كشفت مصادر مطلعة بملف مفاوضات سد النهضة، عن أن إثيوبيا أصدرت تقريرًا حديثًا عقب تحويل مجرى نهر النيل، مؤكدة أنه لم يكن مفاجئًا بالمرة.
وأشارت إلى أن تطورات بناء المشروع كانت متسارعة منذ إعلان رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي، في 2 أبريل 2011، البدء رسميًا في تشييد السد، وحتى تحويل المجرى، مضيفًا أن إثيوبيا أنشأت المجلس الوطني لتنسيق المشاركة العامة في تشييد سد النهضة.
وأوضح أن المجلس الذي يعبر عن الطابع القومي للمشروع لدى الإثيوبيين، أنشئ بغرض إتاحة مجال لكل إثيوبي داخل وخارج البلاد للمساهمة في هذا المشروع، الذي وصف بـ"الحدث التاريخي"، كما ضم في تشكيله جميع أطياف الشعب الإثيوبي ممثلين في 75 عضوًا من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة والمشاهير والمثقفين والزعماء الدينيين وجمعيات المجتمع المدني.
وأشار المصدر إلى أنه رصد تطورات المشروع، الذى تعتبره أثيوبيًا مشروعًا للطاقة الكهرومائية؛ لتوليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء عن طريق استغلال تدفق مياه النهر، والذي يقدر في المتوسط بنحو 1547 مترًا مكعبًا في الثانية، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى والتي ستشهد تشغيل "تربينين"؛ لإنتاج لإنتاج 700 ميجاوات من الكهرباء.
ويتكون المشروع بالأساس من سد رئيسي من الخرسانة المضغوطة، والتي تستخدم في سد "التنور" بالأردن، والسد الفرعي على المناطق المنخفضة المجاورة للخزان؛ لمنع غمرها بالمياه، ومحطتين لتوليد الطاقة الكهربية، ومنطقة تحويل بطاقة 500 كيلوفولت بالإضافة إلى المفيض "قناة تصريف فائض المياه"،
وتصميم المشروع الذي تم الانتهاء من نحو 50% منه، بسعة تخزين 74 مليار متر مكعب عند مستوى الإمداد الكامل، ويغطي مساحة 1680 كيلو مترًا مربعًا سيتم استخدامها بشكل أساسي في توليد الطاقة الكهربية.
وأشارت المصادر إلى أنه تم تشييد خط تحويلي بطاقة 400 كيلو فولت لإمداد المشروع بالكهرباء اللازمة من مشروع نهر بيليس الكهرومائي "نهر غرب إثيوبيا ويعد أحد رواد النيل الأزرق"، على أن يستخدم لربط الكهرباء من سد النهضة عند بدء توليدها بالشبكة القومية، هذا بالإضافة إلى خطوط تحويل بطاقة 500 كيلو فولت للربط سيتم تشييدها كمشروع منفصل.
وبلغ عدد العاملين بالمشروع 4225 شخصًا منهم 131 من الأجانب و2905 عمال محليين و1189 مقاولين من الباطن، وبخصوص الآلات والمعدات المستخدمة فتبلغ 991 وحدة، منها 893 تابعة لمقاولين، و81 تابعة لمقاولين من الباطن بالإضافة إلى 17 وحدة مؤجرة.
وأكدت المصادر، أن عدد الآبار المتعلقة بالسد الرئيسي والسد الفرعي والمفيض تم الانتهاء منها، حيث بلغ عددها أكثر من 104، وتم عمل 7 أنفاق منها 3 على الضفة اليمنى و4 على الضفة اليسرى.
ويدير مشروع سد النهضة المهندس الإثيوبي، سيميجنيو بيكيلي، الذي باشر بناء 3 سدود أخرى في بلاده، إلا أن هذا المشروع هو السد الأول الذي يباشر بناءه على النيل الأزرق.
ونوّهت المصادر بأن الطرق التي شيدت لتسهيل عمليات الانتقال الخاصة بالمشروع، هي الطرق التي أنشئت بإجمالي 122.7 كيلو مترًا، منها 4 طرق للضفة اليمنى تشتمل على الطريق الأول: بطول 7.5 كيلو متر ويعد بمثابة الممر التحويلي حول منطقة السد الأيمن، الطريق الثاني: ويبلغ طوله 1.9 كيلو متر، و الطريق الثالث: سيحل محل الطريق القائم بين جوبا وبامبودي، والطريق الرابع: يربط بين الطريق الأول ومعسكر العاملين المؤقت والدائم بطول 6.5 كيلو متر.
وتتضمن الضفة اليسرى طريقًا من منطقة السد الرئيسي إلى المفيض بطول 1.5 كيلو متر، وطريقًا للنهر الأزرق من منطقة السد الرئيسي، وطريقًا من خزان المياه ومحطة الإذاعة للسد الرئيسي بطول كيلو مترًا، وطريقًا لمنطقة سد الضفة اليسرى حيث يوجد كوبري بطول 34 كيلو متر، فيما تم تمهيد الطريق من السد الفرعي إلى السد الرئيسي بطول 9.5 كيلو متر.
كما بني كوبري على النيل الأزرق، واستخدم فيه استخدام 1411 مترًا مكعبًا خرسانة في القاعدة، و1188 متر مكعب في الارتفاع، و136 مترًا مكعبًا للسطح.