سلط إعلان السعودية قطع العلاقات مع إيران الضوء على العلاقات المتوترة أساسًا بين الدولتين حول مناطق النفوذ في الشرق الأوسط، ويمكن القول إن التنافس بين البلدين يتركز على ملاعب سياسية مهمة هي:

سوريا

في الوقت الذي تدعم فيه إيران الرئيس السوري، بشار الأسد، في القتال المستمر في سوريا منذ 5 سنوات ضد المعارضة المسلحة، يمكن توقع أن إيران والسعودية ستعملان على زيادة الدعم للأطراف الموالية في سوريا.

إيران ستزيد الدعم لـ"حزب الله"، الذي بحسب صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية، تلقى دعما ضخما في 2015، يمكن أن يزيد الآن في العام الحالي.

بينما السعودية تدعم عددا من فصائل المعارضة السورية، وتخشى الولايات المتحدة من أن بعض هذه المجموعات من المتطرفين.

وإذا زادت السعودية دعمها لهذه المجموعات فهذا يعني إطالة أمد الحرب في سوريا، رغم جهود الأمم المتحدة والاتفاق المبدئي بين القوى الكبرى على ضرورة إنهائه في هذا العام.

العراق

في الوقت الحالي تتصارع السعودية وإيران على النفوذ في العراق، فمن جهة ترى الرياض أن السنة تم تهميشهم في الحكومة العراقية الشيعية، كما ترى، بحسب تصريحات الخبير العراقي أنور الحيدري، أن حكومة بغداد موالية لإيران ولا يوثق بها.

الآن، فإن قطع العلاقات بين الدولتين من شأنه تأخير العمل على تحرير الموصل، وهو ما كانت الحكومة العراقية تعتزم البدء فيه بعد تحرير الرمادي.

ويقول الحيدري إن السعودية وتركيا تريدان أن يكون لهما نفوذ في المناطق السنية المحررة، ومن ثم فإن لدى البلدين القدرة على عرقلة العمليات العسكرية، التي تهدف لتحرير المدن العراقية من داعش.

لبنان

أما لبنان، حيث منصب الرئاسة فارغ لأكثر من عام، فإن قطع العلاقات بين السعودية وإيران من شأنه أن يعرقل التقارب الحالي من أجل التمهيد لاختيار رئيس جديد، بحسب صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية.

فبعدما كانت التوقعات تشير لترجيح كفة سليمان فرنجية كرئيس جديد للبلاد، بدعم من سعد الحريري، الموالي للنظام السعودي، يمكن أن تتوقع تزايدا في نشاط حزب الله ومعارضة من قبل الأحزاب المسيحية الكبرى "القوات اللبنانية وحزب الكتائب و الحركة الوطنية الحرة".

اليمن

على غرار سوريا.. ترى صحيفة "يو إس إيه توداي" أن اليمن أقرب مثال على الحرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وبهذا يمكن الآن أن نرى إطالة الصراع في اليمن من خلال حرب عصابات وهجمات يمكن شنها في الأراضي اليمنية، التي فقدها الحوثيون لقوات الحكحومة، المدعومة من السعودية.

البترول

باعتبار السعودية من أكبر مصدري البترول، فإنها ترفض تقليل إنتاجها، رغم الأسعار المنخفضة، وذلك للحفاظ على حصتها في السوق.

كنتيجة لهذا، فإن العالم الآن يسبح في البترول رخيص الثمن، لكن مع رفع العقوبات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، فإن طهران ستدخل السوق العالمية كمنافس قوي، وربما تنتج 500 ألف برميل يوميا، ما يعنى انعاش الاقتصاد الإيراني بمزيد من الأموال.

وهذا يعني مزيد من الأموال التي يمكن تستخدمها إيران لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط، وبحسب الدكتور الحيدري، ربما كان هذا وراء السياسة السعودية تجاه إيران، وهو السعي لاستنزاف موارد إيران وجرها لأخطاء سياسية بشكل يؤثر على موقفها في رفع العقوبات.