أعلن وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، أمس الجمعة، أن بلاده تعتزم إرسال قوات برية للمشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. فيما قال نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة مستعدة لحل عسكري في سوريا إذا لم يكن الحل السياسي ممكنا.

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العراقي، على الكليدار، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية إرسال قوات برية إلى العراق، لا يهدف في أساسه إلى محاربة داعش، لأن الولايات المتحدة والتحالف الدولي لو كان يريد القضاء على داعش نهائيا لفعل ذلك، لكنه تعمد إطالة أمد العمليات العسكرية هناك، مشيرا إلى أن القوى العراقية المختلفة دائما ما تتهم الولايات المتحدة بأنها غير جادة في حربها ضد داعش.

وأوضح كليدار، أن القرار الأمريكي بشأن إرسال قوات برية للقتال في العراق وسوريا، له العديد من الأهداف، أولها الدخول إلى العراق مرة أخرى من بوابة "داعش"، وإحداث نوع من التوازن مع القوى الأجنبية الموجودة في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن أمريكا تركت العراق فريسة سهلة للحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية لإيران، بالإضافة إلى إحداث توازن أيضا مع التواجد الروسي والإيراني في سوريا، خاصة في ظل التعاون الاستخباراتي القوي بين العراق وسوريا وروسيا وإيران.

وكانت روسيا قد أعلنت عن إنشاء مركز للتعاون الاستخباراتي يكون مقره العراق، ويتم فيه تنسيق العمليات العسكرية ضد داعش والتي تشنها القوات الروسية والعراقية والإيرانية والسورية في كل من سوريا والعراق.

ولفت الكليدار إلى أن التجربة الأمريكية السابقة في احتلال العراق، ستوفر للقوات البرية الأمريكية بعض عوامل النجاح في مواجهة داعش وبقية التنظيمات الإرهابية، من خلال المعرفة بطبيعة وجغرافية الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن واشنطن تعلم كل شبر في العراق من خلال حربها السابقة، بالإضافة إلى خبراءها العسكريين المتواجدين لتدريب ومساعدة الجيش العراقي، مؤكدا أن العمليات العسكرية التي يمكن أن تقوم بها تلك القوات ستكون خاطفة، ولن تتطور إلى مواجهات مباشرة مع تنظيم داعش، لأن الاستراتيجية الأمريكية ترتكز على استعمال سلاح الجور لتدمير الأهداف أكثر من استعمال المقاتل البري.

وقال النائب عن "اتحاد القوى" العراقية السني، محمد الكربولي، في تصريحات صحفية، اليوم السبت، إن الإستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب نشر قوات برية أمريكية على ا&O5271;رض جاءت متأخرة. واستطرد قائلا إن دورها سيكون حاسما في القضاء على تنظيم داعش وعصابات الإرهاب المنفلتة.

وكانت وسائل إعلام قد ذكرت أن نحو 1800 جندي أمريكي وصلوا لقاعدة "عين الأسد" العسكرية بمحافظة الأنبار، فيما نفت الولايات المتحدة ذلك وقالت إنه سيتم في الأسابيع المقبلة استبدال الفرقة 82 المحمولة جوا والمتمركزة حاليا في العراق بالفرقة 101 المحمولة جوا، وسيتم إرسالها في الأشهر القليلة المقبلة".