طالبت وزارة الخزانة الامريكية المؤسسات المالية الامريكية أمس بمراقبة التعاملات المرتبطة بمصر عن كثب بحثا عن أي دلائل محتملة علي إختلاس اصول عامة.
وقال بيان أصدرته شبكة مكافحة الجرائم المالية بوزارة الخزانة انه ينبغي ان تطبق البنوك اجراءات التدقيق المعزز علي الحسابات المصرفية الخاصة التي تتضمن شخصيات سياسية أجنبية.
واضاف البيان ان الوزارة نصحت المؤسسات المالية ايضا بأن تراقب التعاملات التي من المحتمل ان تمثل اختلاسا او تحويلا لأصول عامة او اموالا ناتجة عن الرشوة او اشكال اخري للفساد العام.
وكانت مصر قد طلبت الاثنين الماضي من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تجميد اصول لمسؤولين مصريين كبار سابقين يشتبه بأنهم ارسلوا اصولا بمليارات الدولارات الي الخارج, إلا ان مسئولين كبار بالادارة الامريكية ومتحدثا باسم وزارة الخارجية الفرنسية في باريس قالوا ان طلب التجميد لا يشمل مبارك. ومن جانبها, دعت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس الولايات المتحدة إلي دعم الديمقراطية في مصر عن طريق دعم العلاقات الامريكية الوثيقة بالجيش المصري والمجتمع المدني, ومن خلال تقديم المساعدات الاقتصادية وتشجيع التجارة الحرة في هذا البلد. وقالت رايس في مقال لها في صحيفة واشنطن بوست نشر امس إن مصر ليست كإيران عام1979 بعد الثورة التي انتهت بسيطرة الإسلاميين علي الحكم بعد الإطاحة بنظام الشاه.
واعترفت وزيرة الخارجية السابقة بأن الولايات المتحدة سعت لسنوات إلي تأمين الاستقرار علي حساب الديمقراطية ولكنها لم تحقق أيا منهما, مشيرة إلي أن الدرس الذي أعطته الثورة المصرية للدول الأخري في المنطقة يتمثل في ضرورة الإسراع بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وأعربت رايس عن تفهمها للمخاوف من وجود جماعة الإخوان المسلمين في مصر والقول إن مستقبل البلاد غير واضح أو أن عملية التحول الديمقراطي قد تكون غير منظمة, ومضطربة وفوضوية بعض الوقت-علي حد قولها-, ولكنها اكدت في الوقت ذاته أن ذلك التغيير أفضل من وجود نظام سلطوي زائف.
وفي غضون ذلك, واجه عناصر جهاز المخابرات الامريكية أمس أسئلة صعبة من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي بشأن وضع جماعة الإخوان المسلمين في مصر, وسط اعترافات من كبار المسئوليين في المخابرات الأمريكية بانهم غير قادرين علي التأكد من اراء و اهداف الجماعة المعارضة.
وردا علي تلك الاتهامات, أكد رئيسا أكبر جهازين للمخابرات الامريكية- خلال جلسة استماع للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ- علي أنهم يتابعون عن كثب وضع جماعة الاخوان المسلمين في مصر, لتري مدي ما قد تكتسبه الجماعة من نفوذ في الحكومة المصرية القادمة, وقالوا ان المخابرات تعتقد أن الاخوان يعارضون معاهدة السلام التي أبرمتها مصر مع اسرائيل عام.1979
وقال ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي.اي.ايه إن الوكالة تراقب عن كثب جماعة الاخوان المسلمين في مصر مع تشكل الوضع السياسي هناك.واضاف أمام اللجنة الخاصة بشئون المخابرات بمجلس الشيوخ: من الواضح انه في داخل الاخوان المسلمين عناصر متطرفة علينا ان ننتبه لها, وهذا أمر نراقبه عن كثب لضمان الا يقدروا علي ممارسة تأثيرهم علي توجهات الحكومات في تلك المنطقة.
كما اعرب جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الامريكية عن بواعث القلق الامريكية بشأن تنديد الجماعة بمعاهدة السلام التي ابرمت بين مصر واسرائيل عام.1979 وقال كلابر في الجلسة نفسها ان تقييمي هو أنهم لا يؤيدون معاهدة السلام. الا انه اكد في الوقت نفسه علي ان الإخوان المسلمين هم مجرد صوت واحد في البيئة السياسية الناشئة في مصر بعد تنحي الرئيس حسني مبارك الأسبوع الماضي.
وأضاف كلابر ان الاخوان المسلمين تنظيم عالمي ضخم غير متجانس يختلف جدول أعماله وتأثيره من بلد الي آخر,وتابع انه ايضا تنظيم به أيضا أجنحة مختلفة بما في ذلك جناح محافظ يتعارض تفسيره للاسلام مع المشاركة الانتخابية الواسعة وجناح أصغر سنا واكثر ليبرالية واكثر ميلا للعمل من خلال عملية سياسية علمانية,علي حد قوله.
ومن جانبه, سعي وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس لابقاء الاضطرابات التي يتسع نطاقها في الشرق الاوسط في اطارها المحدد, مشددا علي أنها أمر يخص العمل الدبلوماسي وليس التدخل العسكري.وقال لاعضاء مجلس الشيوخ تلك مشكلات تنبع من داخل تلك البلدان وهو تحد دبلوماسي بالاساس بالنسبة لنا.
وفي السياق ذاته,أكد جون بونر رئيس مجلس النواب الامريكي علي التزام بلاده بدعم اسرائيل والعمل معها من اجل الحفاظ علي السلام و الاستقرار في المنطقة في ظل الاضرابات العديده التي يشهدها الشرق الاوسط في الوقت الراهن.
وقال بونر ـ عقب لقاء مع السفير الاسرائيلي في واشنطن ميشيل اوريل ـ ان اسرائيل واحدة من اقوي الحلفاء للولايات المتحدة, فإننا نشتراك في نفس القيم و نحارب نفس العدو المتمثل في التطرف العنيف. واضاف في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط, فان الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف بجانب حليفنا القريب للحفاظ علي السلام و الاستقرار في المنطقة.
ومن ناحية اخري دعا المكتب الإعلامي المصري بولاية كاليفورنيا, المصريين المهاجرين إلي كل بقعة من بقاع الأرض إلي المشاركة في مبادرة لدعم الاقتصاد المصري باسم( دعوة من أجل مصر).
وصرح المستشار حاتم حلمي رئيس المكتب الإعلامي المصري في الساحل الغربي للولايات المتحدة بأن المبادرة تدعو المصريين بالخارج إلي دعم الاقتصاد المصري من خلال تحويل مبلغ1000 دولار علي الأقل.