... يا أخي اللي مو عاجبه يروح عمان او البحرين... والا يرجع ديرته... بعد احسن؟!
وأقول... وانطلاقا من هذا المنطق المتعالي (القاسي) اللا واقعي واللا إنساني (لبعضنا).
سأستأنف مقالي التالي بإذن الله.


محمد العوضي
mh-awadi@