بعد أن نشرت "التحرير" يوميات الرئيس الأسبق حسني مبارك في مستشفى القوات المسلحة، تفاصيل حياة مبارك اليومية داخل مستشفى المعادي العسكري، بأن مبارك يقيم في جناح من 20 غرفة به مصعد خاص لأسرته أثناء الزيارة، ويوصي أصدقاءه بإحضار «لب وسوداني»، وذلك بعد أن تضاربت الأنباء حول صحته، وخرجت الكثير من الشائعات حول وفاته، وهو ما نفاه مصدر مطلع داخل المستشفى، مؤكدًا أن صحة المخلوع جيدة، وأنه يمارس حياته بشكل طبيعي، ويحرص على متابعة الأخبار يوميًا في وسائل الإعلام المختلفة، ويبدي اهتمامًا خاصًا بما يحدث في سوريا، تلقي التحرير الضوء على حياة الرئيس الأسبق محمد مرسي في سجن برج العرب بالإسكندرية، والمسجون فيه منذ أكثر من عامين، حيث أكدت مصادر أن مرسى يلقى رعاية طبية واهتمام من إدارة السجن بالإضافة إلى وجود رصيد كبير فى حسابه يمكنه من شراء الأطعمة والمشروبات من "الكانتين" الخاص بالسجن.
يوميات مرسي
وأوضحت المصادر لـ"لتحرير" أن الرئيس الأسبق حريص على أداء الصلوات فى موعدها وخاصة صلاة الفجر وأحيانا كثيرة يصلى فى جماعة من حراسته المكلفة بتأمينه ويقضى فترات طويلة فى النوم تمتد إلى 10 ساعات يوميا ويستغل باقى يومه فى القراءة أو مشاهدة التلفزيون.
البط والفراخ
وقالت المصادر إن الرئيس الأسبق يفضل أكل اللحوم بمختلف أنواعها وخاصة لحوم الطيور ومنها "الفراخ" و"البط" بالإضافة إلى اللحوم العادية والتى يتناولها من 3 إلى 5 مرات أسبوعيا وبمقادير مختلفة.
وأكدت المصادر أن مرسي يرفض تناول طعام السجن، أو الأكل من منفذ البيع الحر "الكنتين"، ويطلب وجبات خاصة يتم تجهيزها له بالسجن من الأموال المودعة له من أسرته، وأوضحت المصادر أن جميع الأطعمة تخضع للرقابة ويفحصها الطبيب قبل خروجها للمسجونين وبالأخص الأطعمة الخاصة بقيادات الجماعة.
جناح فندقي
وقالت المصادر إن مصلحة السجون بالتنسيق مع إدارة سجن برج العرب جهزوا غرفة حجز انفرادي لإقامة محمد مرسي فيها وزودوها بتكييف لإقامة الرئيس الأسبق ومجهزة على أعلى مستوى، وبها ماء ساخن وبارد ومفروشة سجاد وبها جميع الكماليات التي يحتاجها ويسمح بإدخال الصحف اليومية له، من خلال "بونات" تدفع أسرته قيمتها نققدًا ليسحب منها ويشترى بها ما يلزمه بخلاف أدوات السجن.
تأمين مرسي
وتتولى قوة مكبرة من الضباط والأمناء تأمين وحراسة الرئيس الأسبق القابع بسجن برج العرب، ويتناوبون حراسته على دوريات يتم تغييرها كل 8 ساعات بمجموعة جديدة كما تتولى مجموعة أخرى تأمين عمليات نقل الرئيس الأسبق لحضور جلسات محاكمته المنعقدة بأكاديمية الشرطة، حيث يتم نقله من سجن برج العرب بالإسكندرية إلى مقر انعقاد جلسات محاكمته بأكاديمية الشرطة بواسطة طائرة هيلوكوبتر، كما تمتد عمليات التأمين المنطقة المحيطة بأكاديمية الشرطة حتى يتم إعادته مرة أخرى إلى مقر السجن ببرج العرب.
مرسى وضباط السجن
أكدت هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان أن الرئيس الأسبق محمد مرسى لم يشتكى لهم نهائيا من سوء المعاملة بسجن برج العرب، وأكد لهم أن ضباط السجن يتعاملون معه بشكل جيد، لكنه اشتكى لهم فقط من منع الزيارة عنه وخاصة زيارة أسرته له منذ فترة طويلة تزيد عن عامين.
قاعدة الضفادع بـ«أبو قير»
بعد ثورة 30 يونيو، والقبض على محمد مرسي، تم التحفظ عليه فى جهة غير معلومة، واتضح فيما بعد احتجازه داخل وحدة الضفادع البشرية بقاعدة أبو قير البحرية، ولم تكن النيابة العامة تعلم عن مكان الاحتجاز ذلك، إلا أن احتجازه بذلك المكان استند إلى قرارات قانونية أضفت مشروعية على حبسه بذلك المكان، متمثلة فى قرار وزير الداخلية رقم 776 لسنة 2013، الصادر قبل 30 يونيو بتاريخ فى 2 مايو 2013، ونص على «أنه بعد الإطلاع على مواد القوانين ذات الصلة، قرر وزير الداخلية إنشاء سجن خاص شديد الحراسة بمنطقة أبو قير»، وأصبح ذلك القرار سندًا لحبس مرسي بداخله بعد قرار النيابة العامة بحبسه فى 5 يوليو 2013.
أول ظهور لمرسي
وظل "مرسي" مختفيًا عن الأنظار حتى ظهر علنًا لأول مرة يوم الاثنين 2 نوفمبر 2013، فى جلسة محاكمته بقضية "الاتحادية" أمام المستشار أحمد صبري يوسف، وناداه رئيس المحكمة بالمتهم محمد مرسي، واعترض وقال "أنا الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية"، وبدا "مرسي" مرتديًا ببذلة زرقاء اللون، بما دفع رئيس المحكمة للتساؤل عن مكان حبسه ولماذا لا يرتدى ملابس السجن البيضاء، وهنا أكد دفاعه أنه مختطف ومحتجز فى جهة مجهولة، وتحدث "مرسي" قائلًا إنه مازال الرئيس الشرعى للبلاد، ويريد ميكريفون للتحدث ورفض مناداته بالمتهم.
أول ليلة في سجن برج العرب
ومنذ تلك الجلسة تم نقل مرسي إلى سجن برج العرب شديد الحراسة، بمحافظة الإسكندرية، وطلب منه ارتداء ملابس السجن البيضاء، وأعلنت مصادر رفضه التام للاستجابة للتعليمات فى ذلك الشأن، وظل يصرخ "أنا الرئيس الشرعى للبلاد"، كما هدد الضباط المكلفين بتأمينه مرددًا "اللى بتعملوه ده غلط، أنا هرجع القصر وهحاكمكم كلكم"، وبدا "مرسي" متوتراً وكان يتكلم كثيراً، ولم ينم إلا مع الساعات الأولى لفجر الثلاثاء 3 نوفمبر 2013، ولكن رضخ أخيرًا للوائح السجون وظهر لأول مرة فى 7 يناير 2014 ببدلة السجن البيضاء.
البدلة الحمراء
محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، قررت إحالة أوراق المتهمين فى قضية الهروب من وادى النطرون إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأى الشرعى فيما ورد من اتهامات لـ107متهمين منهم 101 هارب و6 محبوسين من رموز الجماعة أبرزهم "محمد مرسى، سعد الكتاتنى، عصام العريان ويوسف القرضاوى" وحددت جلسة 2 يونيو، للحكم فى القضية، وصدر القرار برئاسة المستشار شعبان الشامى وعضوية المستشارين ياسر الأحمداوى وناصر صادق، وأحمد جاد.
أول ليلة بعد حكم الإعدام
وكشفت مصادر بالسجون عن أن مرسي كان مصابًا بحالة من الصدمة والذهول، وظل شارد الذهن ليلة الحكم بإعدامه فى قضية "اقتحام السجون والهروب الكبير"، لكنه ورغم ذلك اتسم بالخضوع التام، واستجاب للتعليمات، إلا أنه احتد على أحد رجال الأمن حين ناداه بـ"يا دكتور"، وصاح قائلًا "أنا الرئيس لا تقولون دكتور ثانية"، وعند تسليم "مرسي" بدلة الإعدام الحمراء، سخر منها، وقال لأفراد الأمن: "مستعجلين على إيه أصلًا مفيش رئيس بيتعدم.. لو كان مبارك اتعدم كنت اتعدمت أنا.. لسا هنقعد سنين في النقض".