أعلن الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، الانتهاء من عملية ترميم القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، والنجاح فيها بشكل تام، وذلك بمشاركة فريق مصري -ألماني.
وقال الدماطي، خلال مؤتمر صحفي عقده في المتحف المصري بالتحرير، مساء الأربعاء، بمناسبة انتهاء ترميم قناع توت عنخ آمون، إنه خلال رحلة عملية الترميم وإعادة تركيب ذقن «الفرعون الصغير»، والتي كانت مثبتة تثبيت ضعيف بسبب عوامل الزمن، تم فك لحية القناع الذهبي بطريقة بسيطة وآمنة جدا، ثم تم إعادة لصق الذقن على القناع بمادة لا تحتوي على أي مركبات كيميائية، مؤكدا لم نستخدم أي مواد كيميائية داخل القناع. وأضاف الدماطي أنه بعد فك اللحية تم اكتشاف مفاجأتين: الأولى هي اكتشاف وجود أنبوب من الذهب، والثانية اكتشاف استخدام مادتين في تثبيت اللحية في الأربعينيات، وهما القصدير وشمع العسل.
وأكد الدماطي أن الفريق البحثي أجرى دراسة متكاملة على القناع الذهبي الذي لم يحظ بدراسة كاملة من قبل. وأوضح الدماطي أنه خلال الدراسة والبحث وجد الفريق المختص بترميم القناع أن أفضل مادة طبيعية تستخدم للصق القناع هي مادة «شمع العسل»، ومن ثم تم تركيب اللحية بنجاح.
وأشار الدماطي إلى أنه تم اختيار الخبير الألماني، كريستيان إكمان، كرئيس لفريق العمل المصري الألماني المشارك في عمليات ترميم قناع الملك «توت عنخ آمون»، لسابقة أعماله في ترميم المعادن، ولأنه مقيم معنا في مصر.
وقال الدماطي إن اللجنة التي شكلت للترميم الأثر هي لجنة علمية مكونة من عدد من المرممين المتخصصين، مؤكدا أنه سيتم توثيق كل خطوات العملية البحثية وعملية الترميم في كتيب، وسيتم عرضه على الجمهور قريبا.
وبدوره، أكد الدكتور خالد العناني، المشرف العام على المتحف المصري، على نجاح عملية ترميم القناع الذهبي بشكل علمي ودقيق ومن ثم نقله إلى فاترينة العرض بشكل آمن. وقال العناني إن ترميم قناع الملك توت عنخ آمون سبقه دراسة علمية قبل البدء في عملية ترميمه منذ اكتشافه حتى عام 2014 من السجلات. وأوضح العناني أن عملية ترميم القناع وتنظيفه تم بدون أي مواد كيميائية، كما تم مراجعة كافة الصور الخاصة بالفرعون الصغير منذ لحظة اكتشافه، وحتي ترميمه للتأكد من هيئته الأصلية.
وقال العناني إن «توت عنخ آمون» ينتظر زواره منذ الصباح، ودعا جميع السياح للمجيء لزيارة المتحف المصري وفاترينة توت عنخ آمون بعد ترميمه، والاحتفال بالكريسماس في مصر.
أما البروفيسر ستيفان زيدلماير، مدير معهد الآثار الألمانى بالقاهرة، فأعرب عن سعادته بخوض تجربة ترميم قناع توت عنخ آمون. ووجه زيدلماير الشكر للفريق المصرى الذي ساهم بقوة في عملية الترميم، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها ترميم توت عنخ آمون بعد 90 سنة، حيث كانت المرة الأولى عام 1925، واعتبر زيدلماير أن هذا يعد إنجازا عظيما أظهر نجاح العمل الجماعى. ودعا زيدلماير لدعم التعامل بين مصر وألمانيا في المجال الأثرى للحفاظ على التراث.
ومن جانبه، قال محمود الحلوجي، مدير عام المتاحف الإقليمية، إن المتحف المصري يحتفل اليوم بعودة الفرعون الصغير، مؤكدا نجاح عملية ترميم القناع الذهبي. وأضاف الحلوجي، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن عملية الترميم تمت باستخدام آلات خشبية كي لا تطرأ أي جروح على الأثر. وأوضح الحلوجي أنه في عام 1945 تم استخدام مادة القصدير لإعادة لحم الذقن بالقناع، إلا أن ذقن القناع طرأ عليها تدهور في أغسطس عام 2014 نتيجة لعواكل الزمن، ومن ثم تم استخدام مادة الإيبوكسي لإعادة لصقها، وهو ما أضر بالأثر.
وتابع الحلوجي: إلا أنه تم التعامل مع هذا الخطأ وتم إزالة مادة الإيبوكسي بشكل علمي وإعادة تثبيت الذقن مرة أخرى باستخدام الشمع الطبيعي.