انسحبت وحدات الجيش البحريني أمس من مناطق تمركزها في الاماكن الحيوية بالعاصمة المنامة وتركت مهمة حفظ الأمن والنظام لقوات الشرطة, بعد أن أصدر ولي العهد ونائب القائد الأعلي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة جميع وحدات الجيش بالعودة إلي ثكناتها تجاوبا مع مبادرته التي أطلقها لاعادة الهدوء والدخول في حوار بين مختلف القوي السياسية, فيما نشطت محاولات الحكماء من الطائفتين الشيعية والسنية في البحرين للتهدئة والمساعدة علي بدء هذا الحوار وانهاء حالة الاحتقان الحالية في الشارع البحريني.
وقد أشاد ولي العهد البحريني في كلمة متلفزة أمس بجميع الحكماء والعقلاء الذين دعوا ولبوا النداء للتهدئة وحفظ الامن واللحمة الوطنية, وأعلن عن بدء مرحلة جديدة يتم فيها البحث في جميع القضايا بصدق وامانة, وناشد جميع المواطنين العمل علي تهدئة الاوضاع كي يتسني للجميع المشاركة في يوم حداد وطني علي ما فقدناه من أبناء.
وشدد ولي العهد علي ان التهدئة مطلوبة في هذا الوقت لتمكين جميع الاطراف من طرح آرائهم وقضاياهم بصورة مسئولة ومنتجة, ودعا للحفاظ علي الأمن والاستقرار خوفا من الفتنة وتأزم الموقف, مؤكدا انه كلما استطعنا ان نجعل من الهدوء نهجا لنا استطعنا التوصل اقرب لهدفنا, وقال ان الامور بدأت تعود إلي شكلها الطبيعي.
من جانبها دعت جمعية الوفاق الشيعية المعارضة والتي تعبر عن قطاع عريض من الطائفة الشيعية, في البحرين الجماهير, إلي التوجه إلي ميدان دوار اللؤلؤة بسلمية وضبط نفس, وهو ما تجاوب معه العشرات الذين احتشدوا في الميدان, فيما أغلقت قوات الامن جميع الطرق المؤدية إلي الميدان أمام حركة السيارات.
ورغم تمسك جمعية الوفاق ورفضها الدخول في هذا الحوار الا بعد تحقيق مطالبها باستقالة الحكومة وسحب قوات الجيش من مناطق تمركزه في العاصمة المنامة, إلا أن مصادر بحرينية أكدت تزايد فرص نجاح الحكماء في مهمتهم وتقريب وجهات النظر وتغليب المصلحة العليا للبحرين في الظروف الحالية.
وقد ساد الهدوء كافة مناطق البحرين أمس ـ السبت ـ وعاودت المحال التجارية فتح أبوابها وممارسة نشاطها العادي بعد أن خلت الشوارع الخميس والجمعة من المارة واغلقت المحال أبوابها في معظم المناطق تخوفا من أية تجاوزات قد تحدث أثناء التظاهرات في أعقاب اخلاء قوات الامن البحرينية المعتصمين من ميدان دور اللؤلؤة فجر الخميس الماضي.وكان عاهل البحرين قد كلف نجله ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة بالحوار مع جميع الاطراف والفئات في المجتمع دون استثناء, ومنحه جميع الصلاحيات اللازمة لانجاح هذا الحوار, وجاء التكليف بعد أن ظهر ولي العهد علي شاشة التليفزيون بشكل مفاجئ الليلة قبل الماضية, ودعا إلي عودة الهدوء وبدء حوار بين جميع القوي والتيارات السياسية في البحرين.
ومن جانبه نفي وزير الصحة البحريني فيصل الحمر حدوث أي وفيات جديدة بسبب الاحداث الحالية في البحرين, وقال إن الوضع في مستشفي السلمانية الحكومي مستقر.