خبراء عن تلميحات بريطانيا للتدخل العسكري في ليبيا:
خبير عسكري: الغرب يحاول تسويق مبررات لدخول "الناتو" إلى ليبيا.. والحل "تدخل عربي"
الغباري: تلميح بريطانيا بتدخلها عسكريا في ليبيا جزء من "حروب الجيل الرابع" ضد العرب
خبير استراتيجي: التوافق الليبي يقضي على التدخلات العسكرية الخارجية
قالت صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية، إن اتفاق السلام الليبي الذي توصلت إليه الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من شأنه تعقيد الأمور أكثر، مرجحة حدوث تدخل عسكري خارجي قريب في ليبيا، أرجعته الصحيفة إلى الهلع وليس التخطيط، فيما أعلن وزير الدفاع البريطاني "مايكل فالون"، الأسبوع الماضي، أن بلاده تستعد لنشر 1000 جندي من قواتها المسلحة في ليبيا للمساعدة في قتال "داعش"، وتدريب القوات الأمنية المحلية.
هذا ما تناوله الخبراء بالتحليل في السطور التالية، موضحين أي توافق فعلي على الأرض بين الفرقاء الليبيين يصب في مصلحة الشعب الليبي والمنطقة، لكن موقف الغرب متناقض تجاه زعمه محاربة الإرهاب ودعمه له بشكل أو بآخر.. هذا ما تعكسه آراؤهم خلال السرد التالي.
في هذا السياق، أكد اللواء علاء عز الدين، مدير مركز المخابرات الاستراتيجية بالقوات المسلحة الأسبق، أن حديث بريطانيا وإعلامها عن اقتراب التدخل العسكري في ليبيا، يأتي ضمن محاولات تسويق مبررات للتدخل في ليبيا بواسطة حلف الناتو، وهذا يعكس الإصرار الغربي على عدم حل المشكلة وفق رغبات ورؤى الشعب الليبي وممثليه.
وقال "عز الدين": إصرار الغرب على أن تظل ليبيا منطقة توتر يظهر بوضوح من فرض حذر التسليح على الجيش الليبي، السماح بشكل أو بآخر بمرور الإمدادات للجماعات الإرهابية هناك، والسماح لهم بتهريب البترول والاستفادة بعوائده، بالإضافة إلى توفير دعم مادي خفي لهذه الجماعات المتطرفة.
وأوضح أن الغرب يسعى لفرض سيطرته على ليبيا بحجة محاربة الإرهاب، وهذا واضح من توزيع الأدوار، فأمريكا تصر على الحل السلمي وتطرح حلولا لا تتوافق مع الرؤى القومية الليبية وتفرضها عليهم،و بريطانيا تصر على العمل العسكري، وفرنسا ترجح التدخل العسكري ثم تعود لتقف إلى جانب الحل السلمي، اتفاق الدول الغربية على اعتبار ليبيا بؤرة للإرهاب، والأمم المتحدة الأمريكية تفرض حلولا بعيدة عن تطلعات الشعب الليبي وقادته.
وأضاف مدير مركز المخابرات الاستراتيجية بالقوات المسلحة الأسبق، أن الحل الحقيقي للأزمة الليبية يكمن في ضرورة تدخل شرعي عربي، عن طريق قوة عسكرية لفرض السلام هناك، وذلك بما يتيح ميثاق الأمم المتحدة للمؤسسات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي بالتدخل في الدول الموجودة في نطاقها للقضاء على أي نزاعات أو نشاطات مسلحة ضد الحكومة الشرعية.
داعيا إلى تحقيق هذا الأمر في أقرب وقت ممكن حتى لا نستيقظ على وجود غربي فعلي في ليبيا يكون خنجرا استراتيجيا في ظهر مصر والدول العربية.
فيما أكد اللواء أحمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن تصريحات الصحف البريطانية التي ترجح تدخلا عسكريا بريطانيا في ليبيا قريبا، هي للاستهلاك السياسي وضمن حرب الغرب النفسية ضد الشعوب العربية، وتأتي تبعا لحروب الجيل الرابع المعتمدة على تحقيق الإرهاب الدولي والمحلي على الأرض والحرب النفسية ضد الشعوب.
وقال "الغباري": لكي نفهم هذه التصريحات يجب ربطها بالخريطة الدولية لمخطط الغرب بتحقيق "الشرق الأوسط الكبير"، نجد أنها تخدم هذا الهدف لأن الغرب هو صانع الإرهاب لتحقيق هذا الغرض، كما الدول الغربية التي لها مصالح كبيرة في ليبيا هي بريطانيا وفرنسا، وحلف الناتو هو أول من تدخل في ليبيا من قبل.
وأضاف أن قصة الغرب في مكافحته للإرهاب مزيفة والدليل على ذلك أنه يمكن حل تمدد هذه الجماعات بقطع إمدادها بالقوة البشرية، عن طريق إجبار تركيا على غلق أبوابها أمام هذه العناصر وتخليها عن دور القنطرة التي يعبرون منها إلى هذه التنظيمات، ووقف الدعم المادي والمالي.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن بريطانيا تحاول أن تلعب دورا أكثر تأثيرا في المنطقة، وأن تساهم في صنع مجريات الأحداث، لذلك فهي تلوح بتدخلها العسكري في ليبيا للتصدي لـ"داعش".
وقال "حفظي": بريطانيا تحاول أن تحل محل أمريكا خاصة بعدما أصبح هناك نوع من عدم الرضا لدى الدول العربية تجاه التواجد الأمريكي في المنطقة، ولذلك فهي تحاول إيجاد شرعية لهذا الدور، كما أن إذا تم هذا التدخل فإنه سيكون تحت لواء حلف الناتو وليس لبريطانيا منفردة.
وفيما يخص تأثير الاتفاق الذي تم بين الفرقاء الليبين تحت مظلة الأمم المتحدة على نوايا بريطانيا للتدخل في ليبيا، أكد مساعد وزير الدفاع الأسبق، أكد أن هذا التوافق سيساهم في إيجاد حلول توافقية على أرض الواقع وبالتالي يقلل من احتمالية حدوث تدخلات عسكرية خارجية لأنها تصب في صالح الأطراف الخارجية وليس في صالح شعوب المنطقة.