اجتاحت مدن العالم أمس وأمس الأول- الجمعة- موجة عارمة من الاحتفالات والمظاهرات الصاخبة لمشاركة مصر فرحتها بنجاح ثورة25 يناير حيث تحولت المسيرات التي اقامتها الجاليات المصرية المقيمة في الخارج للتضامن مع احتجاجات ميدان التحرير خلال الايام الماضية الي احتفالات شعبية عارمة.
استقبلت نبأ تنحي الرئيس مبارك بالرقص والغناء, فضلا عن الأمنيات والمطالب بمستقبل ديمقراطي حر لبلدهم.
فمن مقاهي نيويورك وحتي شوارع لندن, انضم أبناء الجاليات المصرية إلي مواطنيهم في مصر للاحتفال بنجاح الثورة المصرية, حيث احتفل نحو200 شخص في حي ماي فير في لندن خارج السفارة المصرية, وقرعوا الطبول ورقصوا وتعانقوا ورددوا باي باي.. مبارك, قبل أن يبدأوا مسيرة في الشوارع.
وقال باسم البهلوان- وهو طالب عمره30 عاما- إن هذه بداية فصل جديد بالنسبة لمصر ولحقوق الإنسان وللديمقراطية وللكرامة في مصر وفي الشرق الأوسط.
وفي نيويورك- حيث يعيش نحو60 ألف مصري ممن يحملون الجنسية الأمريكية- أغلق عشرات المصريين شارع كوينز ملوحين بالأعلام المصرية واللافتات التي كتب عليها مبروك للشباب المصري.. أحلامكم تحققت, ورددوا الحمد لله.. نحيا من أجل كرامة مصر.
وقالت هدي الإمام-32 عاما- وهي تنضم إلي احتفالات نيويورك مع أطفالها الثلاثة لقد تحررنا أخيرا, وأضافت لا أخشي من تولي الإسلاميين السلطة لأن الوجوه التي تصنع هذه الثورة أعرفها.. إنهم مجرد شبان.
ولم ينس بعض المصريين الأمريكيين توجيه انتقادات لطريقة تعامل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مع الوضع في مصر وقالوا انهم أصيبوا بإحباط شديد من الطريقة التي تعامل بها كلاهما مع الموقف, معتبرين أن الولايات المتحدة الديمقراطية كان ينبغي أن تقف إلي جانب الشعب منذ اليوم الأول.
وتساءلوا: الشعب المصري يحب الشعب الأمريكي, ولكن لماذا وقفت أمريكا إلي جانب إسرائيل ونسيت الشعب العربي؟
وفي الوقت نفسه, أبدي بعض المصريين المقيمين في الخارج مخاوفهم علي مستقبل بلادهم, حيث نقل تقرير لوكالة انباء اسوشييتد برس عن عدد من المصريين في الولايات المتحدة تأكيدهم علي ضرورة عدم الاقتصار علي اسقاط النظام والاهتمام بالاعداد لطريق الديمقراطية حتي لا تعود مصر للوراء وقالوا: إنه بعد انتصار الشعب لابد ان نحتفل بعين.. وبالعين الاخري نتطلع الي المستقبل.
وفي أستراليا, اختلطت دموع الفرح بأجواء الرقص والغناء من جانب الجالية المصرية في مدينة سيدني, حيث نظم أعضاء لجنة التضامن مع الثورة المصرية في سيدني احتفالا كبيرا في وسط المدينة, وأشادوا بانتصار ثورة من سموهم بـجيل الانترنت الذي قاد الشعب الي الحرية واستعادة الكرامة.
وامتدت الاحتفالات الي فلسطينيي1948 عرب إسرائيل, حيث ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان عددا كبيرا منهم نظم مسيرة احتفالية كبيرة في شوارع مدينة الطيبة أطلقوا خلالها الألعاب النارية ابتهاجا بما حدث في مصر, كما يعتزم حزب بلد الذي يعبر عن عرب اسرائيل تنظيم مسيرة خلال ساعات للتضامن مع فرحة الشعب المصري, ومن المتوقع ان تجذب اليها اعدادا هائلة من المشاركين.
ومن فيينا- تباينت ردود الفعل بين أوساط الجالية المصرية والجاليات العربية والاسلامية في النمسا ما بين الترحيب والتهنئة وبين الترحيب بتحفظ علي قرار الرئيس حسني مبارك بالتخلي عن منصبه الرئاسي. فقد رحبت الجمعيات المنسقة للمظاهرات التي كانت تخرج لمساندة شباب الثورة بتنحي مبارك, واعتبرت ذلك خطوة ايجابية, وقالت انها تتطلع الي مصر جديدة بثوب الديمقراطية الحقيقية, كما اعرب احد الناشطين المصريين عن امله في ان تتم عملية انتقال السلطة بهدوء. وفي حوار مع ناشط نمساوي من اصل مصري كان من بين المنسقين للمظاهرات, قال ان مصر تشهد تغييرا تاريخيا, واضاف ان اغلبية الشباب هنا في النمسا يبعثون برسالة شكر للرئيس مبارك الذي فضل مصلحة مصر علي مصلحته الشخصية ورضخ لمطالب شعبه حقنا للدماء.